عصة وغصة.!
مع كل عصة وقرصة تتخذها الجهات المعنية في موضوع شد الأحزمة على الخصر الرنان للمواطن الذي تحول عوده الغض بعد عص وقرص إلى ناحل كاهل ينوء تحت ثقل العصات التي يبدو أنها لن تنتهي في المدى المنظور أقله مادامت بدايات الحكومة الجديدة والعتيدة لم تكن موفقة كثيراً حين جاءت على وقع كرنفالات النار التي أضاءها اللاعبون بمقدرات حراجنا, ولتأتي بعدها مباشرة اختناقات الوقود والخبز, وتلك الاختناقات التي اعتادها المواطن بسبب سوء إدارة المتاح من الموارد وباتت واضحة لا لبس فيها. وزبدة الكلام ليست هنا؛ بالأمس القريب ثلاث محطات في اللاذقية تستغل المخصصات لمنفعة أصحابها، ومن قبل في حماة، والبارحة ست محطات في ريف دمشق تسرق البنزين والمازوت، واليوم الحفلة على طريق حمص تلبيسة حيث صاحب المحطة يسرق 30 ألف ليتر فقط, وهو احتياطي استراتيجي ويتصرف به.
وهذه الأخبار تتباهى وتزهو بها حماية المستهلك وتسارع إلى زفها إلينا على أنها تعمل بينما قلوبنا تتحسر, وأخبار الخبز ليست بأحسن مع ترعرع ونمو تجارة اليابس والعلف منها للأبقار والأغنام الجائعة وتتصدر عناوين ومانشيتات الصحف والمواقع الإلكترونية بطولات «حماية المستهلك» وهي تتصدى للصوص خبزنا وغازنا ومازوتنا وبنزيننا ووو ..ولاتتسع القائمة للصوص عيشنا!
ماذا يعني أن يقرأ ويسمع المواطن عن هذه الأخبار واستفحالها, وماذا يجني من ورائها وهل تغنيه من جوع؟.
هذه الأخبار وما خفي أعظم، وليست بالجديد مادام سور موادنا المدعومة «واطياً» ويتطاول عليه من في الداخل قبل الخارج, وكما يقولون بالعامية: «المال الداشر يعلم السرقة», والأغلب أن السرقة تحدث بالتواطؤ بين الداخل والخارج ومن يمشي بينهما من «المسلكين».. وعلى عينك ياتاجر
و«روح يا مجروح» و«دقي يا مزيكا» و«هز خصرك النحيل يا وز» عفواً يامواطن ..!!