افتحوا قلب الحكايات بالحب
رغم قدرة الدراما على لعب دور مهم في صنع رأي عام حول القضايا المختلفة، وتشكيل مواقفنا وقيمنا وتصوراتنا للحياة التي نعيشها، لم يزل البعض ينظر إلى المسلسل التلفزيوني بوصفه فناً من الدرجة الثانية، تصر الصحف على نشر المواد الإعلامية عنه في صفحة «الترفيه»، ويبعدون عن الصفحات الثقافية أكثر المقالات رزانة عن المسلسل التلفزيوني، بينما تبدو الكارثة في دوائر الإنتاج التي يدار كثير من مفاصلها الفنية بعقلية «مطرح ما ترزق الزق» فتمضي العملية الإنتاجية وفق حسابات الربح وحسب.
ذلك كله يحدث من دون أن يدرك الكثيرون الجانب الخطير في صناعة الترفيه، الأمر الذي يدفعنا دائماً للتنبيه بضرورة أن تدار ناصية صناعة المسلسل التلفزيوني بعقلية تنويرية تسهم في توعية الناس بالقضايا والمفاهيم والقضايا التي تقوم الدراما بتصديرها.
في الحقيقة تلك المسألة شديدة الحساسية، ويجب عدم التساهل فيها، فالفيلم أو المسلسل التلفزيوني، هو في جوهره تفسير صانعيه للأحداث التي يتناولونها والمقولات التي يروجون لها، والمُشاهد بدوره سيفسر ما يراه ويسمعه، حتى في أكثر المقولات خطابية ومباشرة، فمفاتيح التفسير هذه تؤخذ عادة في السياق، السياق الفكري والمكاني والزماني، وهو الأمر الذي يجعل العمل الفني ذاته يحتمل عشرات القراءات التفسيرية، التي تختلف باختلاف السياق، ذلك ما يجعلنا نعتقد أن القضية أعقد مما نعتقد.. بل هي تزداد تعقيداً حين تبدأ الدراما بمقاربة القضايا التي قد يرى فيها بعض المشاهدين بوصفها تحدياً لمعتقداتهم.
إزاء هذه العقبات، في كل مرة نقول لصانعي الأفلام والمسلسلات: افتحوا بطبيعة حكاياتكم قلوب الناس، وخاطبوا بأفكاركم عقولها.. جاعلين من عوالم مسلسلاتكم مصدر جمال وحب وثراء حياتي حقيقي وصادق.