بإيرادات 5 مليارات ليرة.. منشأة الحرية تتصدّر بين المنشآت الزراعية الرابحة

تشرين- صفاء إسماعيل:

منشأة مزارع الحرية في جبلة من المنشآت الرابحة بين نظيراتها في القطاع العام، بالرغم من التحديات التي تواجه العمل، حيث بلغت قيمة الإيرادات للعام الحالي 5 مليارات ليرة، بينما بلغت قيمة الإنفاق 1.9 مليار للعام نفسه، في حين بلغ رأسمال المنشأة 8.5 مليارات ليرة.
وبيّن مدير عام المنشأة المهندس نشوان بركات في حديث لـ”تشرين” أنه تم تنفيذ الخطة الاستثمارية بنسبة 100% وتوشك أيضاً على إتمام تنفيذ الخطة الإنتاجية لهذا العام، حيث بلغت حتى تاريخه 90%، وتعد المنشأة من أضخم المنشآت التابعة لوزارة الزراعة، وتضم عدداً كبيراً من المزارع، بإجمالي مساحة تزيد على 6000 دونم موزعة على امتداد الأراضي السورية في كل من اللاذقية، طرطوس، الرقة وحلب.

ينعكس إيجاباً
تنفيذاً لخطة المنشأة الهادفة للنهوض بواقع المزارع، بيّن بركات أنه تم تنفيذ الكثير من الخطوات، مدللاً بأهمها: تطبيق برنامج تجديد الحقول الهرمة والمتدهورة في المزارع التابعة للمنشأة، وخاصة الحمضيات وتطبيق الخريطة الصنفية من حيث زراعة الصنف المناسب للمنطقة مع مراعاة متطلبات الأسواق الخارجية، ولاسيما البرتقال الدموي (سانغانيللي) والكريفون الدموي، وتطبيق برنامج الإدارة المتكاملة للآفات، وتطبيق برنامج الاعتمادية على عدد من حقول الحمضيات في مزارع المنشأة، حيث بلغت المساحة 850 دونماً.

تجديد الحقول الهرمة في المزارع والعمل على إدخال مزارع الحمضيات في برنامج الاعتمادية مستقبلاً لتخفيض تكاليف مستلزمات الإنتاج

كما يتم العمل على إدخال مزارع الحمضيات كلها في برنامج الاعتمادية مستقبلاً وتطبيق عمليات الخدمة الزراعية من فلاحة، تسميد، سقاية، ومكافحة تقليم وغيرها، بالشكل والتوقيت الصحيح بحيث تضمن الحصول على أفضل إنتاجية في وحدة المساحة كماً ونوعاً، ما ينعكس إيجاباً على خفض تكاليف مستلزمات الإنتاج لأن المردودية والنوعية أعلى.

وفق الخريطة الصنفية
كما أشار بركات إلى زراعة حوالي 2500 غرسة حمضيات بالأصناف المناسبة وفق الخريطة الصنفية في مزارع المنشأة بالتعاون مع مكتب الحمضيات، وإدخال عدد من الزراعات الاستوائية (موز – أفوكادو) في مزرعة حريصون المناسبة لهذا النوع من الزراعات، حيث تمت زراعة 104 بيوت بلاستيكية بالموز، وحوالي 10 دونمات بالأفوكادو، ناهيك بإدخال عدد من أصناف الرمان والجوز والكيوي الملائمة لمناطق الزراعة مع وضع خطة لتطوير زراعتها مستقبلاً، إلى جانب إدخال زراعة الكرمة (صنف فرنسي للورق ) في مزارع المنشأة لتحقيق ريعية من خلال بيع ورق الكرمة.

إدخال عدد من الزراعات الاستوائية في المزارع المناسبة لهذا النوع

استثمار أمثل
وحسب بركات، تم تجديد حقول الكيوي في مزرعة حريصون مع إدخال مساحات إضافية زراعة مساحات إضافية من الرمان بأصناف مرغوبة تسويقياً وذات ريعية عالية، حيث بلغت المساحة المزروعة حوالي 40 دونماً، ووضع خطة لإدخال زراعة التبغ والنباتات الطبية العطرية في مزرعة السنيبلة، وزراعة أشجار الغار في مزرعة السنبيلة، إضافة إلى وضع خطة لزراعة حوالي 1000-1500 غرسة فستق حلبي بالتنسيق مع مكتب الفستق الحلبي في مزرعة أبي فراس الحمداني في حلب – حليصة بدلاً من الأشجار المفقودة نتيجة الأعمال الإرهابية في المنطقة، ووضع خطة بالتنسيق مع مكتب الزيتون لزراعة غراس زيتون في مزرعة أبي فراس الحمداني بحلب- مسكنة، إضافة إلى تجديد حقول الكرمة في الموقع ذاته، وتهدف عمليات الزراعة المذكورة إلى تحقيق الاستثمار الأمثل لمساحة المزارع في المنشأة.
كما لفت بركات إلى أنه تمت زراعة مصدّات الرياح حسب الحاجة ووفق اتجاهات الرياح السائدة، واستخدام أشجار الزفير في بعض المناطق لزيادة نسبة التلقيح وبالتالي زيادة الإنتاج.

بركات: توفّر الأراضي الزراعية المناسبة والأيدي العاملة ساهم في رفع مستوى العمل وتحقيق الأرباح

نقاط القوة
من أهم نقاط قوة المنشأة، أشار بركات إلى وجود مقومات العمل الأساسية من أراض زراعية مناسبة وأيد عاملة وخبرة فنية، ما يسهم في رفع مستوى العمل في المنشأة وتحقيق أعلى ربعية ممكنة.

مشكلة تسويقية
أما نقاط الضعف، حسب بركات، المنتج الرئيسي للمنشأة فهو الحمضيات التي تعاني من مشكلة تسويقية نتيجة الفائض في الإنتاج وتذبذب الأسعار من موسم إلى آخر، وأغلب مزارع الحمضيات التابعة للمنشأة في كل من برج القصب، العوامية، سيانو، الأشرفية الميقاتي، حريصون، تعتمد في الري على مشروعات الري الحكومية وهي معرضة للتذبذب بشكل كبير حسب القدرة التخزينية للسدود، ما يؤدي إلى مشكلات في السقاية في مواسم الجفاف، لذلك تقوم المنشأة بوضع خطة لحفر آبار ضمن هذه المزارع لحل هذه المشكلة.
وفي هذا الصدد، لفت بركات أيضاً إلى مزرعة الثورة التابعة للمنشأة التي تعتمد في السقاية على آبار مياه جوفية وضخ هذه المياه وسقاية المزرعة بها، باعتبار أن الأرض رملية تستهلك طاقة بشكل كبير، لذلك تقوم المنشأة بوضع خطة مستقبلية لاستخدام الطاقة المتجددة لتشغيل آبار هذه المزرعة.

قدم المكننة الزراعية
وفي إطار نقاط الضعف، دلل بركات بقدم المكننة الزراعية الموجودة في مزارع المنشأة، وخاصة الجرارات التي يؤدي قدمها لكثرة أعطالها وزيادة تكاليفها، ناهيك بوجود جزء من أراضي المنشأة تحت سيطرة المجموعات الإرهابية، ما يحول دون استثمارها وتحقيق ريعية منها.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار