عندما يختلفُ الأشرار..!

عندما يختلف اللصوص تظهر الحقائق، وعندما يختلف الأشرار فإن غسيلهم الوسخ ينشر للعلن، فإذا نظرنا إلى أسباب الخلاف السعودي- القطري، وحسبما تناقلته وسائل إعلامهم، لوجدنا أن حجم الخلاف الحقيقي لايتناسب مع أسباب الخلاف المعلنة، إذ هل يخامر الشك أحداً فينا، بأن المحطات التي تناقلت أسباب الخلاف هي محطات كذب ونفاق، وقد أثبتت، ولسنوات، أنها «تجيد» لعبة الكذب والتضليل، وتالياً لا يمكن الوثوق بها، وهذا يشمل الطرفين المتنازعين: «الجزيرة والعربية».
ما لم يصدره إعلامهم، ولن يفعل، هو حقائق لا يستطيع جمهور كلا الطرفين تحمّلها أو القبول بها، ولاسيما إذا علم هذا الجمهور أن أحد أسباب الخلاف المهمة هو لهاث «أمرائهم» للحصول على رضا الرجل الأمريكي الجديد ونيل شرف «الأمير الكلب» على مبدأ «كلب الأمير أمير»..!!
هذا من جهة، أما من جهة ثانية فحقيقةً إن الخلاف بينهما إيديولوجي.
صحيح أن الطرفين اتّفقا على دعم الإرهاب وتصنيعه وتعليبه ومن ثم تصديره، فلا فرق بين حاكم سعودي وقطري إلا باسم المجموعات الإرهابية التي اختارها كي يدعمها، والأرض السورية خير شاهد على ذلك.
وصحيح أن النظام السعودي يتبنى الفكر الوهابي الذي «يشرّع» القتل وسفك الدماء و«يحلل» الاغتصاب وقطع الرؤوس، لكن الصحيح أيضاً بالمقابل أنه من «المحرمات» عنده المساس بالحاكم والانقلاب على «وليِّ الأمر فيهم».
وفي المقلب الآخر من خلاف الأشرار، فإن النظام القطري، ممثلاً بعائلة آل ثاني، يتبنى الفكر الإخواني «جماعة الإخوان المسلمين»، وهذا التنظيم لا يختلف كثيراً في «عقيدته» عن الفكر الوهابي في القتل والكذب وقطع الرؤوس، لكنه يسمح بالانقلاب على «وليِّ الأمر»، وهذا بالطبع يقلق النظام السعودي و«أمراءه» ويقضّ مضاجعهم ويهدد رؤوسهم قبل كراسيهم.
عندما يختلف الأشرار ويقع سيف القذارة بينهم ستكون هناك شياطين تشبههم، فيدعم بعضهم هذا الطرف بينما يصطف آخرون مع الطرف الآخر.
ومن المضحك أن نقرأ عن موقف لنظام تركيا «الإخواني»، وعلى لسان أحد أعضاء برلمانها إذ قال: «ما تتعرض له قطر هجمة إعلامية غير أخلاقية، وهو مؤامرة كبيرة»..!!
عندما يختلف الأشرار تفوح رائحتهم الكريهة، وما نتاج الشر إلا شر مثله، أما لجهة من سيحصل على لقب «الأمير الكلب» فأنا أخالف هذه النظرية غير الأخلاقية، فكلب الأمير كلبٌ «ولو طوقته بالذهب» ولن يكون «أميراً».
علينا أن ننظر في خلاف «البيت الخليجي» على أنه ارتباك في سياسة «السيد» مادام الجميع يعرف أن أياً من هذه الدول لا تأخذ قراراتها وحدها.. فعلينا أن نستنتج أن هذا الخلاف هو قرار مرتبك من صاحب القرار..!!
m.albairak@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار