عبثاً .. !!

بعد مدة على افتتاح المدارس لا بد من وقفة على واقعها وواقع الاستعدادات لاستقبال العام الدراسي في ظل التطورات الأخيرة المرتبطة بوباء كورونا وما يحمله من تهديدات على صحة الطلاب حماة الوطن وبناة مستقبله.
أطلعتنا العديد من وسائل الإعلام مع بداية العام الدراسي على الاهتمام المبالغ به والعناية الشديدة بتعقيم المدارس وكيفية رش المقاعد والجدران بالمعقمات، علماً أن هذه الحركة لم تكن ضرورية أبداً، لأن المدارس كانت معقمة أصلاً، وكانت خالية تماماً ما يقارب العام لذلك كل ما تم رشه من معقمات كان عبثاً وهدراً، وكان من الأجدى توظيف تلك الأموال للاهتمام بواقع النظافة العامة للمدارس، وبشكل أدق دورات المياه وإيجاد مصادر لمياه الشرب النظيفة، ففي العديد من المدارس مازالت دورات المياه ومناهل الشرب على واقعها السيئ السابق وغير صالحة للاستخدام، وهنا تكمن الخطورة فمن المفروض أن تكون المعقمات والمنظفات متوافرة في دورات المياه لتنظيفها ولغسيل الأيدي، لكن كيف سيكون الحال إذا لم تكن هناك مياه أصلاً في بعض المدارس؟
كذلك تباهى بعض المسؤولين في القطاع التربوي بتوزيع الكتب مع تلك البالونات الملونة والتقطت لها الكثير من الصور التذكارية المعبرة لهذا الحدث الهام،لكن للأسف هناك نقص بالكتب وتم توزيع نسخ قديمة ومهترئة وغير صالحة خاصة لطلاب الابتدائي.
كما يلاحظ في بعض المدارس غياب المدرسين عن بعض الحصص،وهذا سيؤثر على التحصيل العلمي للطلاب الذين عانوا أصلاً من نقص وفاقد نتيجة الغياب العام الماضي.
تم الحديث كثيراً عن التباعد المكاني لكن نرى أن العديد من المدارس ما زالت القاعات الصفية فيها تمتلئ بالطلاب وبالتالي هي بؤرة لانتقال جميع الأمراض، كما لايوجد اهتمام بوضع الكمامات، وانتقال العدوى لأي طالب نتيجة الاستهتار يعد كارثة..!
والمفارقة أنه في إحدى المدارس الإعدادية في جبلة تم نقل طلاب من مدرسة ابتدائية لتحقيق التباعد، وأصبحت المدرسة بدوامين، وكان الأجدى تقسيم طلاب المدرسة الإعدادية نفسها لدوامين نظراً للكثافة العددية فيها، ويبدو أن قرار نقل طلاب الابتدائي إلى المدرسة الإعدادية جاء اعتباطياً وغير مدروس ودون الاطلاع على الواقع ، فالمقاعد لا تصلح لجلوس الأطفال،وواقع المدرسة وتجهيزاتها غير مناسبة تماماً لوجود طلاب الابتدائي، لذلك نأمل من القطاع التربوي عند اتخاذ أي قرار أن يُشبع بالدراسة والتمحيص على أرض الواقع، لأن الأمر يتعلق بمستقبل أولادنا، فأين تلك الاستعدادات التي تحدثوا عنها وأعطوا الإيذان بناء عليها لافتتاح المدارس..؟

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار