هل تحتاج بعض المؤسسات التوجيهات بين الحين والآخر لتذكيرها بدورها وضرورة تدخّلها من حيث ضرورة إيجاد مخارج تريح المواطن..؟!
مؤسسات التدخل الإيجابي، ما دورها ولماذا أحدثت؟ الإجابات لا تحتاج كثيراً من العناء والتعب.. فـ«السورية للتجارة» اليوم على مسرح الأحداث، وبعد ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية وسواها ووصولها إلى حدود غير منطقية، صار لزاماً أن يكون دورها وتدخلها أكثر إيجابية، للحدّ من غلاء الأسعار الذي غطى على كل شيء، خاصة بعد ارتفاع سعر صرف الليرة السورية مقابل «الأخضر» وغيره من العملات الأجنبية، فما يحصل بات مألوفاً، توالي الأسعار ارتفاعها، في ظل تناسي كل الجهات أدوارها المطلوبة، عند حصول ارتفاعات كهذه تأكل كل شيء.
نسمع كثيراً، كما يسمع المستهلك البائس، أن هناك مؤسسةً بفروع وصالات تغطي معظم الجغرافيا السورية، اسمها «السورية للتجارة»، متخصصة بتأمين المواد والحاجات الأساسية للمواطنين وبأسعار مناسبة، وبين فترة وأخرى، تذكّرنا الحكومة بأن على المؤسسة التدخل الإيجابي، وبأن يكون حضورها قوياً، لعلها تخفف من وهج النار اللاهبة، تلك النار التي أحرقت الجيوب، وبات المواطن معها عاجزاً عن تأمين قوت عياله!.
«السورية للتجارة» لم تستطع بعد أن تقنع المواطن بوجودها وتدخّلها الملموس، فأسعار مبيع موادها وسلعها لا تختلف كثيراً عن أسعار مبيع التاجر، بل تحولت إلى تاجر همه الربح وتسجيل الإنجازات، بمعنى، ابتعدت بعض الشيء عن دورها الأساس ألا وهو خفض أسعار حيتان التجار ومستغلي الفرص وحاجات العباد..!
السوق هو مقياس ومشعر العمل التجاري، وأعتقد أن المؤسسة، شأنها شأن القطاع العام برمته، تحيط بها قوقعة وهمية، عليها التخلص منها لتستطيع أخذ دور قوي وفعال، فالمؤسسة بصورة عامة أقوى من أي تاجر، ولو كان ممتلئاً بالأموال، وهنا ثمة تساؤل مشروع دائماً: لماذا يحصل العكس؟! فكثيرة هي الحالات التي يؤدي فيها التاجر أنشطة أكبر وأشمل من عمل بعض المؤسسات العامة، ذات الإمكانات الكبيرة والصالات الواسعة والجيش من الكوادر.