«ملف تشرين»..عودة 3 آلاف أسرة إلى مخيم اليرموك.. ومحافظة دمشق تدرس إعداد المصورات التنظيمية للقابون وجوبر
تشرين- بشرى سمير :
تتجدد معاناة اللاجئين السوريين في لبنان مع تصاعد وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية حالياً عليه، ولم يجد هؤلاء ملاذاً آمناً لهم سوى العودة إلى وطنهم المنهك من الحصار الاقتصادي الجائر المفروض عليه، ورغم ما أحدثته محافظة دمشق من مراكز إيواء للعائدين، إلّا أن هناك من اختار البحث عن بيت لاستئجاره ليفاجأ بارتفاع الأسعار بشكل كبير، حيث وصل إيجار المنزل في منطقة جديدة عرطوز إلى مليون ونصف مليون ليرة، وهناك مناطق وصل فيها إيجار المنزل إلى 3 ملايين ليرة، وفي ضواحي دمشق الارتفاع كبير أيضاً في إيجارات الشقق السكنية، حيث تجاوز للشقق غير المفروشة مليوني ليرة سورية.
رفع الحصار
عبير ربة منزل وأم لأربعة أبناء، أكبرهم في الصف الرابع، ناشدت المجتمع الدولي لرفع الحصار عن سورية لأن ضيق الحال هو من دفع الناس وأصحاب العقارات إلى رفع الإيجارات. وتتساءل: كيف ستتدبر أمرها بعد أن ينتهي المبلغ الموجود معها، وخاصة أنها دفعت مقدماً ثلاثة ملايين ونصف المليون من أجل استئجار شقة متواضعة لمدة ثلاثة أشهر في القدم؟.
نتيجة ظروف الحرب
ونفى محمد صاحب مكتب عقاري في المزة، وجود ارتفاع بإيجارات الشقق مؤخراً، مؤكداً أن أغلب العائدين من لبنان توجهوا إلى محافظتي طرطوس وريف دمشق، وأشار إلى أن الارتفاع عموماً بالإيجارات نتيجة ظروف الحرب التي مرت بها البلاد خلال 14 سنة الماضية.
تلاشت الفرحة
ويضيف علي العائد من لبنان: بعد غياب دام ثماني سنوات عن مسقط رأسي دمشق، قررت العودة إلى أرض الوطن تسبقني اللهفة للقاء أهلي وأحبتي بعد فراق طويل فرضته علينا الحرب، وخاصة بعد عقد العديد من المؤتمرات التي تدعو اللاجئين للعودة إلى أرض الوطن، لكن سرعان ما تلاشت الفرحة عندما وجدت نفسي من دون مأوى لأن منزلي تهدم خلال الحرب وعلي دفع مبالغ طائلة لقاء استئجار شقة تؤويني وأسرتي، فإذا كانت المنظمات الدولية عاجزة عن تقديم الدعم والتمويل الذي وعدت به للمساهمة في تأمين مساكن لائقة للعائدين ولم تقم بتأهيل المناطق التي تهدمت، فعلى ماذا تدعونا للعودة؟ ولولا الحرب حالياً في لبنان لم أكن أفكر بالعودة مطلقاً لأن التشرد لمرتين من أصعب ما يمكن أن يواجهه الإنسان في حياته.
من جانبه، أشار محمد العقاد صاحب مكتب عقاري إلى أن إيجارات العقارات تشهد منذ أشهر ارتفاعاً ملحوظاً في أحياء دمشق وضواحيها وريفها، عززته زيادة الطلب الناتجة عن حركة عودة اللاجئين السوريين من لبنان، وتوافد الآلاف من الوافدين إلى سورية خلال الأسابيع الماضية، وخاصة فيما يتعلق بالشقق المفروشة، لكون أغلب العائلات عادت من دون أي أثاث منزلي.
تصل إلى خمسة ملايين
وأشار ماهر المعلم إلى أن إيجارات الشقق الصغيرة المكونة من غرفتين وصالة في مناطق دمشق وريفها بين 1.5 مليون ليرة و3 ملايين للشقة غير المفروشة، في حين بلغ متوسط الإيجار للشقق المفروشة بين 3 و5 ملايين ليرة، بينما تجاوزت بعض الأحياء أيضاً هذه الأسعار لتبدأ قيمتها من حيث انتهت الأسعار المذكورة بحسب نوع الشقة.
الدفع مقدماً
وما يزيد الطين بلة هو لجوء أصحاب العقارات والشقق المعروضة للإيجار مع وجود حالة من الطلب المتزايد، إلى اشتراط الحصول على إيجار لمدة ستة أشهر أو سنة مقدماً من المستأجر، وهناك من يطلب أن يكون دفع الإيجار بالعملة الصعبة.
متوسط الإيجار للشقق المفروشة بين 3 و5 ملايين ليرة
ولفتت مها وهي سيدة سورية عائدة من لبنان إلى أنها لا تستطيع العودة إلى منزلها في مخيم اليرموك لكونه بحاجة إلى إعادة تأهيل بعد الضرر الكبير الذي أصابه. وبينت أنه من المؤسف ما وصل إليه حال الإيجارات.
ماذا فعلت المحافظة؟
في المقابل هناك سؤال يطرح نفسه: ماذا عملت محافظة دمشق لإعادة إعمار ما دمرته الحرب في المناطق الساخنة مثل مخيم اليرموك وجوبر والقابون؟
رئيس دائرة خدمات اليرموك المهندسة رولا موعد بينت أنه تم تنفيذ عدة مشاريع خدمية بالتعاون مع المجتمع المحلي ووكالة الأونروا والجهات الحكومية، وشملت تركيب مركز تحويل كهربائي في شارع الجاعونة باستطاعة تكفي لتغذية ٩٠٠ منزل, وصيانة شبكة الصرف الصحي في الشوارع الرئيسة، بالإضافة إلى بعض الجادات في المناطق المأهولة بالسكان، و صيانة شبكة مياه الشرب بنسبة تعادل نحو ٤٠ بالمئة من مساحة منطقة اليرموك وصيانة وتأهيل حديقة الشهداء في شارع جلال كعوش. كما تم تركيب أجهزة إنارة في أغلب الشوارع والجادات المأهولة بالسكان، ويتم حالياً تنفيذ مشروع تنفيذ شبكة هواتف أرضية سعة ٢٦٠٠ خط.
كما تم ترميم مدرسة أسد بن الفرات للتعليم الأساسي وملحق مدرسة ثانوية اليرموك للبنات، وبلغ عدد العائلات العائدة إلى منطقة اليرموك ٣٠٠٠ عائلة والرقم في تزايد مستمر، مشيرة إلى أنه يسمح لمن يرغب العودة إلى مسكنه شريطة إثبات ملكيته للمسكن ومن ثم تأهيله بعد التحقق من السلامة الإنشائية للبناء.
جوبر والقابون
مدير التنظيم حسن طرابلسي بين أن المنطقة الثانية منطقة جوبر المصور التنظيمي رقم/106/ وتبلغ مساحتها بحدود/304/ هكتارات وتتم الدراسة مع جامعة دمشق-المعهد العالي للتخطيط الإقليمي(الجهة الدارسة).
والمنطقة الثالثة منطقة القابون السكني المشمولة بالمصور التنظيمي التفصيلي /105، تبلغ مساحتها /235/ هكتاراً. وتتألف الدراسة وفق دفتر الشروط الفنية من أربع مراحل، تقوم بدراستها الشركة العامة للدراسات الهندسية، تم استلام المراحل الأولى والثانية والثالثة من الدراسة، كما تم تصديق وإصدار المصور بالقرار رقم /10569/ تاريخ 28/11/2021.
ولفت إلى أنه يتم العمل على دراسة وتدقيق أعمال المرحلة الرابعة بالتنسيق بين الشركة العامة للدراسات الهندسية ومحافظة دمشق، المتضمنة وفق دفتر الشروط الفنية تقديم مخططات وجائب رقمية لكل مقسم من المقاسم التنظيمية متوافقة مع المخطط التنظيمي المصدق والمنهاج العام الوارد عليه ووفق النموذج الذي تعتمده الإدارة. كما يتم العمل على تدارك الملاحظات الواردة من وزارة الأشغال العامة والإسكان لإعداد الإضبارة الخاصة بالمصور التنظيمي رقم /105/ لمنطقة القابون السكني لإرسالها إلى مجلس الوزراء لاستصدار المرسوم الخاص بالمنطقة.
لجنة تقدير قيم المقاسم التنظيمية وتوزيعها
من جانبه بيّن مدير مديرية المرسوم 66 رياض دياب فيما يتعلق للمنطقة التنظيمية (مدخل دمشق الشمالي) المصور التنظيمي /104/ القابون الصناعي أنه تمّ تشكيل لجنة تقدير قيم المقاسم التنظيمية وتوزيعها، وبدأت أعمالها بتاريخ 12/2/2023 وانتهت بتاريخ 12/2/2024 وسيتم العمل على توزيع السندات الاسمية بأسهم المقاسم التنظيمية على الشيوع على أن تسلم لمالكيها خلال فترة ستة أشهر من تاريخ اكتساب قرار لجنة التوزيع الدرجة القطعية بفوات مدة الطعن فيه أو البت في الطعون في حال وقوعها.
خلال عام
وتابع مدير مديرية المرسوم (66): إنّ مرحلة تداول الأسهم ستتم خلال مدة عام من تاريخ إعلان جداول التوزيع النهائي لتداول ملكية الأسهم فيما بينهم أو للغير كلياً أو جزئياً وتوثيق الوقوعات في السجل الخاص بذلك، على أن تليها مرحلة الاكتتاب على المقاسم والتي تبدأ خلال مدة لا تقل عن ستة أشهر تلي عملية التداول عملاً بالفقرة أ من المادة 27 من المرسوم 66 لعام 2012 المعدل بالقانون رقم /10/لعام /2018/.
اقرأ أيضاً: