تقنية جديدة تكتشف الأمراض المزمنة بـ30 ثانية ومن دون تلامس
تشرين:
كشف فريق بحثي في اليابان عن نظام مبتكر يعتمد على الذكاء الاصطناعي، يمكنه الكشف عن ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري، من خلال مقطع فيديو قصير لا تتجاوز مدته 30 ثانية.
ويقوم هذا النظام، المُسجل ببراءة اختراع، بتحليل فيديو لجلد الوجه وراحة اليد، ما يُمكّنه من اكتشاف المؤشرات الصحية بدقة تماثل تلك التي توفرها أجهزة قياس ضغط الدم التقليدية.
ووفقاً لما نشرته وكالة الشرق، يعتمد النظام على تحليل فيديو لجلد الوجه وراحة اليد باستخدام كاميرا عالية السرعة، تسجل بمعدل 150 صورة في الثانية.
وإضافة إلى قدرته على تحديد ضغط الدم، أظهرت الدراسة الأولية أن النظام يستطيع الكشف عن وجود مرض السكري بنوعيه الأول والثاني، ما يجعله أداة محتملة للكشف المبكر عن هذه الأمراض المزمنة.
وقال الباحثون: يجمع النظام بين كاميرا فيديو عالية السرعة وخوارزمية ذكاء اصطناعي، ما يوفر فحوصات سريعة وغير تلامسية للكشف عن ضغط الدم المرتفع ومرض السكري من النوعين الأول والثاني، من دون الحاجة إلى إجراء تحاليل دم أو استخدام أجهزة قياس ضغط الدم التقليدية.
ويطمح الفريق البحثي إلى تطوير النظام ليكون متاحاً للاستخدام العملي في البيئات الطبية، ما قد يوفر وسيلة سريعة ومن دون تلامس للفحص الصحي، خاصة في ظل تزايد الحاجة إلى تقنيات تتيح تجنب التلامس، لافتاً إلى أن هذا الابتكار سيُعرض في جلسات الجمعية الأميركية للقلب التي ستعقد في ولاية شيكاغو الأسبوع المقبل.
وحقق النظام الجديد دقة بلغت 94% في اكتشاف ارتفاع ضغط الدم من المرحلة الأولى مقارنةً بجهاز قياس ضغط الدم المستمر، كما أظهر دقة بنسبة 86% في الكشف عن ضغط الدم المرتفع عند استخدام فيديو لمدة 30 ثانية، و81% عند استخدام فيديو لمدة 5 ثوانٍ.
وأظهر النظام أيضاً دقة بنسبة 75% في تحديد مرضى السكري، مقارنةً بنتائج اختبار السكر التراكمي الذي يقيس مستوى السكر في الدم.
وعبر الباحثون عن دهشتهم بقدرة خوارزمية تدفق الدم على اكتشاف السكري، مشيرين إلى أن التغيرات في تدفق الدم قد تكون علامة مميزة لهذا المرض، الذي يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الاعتلال العصبي المحيطي، وضعف الدورة الدموية، والأمراض المرتبطة بتلف الأوعية الدموية.
ويطمح الفريق البحثي إلى تطوير النظام ليكون قابلاً للاستخدام العملي في المستشفيات والعيادات، ما قد يوفر أداة فاعلة للفحص السريع وغير التلامسي، وهو أمر بالغ الأهمية في ظل الحاجة إلى تقنيات تتيح تجنب التلامس الجسدي، خاصة بعد جائحة “كورونا”، كما يدرس الباحثون إمكانية استبدال الكاميرا النموذجية المستخدمة حالياً بجهاز استشعار اقتصادي، يعتمد فقط على الأطوال الموجية الأساسية، لجمع البيانات في غضون ثوان قليلة.
ومن المحتمل أن يتم تضمين هذه التقنية في الهواتف الذكية مستقبلاً، أو تثبيتها على مرايا يمكن للشخص الجلوس أمامها لبضع لحظات لإجراء الفحص، وهذا من شأنه أن يتيح إنتاج النظام على نطاق واسع وبتكلفة منخفضة، ما يسهم في تسهيل الوصول إلى التشخيص الصحي المبكر لملايين الأشخاص حول العالم.