سلوكيات وزراء.. للتسويق.. أم ؟!!
كثيرة هي الحالات التي تستوجب التدخل من قبل أصحاب القرار لإيجاد الحل المناسب ومعالجة وضعها ومسبباتها ،سواء أكانت على صعيد الفرد وما يحتاجه من مساعدة تنهي معاناته إزاء أمر سوّد حياته ،أو على صعيد تعثّر عمل مؤسسة ما أو إدارة تكابد سيلاً من العثرات .
والأجمل تلك اللمسات الإنسانية ،أو البدء بخطوات باتجاه حسم المشكلات العالقة , وما أكثرها، والبحث في تفاصيلها . وبمعنى أوضح السرعة في المعالجات الفورية لقضايا تشكل عائقاً حقيقياً أمام عمل مؤسسة أو إدارة ،و التعاطي السليم في الوقت المناسب ،بدافع من الغيرة والنجاح بالأداء ،بعيداً عن الإعلان وعن إظهار أن هذا المسؤول يعمل بشفافية وحس داخلي بأوجاع عانينا منها كثيراً .
خلال الأيام الأخيرة وعلى سبيل المثال لا الحصر تعاطى وزير التربية مع حالة إنسانية لطالبة تدرس على قارعة الطريق ، دفعتها الحاجة لذلك و الجوع والعوز الذي لف حياتها وحياة أهلها ،وهناك مئات الحالات المشابهة .
هذه الحالة من حسن التعاطي مع الطالبة وتقديم بعض المساعدات لها ،وحالة وزير الزراعة باستماعه المباشر لبعض المهتمين بتطوير الشق الزراعي والاستفادة من طروحاتهم ومبادراتهم الشخصية ، بالإضافة إلى طلبه أن يتقدم من يجد بنفسه الكفاءة والمؤهل لشغل إدارة إحدى المديريات في الوزارة هي سلوكيات تنم عن فكر إداري جديد ، ربما يعزز نجاحاً كبيراً بإيصال أشخاص على درجة من الموثوقية ويفتح الباب أمام الكوادر لتعمل بجد وإخلاص إذا تمت على أكمل وجه .
ما يهم ليس الإشارة والتصفيق والتسويق الإعلاني – الإعلامي لشخص هذا الوزير أو ذاك ،بل الأهم ترجمة حقيقية على أرض الواقع ورسم طرق توصل بالنهاية إلى الصالح العام وتلافي السلبيات والمعوقات المسببة للعديد من الأزمات الثقيلة .
قمة الإحباط والفشل انتهاء أفكار وسلوكيات كهذه بمجرد التسويق الإعلاني . إذ يجب الاستفادة منها بشكل أوسع وأعمق والانطلاق لإيجاد حلول لمشكلات تواجه المواطن والفلاح والطالب وحتى الإدارات ..!
ما نحتاجه اليوم ليس الأقوال والاستعراض وتدبيج المدائح بأن هذا المسؤول يتعاطى مع بعض الحالات والأزمات ,وإن كانت فردية , بروح من إظهار النوايا الآنية وتدخّل (الفزعة) ،ما يهم رسم برامج عمل مؤسساتية تهيىء أرضية سهلة تنعكس إيجاباً على الجميع ،لا ترقيعات سريعة لمجرد تسليط الأضواء التي سرعان ما تخبو وتنطفىء ..!!
الإيمان بالنجاح التام هو البوصلة التي نحتاجها في هذه المرحلة الصعبة ، فالكل في حالة أشبه بالضياع وتشتت الجهود . المشكلات كثيرة والعقبات أكبر ، فليتم تجاوز مرحلة إبراز النوايا ولتتخذ خطوات أكثر جرأة ونجاعة لحسم قضايا عالقة ، مع إشاعة جو مريح لعل في ذلك المسعى تلمّس الطريق الذي قد ينهي الظلمة الحالكة التي تلف معيشة العباد ..!