تتشابه بيانات بعض المسؤولين وتصريحاتهم مع بيانات وتصريحات الإدارات التي سبقتهم, وهذا يعني أن تنفيذ الوعود على الأرض تبلغ قيمته صفراً على «مقياس ريختر» الراتب وريختر الأسعار.. والطريف أنه وإثر انتهاء مسؤولية كل جوقة من تلك الإدارات بعد عدة سنوات، لا يسألهم أحد عن بياناتهم ووعودهم التي سيكررها القادمون حديثاً إلى الكرسي كأن شيئاً لم يكن!.
يا أخي، ستحسّنون الوضع المعيشي للمواطنين الذين يقبضون رواتب لا تكفيهم لأكل الفلافل في الشهر؟ طيب أخبرونا عن النسب والأرقام التي ستصلون إليها خلال زمن محدد، وكيف ستزيد الانتاجية؟ وهل هناك رفع للرواتب يوازي ما يجري من غلاء في الأسواق؟ أليس الأجدر في البداية أن تجدوا طريقة لتوزيع الخبز على البشر بحيث لا نشتري الربطة بخمسمئة ليرة من أمام الأفران، وبحيث نتخلص من الازدحام الهائل والمروع في هذا الزمن الكوروني التعيس؟!
لو أنهم يواجهون الإدارات بعد انتهاء مسؤوليتهم، بالبيانات والوعود التي أعلنوها عند بداية توليهم للمهام، ليحددوا لنا ماذا حققوا خلال تلك الفترة بحيث يسمع المواطن ويرى بأمّ العين وأمام وسائل الإعلام أين هي القمحة، وأين الشعيرة في البيانات أو بالأحرى الإجراءات التي «يسفقوننا» بها ثم يمضون «لا مين شاف ولا مين دري»؟!.
تتشابه بيانات الإدارات المتعاقبة، وتتشابه كذلك وعودهم وحتى طلّتهم على وسائل الإعلام.. كأننا أمام نسخة مستنسخة وناسخة.. أو بالأحرى كأننا في المكان نفسه: «دبكة خرما».. عرفتوا كيف؟.