أزمات معيشية ومالية وعاطفية وتراكم تعب ووجع، ومنها صارت «النفسية صفراً» والحالة الصحية أيضاً صفراً لأن التشخيص المرضي المسمى «الالتهاب» ماعاد حكراً على المعدة والأحشاء بل تعدّى ذلك ليصل القفص الصدري والفؤاد والتهاب الشريان و«المعلاق».
فالقلب موجوع من كل ماهو مادي ومعنوي دخيل على يومياتنا هذه الأيام، وماعاد قادراً على تحمل تكلفة الأنين والشكوى اللذين يمكن أن يدخلاه العناية المركزة مع تبعات مصاريف التحاليل والصور والعلاج، لذلك فالأمل هو الحل الوحيد, والمثابرة أيضاً في تقديم التنازلات، ومن استطاع التكيف مع تقنين الكهرباء وتدرجاته التصاعدية من «ساعتين – ثلاث ساعات» في النهار ليصل إلى حد لا تستطيع فيه «الفريزا ولا حتى البراد» حفظ «المونة» وتبريد الماء في شهر آب اللهاب, لابد من أنه قادر على الاستمرار بفعل التنازل، هذا التنازل الذي وصل من «زماااان» لدرجة الاستغناء عن إجازة الجبل والبحر والتكيف مع تعليمات وزارة الصحة كمسوغ للتخفيف من التجمعات, بينما حال الواقع يفرض على الجزدان جدولة المصروفات والاستغناء الكامل عن الرحلات و«السيران».
والتنازلات لاقت الترحيب عند المعدة والأمعاء وبدأت بتعميم فرضية نظام غذائي خالٍ من الأسماك وبدأنا الالتزام بها منذ سنوات إلا أن «حبل التنازل الغذائي جرار» بعد أن صارت لحمة العواس طبقاً شبه مستحيل التحقيق على «سفرة» الغذاء وحتى على «العزومات» وصار الحل الاتكال على لحم الأبقار ومن ثم الاكتفاء بالدجاج ليحلق فيما بعد ما لم يكن يوماً قادراً على الطيران, حيث شرحات الصدر منه بـ 7000 ليرة..
و«ياشحاري ..» كيف يمكن أن أستعرض بينكم وجبة الفطور من دون الحديث عن البيض و(غيابه) «مقلي وجظ مظ ومسلوق».. وعلاقته الطردية مع بدء العام الدراسي فيما لو حسبنا عدد الأطفال في العائلة الواحدة وحاجتهم اليومية للبيض فقط.
تنازلات وحليمات التذوق (المصرفية) عندنا ماعادت قادرة على التنبؤ بما هو قادم من تنازلات لكن الحرص واجب, ومن الآن لنردد «حامض لفان ياتفاح، مر وعلقم هالبيتنجان»…