إيديولوجيا مفضوحة
كُتب الكثير الكثير عن تحويل متحف “آيا صوفيا” إلى مسجد ولكن اللافت هذه المرة أن رئيس النظام التركي رجب أردوغان هو من قرأ الفاتحة وآيات من سورة البقرة أثناء افتتاح المسجد المومأ إليه، فهل هذا إيمان حقيقي؟ أم إنه كاذب ومخادع ؟ أم تصنع مدروس؟ أم ايدولوجية “إخونجية” يمتطيها حزب “السلطان” “العدالة والتنمية “؟.. هذه الخدع والإبهارات ماهي ألا لتغطية سرقاته ومناوراته في المتوسط أو حروبه العسكرية سواء في سورية أو في العراق تحت عباءة الإسلام السياسي الذي يعتنقه أردوغان ويجيده بكل حرفية تحت رايات براقة انكشفت للشعب التركي الذي غُرر به من رئيس النظام منذ تحويل نظام الحكم إلى رئاسي ليكون حكمه مطلقاً.. أليست هذه خدع وحيل ما يسمى “بزعيم الدولة الإسلامية” أبو بكر البغدادي و(داعش) مجتمعة الذين كانوا يكبرون على ممتلكات المواطنين من قمح وأغنام وجمال وخيول وسيارات وذهب ويسرقونها تحت ذريعة فتاوى كاذبة بل تعدى ذلك إلى الآثار النفط والغاز وخطف النساء وامتلاكهن للزواج منهن أو للمتاجرة بهن تحت غطاء ادعاءات ليس لها علاقة بالدين ولا بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد، ورغم مآخذنا على الكثير من أفكار كمال أتاتورك إلا أنه أراد من تحويل “آيا صوفيا” إلى متحف بعد أن حوله محمد الفاتح إلى مسجد، وإعادته متحفاً لخلق حالة من التصالح والتواد والإيثار بين المواطنين الأتراك أولاً وبين المسلمين والمسيحيين في العالم ثانياً وهذا يسجل له ولكن الذي يشعله رئيس النظام التركي رغم إجادته القفز على الحبال والاستدارة من موقف إلى آخر معاكس تتلبسه الدكتاتورية والإيدولوجية “الإخونجية” القذرة الموجهة المدروسة التي يمارسها لتحقيق مكاسب انتخابية وحزبية كما حاول منذ فترة بتحويل ميدان الحرية (ميدان تقسيم) وأراد أن يلغي اسم الحرية من قاموس حزبه وتحويله إلى “مول” تجاري.
إذاً منطق أردوغان ليس حباً بالإسلام والمسلمين وإنما إيديولوجيا عميقة يراد منها إيهام السذج من مواطنين أتراك أو من بعض المشيخات والعربان بأنه “نصير” الإسلام والمسلمين بينما في الحقيقة غايته الابتزاز لتمويل حروب جديدة بالمنطقة وافتعال أزمات جديدة لنشر “الإخونجية” ولنهب خيرات الشعوب المجاورة عبر تحريك المياه الراكدة للصيد فيها وإذا حقق بعض المكاسب مستفيداً من بعض الخدع والوضع الإقليمي والدولي ولكن هذا لن يطول وسوف ينقلب السحر على الساحر .