(تسونامي) الأسعار قبل الزيادة!
أشبه بالروتين اليومي .. (ماراتون) تأمين كفاف يومنا بما يضمن لنا أن نبقى أحياء على وجه البسيطة ، هذا أقصى ما يمكن فعله ، في ظروف أقل ما يقال عنها: (حرب الجوع أو الفقر) ، لأن الأغلبية الساحقة من الناس على حافة الهاوية ، وهذا ما عدّه المختصون من مفرزات حرب ضروس طويلة ، وهذه المعركة اليومية هي فعلاً أقسى من حرب المدافع.
بموازاة ذلك ازدادت الأسعار بشكل جنوني، لمجرد تسريبات من هنا وهناك عن قرب صدور زيادة رواتب للعاملين في القطاع الحكومي ، وهذه الزيادة تعد أحد الحلول المطروحة لتحسين الوضع المعيشي، علما أنه -كما قلنا مراراً- هذه الزيادة لن ترمم رقعة صغيرة في ثوب مهترىء بأكمله في ظل الارتفاع الفاحش للأسعار.
لكن كل الناس بانتظار هذا الضوء , بانتظار هذه الزيادة ، شريطة أن تكون مجزية وتساعد فعلاً على العيش بالحد الأدنى من كرامتنا، لكن لنكن واقعيين, إن الجميع قلق من مفعول هذه الزيادة التي رافقها (تسونامي ) الأسعار, حتى إننا فعلاً بتنا نحسب حساباً لمنعكساتها أكثر من إيجابياتها.
والسؤال: لماذا لا تصغي الجهات المعنية إلى أصوات كثيرة، دعت إلى العمل على تعديل القانون الضريبي الذي بلغ أرذل العمر ولم يعد صالحاً لزمننا هذا؟! هذا التعديل الذي إذا ما حدث سيصب في خانة تحسين الوضع المعيشي كخطوة ثانية تضاف لبند زيادة الرواتب، بحيث يكون التركيز على التحصيل الضريبي من التجار الكبار ورجال الأعمال، ونحرر ذوي الدخل المحدود من الضرائب و حسميات النقابات , وإما أن نترك تلك الشريحة من حيتان المال تتحكم بلقمتنا وقراراتنا الاقتصادية إلى أبعد حد!
والأهم الاستفادة من مئات الدراسات المتعلقة بسيناريوهات تحسين الوضع المعيشي التي أنجزتها عقول كلية الاقتصاد ،و تفعيل دور الرقابة ومحاسبة المخالفين ..وإلا بغير ذلك سندور في حلقة مفرغة.