أبناء شرعيين!
نقلت وزارة الثقافة في صفحتها الرسمية، خبراً عن صحيفة خاصة تحت عنوان “وزيرة الثقافة تتصدى لمحاولة (وضع يد) على تحفة أثرية في حماة”.
وفي التفاصيل المذكورة بدأت القصة مع (شكوى) تؤكد “محاولة شخص في مدينة حماة وضع يده على تحفة أثرية هي عبارة عن لوحة من الفسيفساء الأرضية النادرة مساحتها أكثر من ألف متر مربع، تقع وسط مدينة حماة بجوار الكنيسة الرئيسية”. وهو ما تعاملت معه وزيرة الثقافة د.لبانة مشوّح بجديّة عبر عقد اجتماع مع المعنيين في مديرية الآثار والمتاحف، ليتبين وفق الخبر المنشور إنّ “المديرية كانت قد استملكت الأرض منذ عام ٢٠٠٢ إلا أن صاحب المشروع كان قد اشترى العقار من مالكه الأساسي، وتقدّم بطلب إلى المديرية العامة للآثار بالسماح له بالتبرع ببناء متحف على كامل الأرض (اللوحة) مقابل استثمار الطوابق العليا من هذا العقار لأغراض تجارية”.
في النتيجة، استطاعت الوزارة إيقاف التعدي على التحفة الأثرية، لكن ما أُريد التوقف عنده هنا، هي فكرة (الشكوى) المقدمة من أهالي المنطقة حسبما يقول الخبر، فمع أن جهود أبناء المجتمع المحلي في الحفاظ على الآثار ومقتنيات المتاحف وما شابه خلال سنوات الحرب، لم تحظَ بضجة إعلامية، لكنها كانت على درجة من الأهمية، من ذلك ما قام به البعض قبل سنوات، حيث أحضروا إلى المديرية لوحة فسيفساء مساحتها نحو 42 متراً مربعاً، تم الكشف عنها في موقع أثري ضمن قريتي “كفر العواميد” و”برهليا” في ريف دمشق، كما تحوّل حراس المديرية وموظفوها في الأماكن الساخنة في مختلف المحافظات إلى (مُراسلين) رغم خطورة الأمر، وساهموا في ملاحقة الآثار المنهوبة والمهرّبة خارج سورية، أيضاً تمكن مواطن لبناني من استعادة أجراس مسروقة ذات قيمة تاريخية ودينية كبيرة، أُعيدت إلى سورية بعد تنسيق مع الكنائس والأديرة في معلولا، ولا ننس عالم الآثار الشهيد خالد الأسعد الذي قتله تنظيم “داعش” في مدينة تدمر عام 2015، بعد أن أمضى أكثر من 50 عاماً من حياته وهو يحمي الآثار والتراث السوريين، ولا شك أن هناك “علماء، باحثين، آثاريين، عمالاً، وإداريين” بذلوا الكثير للمحافظة على كل ما هو أثري من مساجد وكنائس ومعابد ومقتنيات وحمامات وغيرها، من دون أن ينتظروا شكراً من أحد، في حين تعرضت مناطق عديدة للسرقة والتخريب والتنقيب غير الشرعي من أبنائها أنفسهم!.