هل تسرّع الأمطار الأخيرة الزراعات البعلية.. أم تبقى حالة الانكماش؟

تشرين – محمد فرحة :
يرى البعض أن الأمطار التي هطلت قبل أسبوع من الآن، لاتعني أن الأرض قد ارتوت واكتفت، بل على العكس ما زال الانكماش هو السمة السائدة ما لم تتبعها هطولات ثانية وثالثة، وفي هذه الحال يمكن أن نقول بأن الأرض يمكن زراعتها بالمحاصيل البعلية، كالشعير والقمح وغير ذلك.
فقد علمتنا التجارب أن المطر الذي يأتي  بغزارة ملفتة غالباً ما يتبعه انحباس، ولنا في السنين الماضية وغيرها خير أمثلة.
وفي سياق متصل، شكا عدد من الفلاحين من أن مخصصات الأسمدة وارتفاع أسعارها سيكونان حجر العثرة  في وجه نهوض القطاع الزراعي، مضيفين: فإذا زرعنا وجازفنا الموسم الماضي بزراعة الكمون والحبة السوداء واليانسون وغيرها من الزراعات العطرية أو الهامشية، ولم نجد من يتسوقها، فقد لا نعيدها بالموسم الجديد.
وبالعودة إلى عنوان موضوعنا، فقد أكد عدد من المزارعين التقتهم “تشرين” في المصرف الزراعي بحماة، نذكر منهم ياسين أبو علي، أن ارتفاع أسعار الأسمدة  بهذا الشكل ستكون له تداعيات  غير جيدة، إذا ما عرفنا أن زيادة الإنتاج في وحدة المساحة تتوقف على كمية الأسمدة التي تنثر في الدونم، والعكس صحيح.
في هذه الأثناء، بدأت المصارف الزراعية  بإعداد جداول اسمية تمهيداً واستعداداً  لبدء عملية توزيع الأسمدة، وسط  إقبال غير مشجع.
وكون جلّ المساحات البعلية تقع في مجال محافظة حماة، أكد مدير زراعة حماة أشرف باكير لـ”تشرين” أن الأمطار التي هطلت مؤخراً  من شأنها أن تحفز المزارعين على الزراعات البعلية في مناطق سلمية والحمرا وريف حماة الشرقي، كالشعير والقمح  والعدس والبقوليات الأخرى، لكن يخشى من انحباس الأمطار وأن تجف التربة المزروعة ما لم تأت هطولات أخرى، أو بعد عملية الإنبات، وبالتالي ما تم زراعته قد يموت ويتعرض المزارعون لنكسة  هم  بغنى عنها مبدئياً، فحال سقوط الأمطار ثانية بشكل مماثل  للمرة السابقة سيدفع هؤلاء المزارعين لزراعة كل المساحات التي يريدونها، بعد ضمان إرواء التربة  والجو يكون قد مال نحو البرودة.
وأشار باكير إلى أن الأمطار التي هطلت وملأت بعض السدود شرقاً، ستتعرض  للتبخر، فإذا كانت نسبة التبخر هذه في مجال نهر العاصي ٦٥%، وطبعاً هذا الكلام صيفاً،  فستكون في حوض البادية أكثر من ٧٥% في حال ارتفاع درجات الحرارة، أي سرعان ما تجف ما لم يتبع ذلك  هطولات مستمرة بين الحين والآخر.
وفي معرض جوابه على سؤال ما إن كانت هذه الأمطار ستنعش المراعي في البادية، أوضح مدير زراعة حماة: نعم قد تدفع  لوجود النباتات الرعوية، وهذا ما يبحث عنه المربون لقطيع أغنامهم، وخاصة إذا ما جاءت هطولات متلاحقة.
بالمختصر المفيد: مازالت التربة الزراعية بأمسّ الحاجة لمزيد من الهطولات المطرية وهي التي تأخرت هذا العام ريثما يصل المزارعون لقناعة بأن الزراعات البعلية أمست في أمان لجهة الإنبات والديمومة.
في هذه الأثناء قد يوفر وجود المرعى  في المناطق الشرقية الكثير على المربين من شراء المادة العلفية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار