أخيراً، أول مناظرة (مواجهة مباشرة) بين ترامب وخصمه بايدن.. المناظرة على بعد أسبوع من الآن، وعلى بعد شهر وبضعة أيام من يوم الانتخاب في 2 تشرين الثاني المقبل.
على رأس هذه المواجهة كما هو مُعلن، ومُتوقع أساساً، هو فيروس كورونا، والاقتصاد. ولنا أن نتخيل مسبقاً حفلة طويلة صاخبة بأعلى مستوى من الشتائم والسباب بين ترامب وبايدن. أغلبها لن يكون بجديد، نحن نسمعه منذ أشهر، ولكن يبدو أن في جعبتيهما المزيد منها، وبعضها ربما غير متوقع.
وإذا كان بالإمكان أن نتخيّل مسبقاً شكل ومضمون المناظرة فهل يمكن تخيّل ما ستكون عليه النتائج بعدها؟
على الأكيد ستخرج استطلاعات الرأي بنسب أعلى لبايدن، وعلى الأكيد ستكون هذه المناظرة «حديث الساعة» لأيام عديدة، وكما تعودنا سيكون حديثاً باتجاه واحد، مع بايدن ضد ترامب، وهذا طبعاً ليس مقياساً أن بايدن أفضل أو ترامب أسوأ (فكليهما بالنسبة إلى العالم الخارجي، ومنطقتنا، سواء) بل لأنه في الحسابات الأميركية أو لنقل اللعبة الانتخابية الأميركية هذا هو المطلوب، من دون أن يعني ذلك أن بايدن هو من سيفوز. حتى الآن -وبالمجمل- تركز التوقعات على الفوضى التي ستعقب نتائج الانتخابات أياً كان الفائز بها، ترامب أو بايدن، فكل منهما يهدد بعدم الاعتراف بفوز الآخر، وبإجراءات ضد الآخر الذي يرفض الاعتراف بفوز خصمه، إجراءات وصلت إلى حد التهديد باستخدام الجيش.
ربما، كان حري بالمناظرة الأولى أن تناقش هذا الأمر أولاً فهو أخطر على البلاد من كورونا ومن الاقتصاد، فإذا ما صدقت التوقعات وعمّت الفوضى فهذا سينعكس حتماً على كورونا والاقتصاد، وليس العكس صحيحاً.
طوال الشهرين الماضيين بدا لافتاً أنه في الداخل الأميركي (الإعلام خصوصاً) لم يتم تناول مسألة الفوضى بصورة موسعة معمقة رغم خطورة التصريحات الصادرة حولها من ترامب وبايدن، فهل نفهم من ذلك أنها تصريحات ضمن المعركة الانتخابية فقط؟
ربما كان حالها كذلك، ولكن يبدو أن المراقبين لا يستطيعون تجاهلها وهي غير المسبوقة في تاريخ الانتخابات الأميركية، وكونها تأتي مترافقة مع الكثير من التطورات اللافتة داخل أميركا، حتى أن هؤلاء المراقبين يتحدثون عنها وكأنهم يتحدثون عن أميركا جديدة لا نعرفها.
بكل الأحوال، لننتظر يوم المناظرة/ المواجهة المقرر الثلاثاء المقبل، وبعدها لكل حادث حديث.