عودةُ بسطات الكتب المستعملة… عودةٌ لتنسّم هواء المعرفة والحرية!
الحرية- جواد ديوب:
عادت تدريجياً بسطاتُ الكتب المستعملة لتشغلَ أماكنها تحت الجسر وسط دمشق وكأنها زينةُ احتفالات الناس بتنفس هواء جديد بلا قيود.
صحيفة “الحرية” التقت بعض الباعة الذين قضوا عمراً مديداً في بيع الكتب المستعملة التي شكلت لذوي الدخل المحدود وطلاب الجامعات ومحبي القراءة مكاناً سحريّاً يجدون فيه نفائس الكتب المحببة عندهم والتي وصلت أسعارها في رفوق المكتبات التجارية إلى مبالغ قد تصل إلى ثلث مداخيلهم الشهرية.
جمال العطار بائع كتب تحت الجسر وسط دمشق منذ عشرين سنة يقول لصحيفة “الحرية”: “في شهر تشرين الأول العام 2024 صادرت محافظة دمشق قسماً كبيراً جداً من كتبنا، وأخلوا المكان بالبلدوزرات من دون اعطائنا وقتاً أكثر من ساعات فقط لتوضيب الكتب والرفوق الحديدية”.
كما يحكي لنا عبد الله حمدان (بائع كتب مستعملة منذ ١٤ سنة وهو صديق الراحل بائع الكتب أكرم اسماعيل كلثوم الذي شكل أيقونة المكان قبل وفاته) ويقول: “في الماضي كنا موجودين بشكل رسمي باتفاق بين وزارة الثقافة ومحافطة دمشق لأن بيع الكتب المستعملة هي المهنة الوحيدة التي لا تحتاج إلى ترخيص لبيعها في البسطات… لكن تقارير كيدية قالت للمسؤولين إن هذا مكان للدعارة في الليل والمتشردين ومكان للجرذان وقضاء الحاجة… فقامت ضابطة المحافظة بإزالة البسطات دون رأفة بحالنا وبأننا نترزق لنأمن حاجات أطفالنا”.
وأضاف عبد الله حمدان: “إن المحافظة يومها وعدتنا بتأمين أماكن مناسبة بجوار كلية الحقوق لكنهم عادوا وخلفوا وعدهم بحجة أن لجنة الحي رفضت إعطاءنا هذه المساحات المفترضة، واليوم بعد سقوط النظام المخلوع عدنا تدريجياَ إلى أغلى مكان على قلبنا، وكما ترى عاد بعض البائعين ليفرشوا كتبهم على الأرض حولنا… وليتك يا صديقنا أكرم كلثوم كنت معنا اليوم لتفرح كما نفرح”.
التعامل بشكلٍ راقٍ!
نحن بحاجة إلى وقت _يكمل البائع عبد الله حمدان_ لترتيب خزائن الحديد ولنعاود بناء مدرجات الخشب التي قضينا عمرنا ووقتنا الماضي ونحن نبنيها ونرتبها…ونطلب من المحافظة ومن الناس الرجاء الرجاء التعامل مع المكان بشكل راقٍ وحضاري، والذهاب إلى دورات المياه العمومية القريبة جداً بدلاً من توسيخ الجدران وتحويل المكان إلى مكب للقمامة والروائح العفنة”!
وعن سؤالنا له إذا ماكانت البلدية أو محافظة دمشق أو حتى الشرطة يتدخلون بعملهم اليوم بحسب ادعاءات بعض باعة البسطات… أجابنا حمدان:
” للأمانة لم يتدخل بنا أي ممن ذكرتهم.. لكنهم قالوا لنا إنهم سيعملون على ترتيب سوق خاص بنا قريباَ ولم يحددوا المكان بعد”.