مع اقتراب الحسم الانتخابي.. نقطة فاصلة بين ترامب وهاريس فماذا لو تعادلا؟
تشرين:
قبل أقل من أسبوع على يوم الحسم في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقرر في الخامس من تشرين الثاني القادم، احتدم السباق بشدة بين المرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، البالغة 60 عاماً ومنافسها الجمهوري دونالد ترامب البالغ 78 عاماً، ويُطرح سؤال ماذا سيحدث حال تعادل المرشحين بالأصوات بعد الاقتراع؟ ولاسيما أن أحدث استطلاعات الرأي تُظهر تعادلهما إلى حد بعيد.
وفق القوانين الأميركية، يفوز بالانتخابات الرئاسية المرشح الذي يحصل على 270 صوتاً أو أكثر من أصوات المجمع الانتخابي البالغ عددها 538 صوتاً، لاسيما أن لكل ولاية عدداً من الأصوات يتناسب مع عدد سكانها يعكس عدد ممثليها في مجلسي الكونغرس: الشيوخ بعضوين لكل ولاية، والنواب بعدد نواب يعكس عدد سكان الولاية..
ومع تقارب نتائج كل استطلاعات الرأي بين المرشحين، يستبعد الخبراء التعادل على الرغم من كون هذه الدورة الأكثر حزبية والأكثر شحناً سياسياً بشكل غير مسبوق.
لكن ماذا لو انتهت الانتخابات بالتعادل بـ269 صوتاً لكلا المرشحين في المجمع الانتخابي، ما يعني أن كليهما لم يحصل على ما يكفي من الأصوات الانتخابية ليصبح رئيساً؟
إذا انتهت انتخابات هذا العام بهذه النتيجة، يتضمن الدستور الأميركي خطة لحسمها، إذ يشير الخبراء القانونيون إلى المادة الثانية من الدستور، وكذلك إلى التعديل الـ12 في كيفية مواجهة هذا الموقف، حيث تنتقل الانتخابات الرئاسية إذا حصل تعادل إلى مجلس النواب، الذي يتعين على أعضائه المنتخبين حديثاً أداء اليمين الدستورية ثم التصويت على من سيصبح رئيساً، وهنا تحصل كل ولاية على صوت واحد، بغض النظر عن حجم وعدد ممثليها، ويكون عليهم التصويت إما لترامب أو هاريس.
على ماذا ينص الدستور؟
ينص الدستور على الحاجة للحصول على أغلبية وفود مجلس النواب، بمعنى 26 وفداً في المجلس (50 ولاية + واشنطن العاصمة)، كذلك، وفي حال التعادل ينتقل اختيار نائب الرئيس لمجلس الشيوخ، وهنا يحصل كل عضو في المجلس على صوت، بدلاً من صوت واحد لكل ولاية كما هي الحال في مجلس النواب، والمرشح الذي يحصل على 51 صوتاً يصبح نائب الرئيس، ولأن هذه أصوات منفصلة، فمن الممكن أن ينتهي الأمر بالرئيس ونائب الرئيس إلى أن يكونا من أحزاب سياسية مختلفة.
يذكر أن التعادل لم يحدث في التاريخ الأميركي، إلا مرة واحدة عام 1800، ثم انتخب ”الجمهوري- الديمقراطي” توماس جيفرسون ثالث رئيس للبلاد بعد فوزه على الرئيس السابق جون آدامز.
وتشير تقارير إعلامية إلى تضاؤل تقدم هاريس على منافسها خلال الفترة الماضية ليصل إلى نقطة مئوية واحدة، إذ أظهر استطلاع جديد أجرته رويترز/إبسوس أن المرشحة الديمقراطية حصدت 44% من الأصوات مقابل 43% لترامب، في حين بلغ هامش الخطأ في الاستطلاع الذي نشرت نتائجه، أمس الثلاثاء، بعدما امتد لثلاثة أيام، نحو ثلاث نقاط مئوية في الاتجاهين.
كما أظهر الاستطلاع الذي شمل 1150 أميركياً في جميع أنحاء البلاد، بمن في ذلك 975 ناخباً مسجلاً، تمتع ترامب بمزايا متقدمة على هاريس في العديد من القضايا التي يعتبرها الناخبون أكثر إلحاحاً، لاسيما في ما يتعلق بالاقتصاد والوظائف.
إذ حين سُئِل المستطلعون عن أي من المرشحين يعتقدون أن لديه نهجاً أفضل في ما يتعلق بالاقتصاد والبطالة والوظائف، اختار 47% منهم ترامب مقابل 37% لهاريس.
وكان ملف الاقتصاد لعب لصالح المرشح الجمهوري طيلة الحملة الانتخابية، لاسيما أن 26% من الناخبين كانوا أكدوا في استطلاع سابق أن الوظائف والاقتصاد هي المشكلة الأكثر إلحاحاً في البلاد، مقارنة بـ 24% رؤوا المشكلة في التطرف السياسي و18% تحدثوا عن الهجرة.
إلى ذلك، لعب ملف الهجرة رغم كل الضجة التي أثارتها تصريحات ترامب، لصالحه على ما يبدو، على الرغم من أنه طرح مقترحات متشددة جداً شملت الترحيل الجماعي للمهاجرين الموجودين في البلاد بشكل غير قانوني. وقال حوالي 48% من الناخبين في الاستطلاع الأخير إن نهج ترامب تجاه الهجرة كان الأفضل، بنسبة أعلى بـ 33% ممن اختاروا هاريس.
هذا وبين الاستطلاع أيضاً أن مسألة التطرف السياسي التي لعبت سابقاً لصالح المرشحة الديمقراطية تضاءل تأثيرها قبيل أيام قليلة من موعد الانتخاب، إذ رأى حوالي 40% من الناخبين فقد أن لدى هاريس نهجاً أفضل في التعامل مع التطرف السياسي وتهديد الديمقراطية، مقارنة بـ 38% لترامب.
وتقدمت هاريس بنقطتين في هذه القضية مقارنة بفارق سبع نقاط على ترامب في الاستطلاع الذي أجري في الفترة من 16 إلى 21 تشرين الأول الجاري.
وتعطي استطلاعات الرأي عامة إشارات مهمة حول آراء الناخبين وتوجههم، لكن نتائج المجمع الانتخابي لكل ولاية على حدة هي التي تحدد الفائز. حيث من المرجح أن تشكل سبع ولايات متأرجحة نقطة الحسم، لاسيما أن هاريس وترامب متقاربان فيها.
ففي العام 2016، تغلب ترامب على الديمقراطية هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية، منتصراً في المجمع الانتخابي على الرغم من فوزها في التصويت الشعبي الوطني بفارق نقطتين.
إلى ذلك، وبعد الجدل الواسع الذي أثارته دعابة أحد الكوميديين خلال تجمع انتخابي لأنصار ترامب، يوم الأحد الماضي، يبدو أن السحر انقلب على الساحر، ففيما استغل الديمقراطيون تلك الهفوة من الكوميدي توني هينتشليف وصف فيها بورتوريكو بأنها جزيرة عائمة من القمامة، ارتكب الرئيس الأميركي جو بايدن هفوة أكبر.
إذ وصف خلال مكالمة عبر الفيديو مع منظمة«فوتو لاتينو» التي تعنى بتسجيل الناخبين اللاتينيين، أنصار ترامب بأنهم قمامة، قائلاً: القمامة الوحيدة التي أراها تطفو هناك هي أنصاره… إن شيطنته للاتينيين أمر غير معقول وغير أميركي.
ما أشعل موجة انتقادات بوجه الرئيس الديمقراطي، لاسيما من أنصار الجمهوريين، فيما رد ترامب على تعليقات بايدن خلال تجمع انتخابي في بنسلفانيا قائلاً: هؤلاء الناس فظيعون، فظيعون… أمر فظيع أن تقولوا شيئاً كهذا.
كما قارن بين تعليق بايدن وآخر لهيلاري كلينتون التي نافسته عام 2016 وقالت حينها: إن نصف أنصار الجمهوريين يثيرون الشفقة. وأردف ترامب ممازحاً في بنسلفانيا أعتقد أن القمامة أسوأ، أليس كذلك؟.
بدوره وصف جاي دي فانس الذي يترشح مع ترامب لمنصب نائب الرئيس، كلمات بايدن بأنها مقززة، مضيفاً: كامالا هاريس ورئيسها جو بايدن يهاجمان نصف البلاد.
لكن البيت الأبيض أوضح في بيان أمس أن بايدن كان يشير إلى خطاب ترامب وليس إلى أنصاره. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، أندرو بايتس، أشار الرئيس إلى خطاب الكراهية خلال التجمع الانتخابي في ماديسون سكوير غاردن باعتباره قمامة وليس إلى الحضور.
يُشار إلى أن سكان بورتوريكو، وهي جزيرة أميركية في الكاريبي، لا يستطيعون بكل الأحوال المشاركة في الانتخابات، لكن الجالية البورتوريكية التي تعد نحو ستة ملايين نسمة في الولايات المتحدة مؤهلون للتصويت، وبالتالي يتسابق كلا المرشحين لاستقطاب أصواتها مع تقارب النتائج وفق الاستطلاعات قبل أسبوع على موعد الخامس من تشرين الثاني المقبل.