العائدون يستغيثون.. نحتاج على وجه السرعة إلى دعم المنظمات الدولية لتأهيل منازلنا وستر معيشتنا

درعا- وليد الزعبي:

على خطا من سبقتها، يتواصل قدوم العائلات السورية من لبنان إلى قراهم بسبب الحرب الهمجية البشعة التي يشنها العدو الإسرائيلي عليه، ولم يكن همهم إلا المسارعة بالخروج وعبور الحدود إلى الوطن سورية، والذي كان للكثير من تلك الأسر سيراً على الأقدام.
وبالنظر إلى حال هؤلاء العائدين فهو لا يسرّ أبداً، إذ إن منازل العديدين منهم متضررة غير قابلة للسكن، فيما لا إمكانية لديهم لتغطية نفقات العيش، حيث كانوا في لبنان يعيشون ليومهم فقط، أي أولاً بأول ولا فائض مالياً عندهم يمكن أن يسعفهم في تدبر شؤون مسكنهم ومعيشتهم في قراهم، وبالرغم من كل العون المتاح الذي قدمته الحكومة السورية لهم، إلا أن حجم المطلوب كبير جداً ولا يمكن تغطية نفقاته، ما يستدعي دعماً كافياً وسريعاً من المنظمات الإنسانية الدولية.
أثناء محاولة “تشرين” الوقوف على حال العائدين إلى بلدة عقربا، أبدى أبو سامر استحسانه لتعاون الوحدة الإدارية معهم ومؤازرة المجتمع المحلي لهم، حيث تمت استضافة العائلات التي ليس لديها منازل أو منازلها متضررة غير قابلة للسكن وتقاسم لقمة العيش معها، وقُدمت الفرشات والبطانيات والمخدات لمن عادوا إلى منازلهم لكونها فارغة من أي أثاث.
واستعرض أبو شادي قائمة المتطلبات الملحة، ولاسيما إعادة ترميم المنازل وفرشها وتأمين مصدر دخل يسعف المعيشة، مبيناً أن الحكومة السورية لم تقصر مع العائدين، حيث وجهت جميع الجهات المعنية لتقديم كل أشكال العون الطارئة لهم، لكن تلبية مفردات القائمة آنفة الذكر لا تتم إلا بعد أن يقدم الدعم المناسب من المنظمات الدولية.
وناشدت أم أحمد بصوت عالٍ، يخالطه الانفعال، المجتمع الدولي للضغط باتجاه رفع العقوبات وفك الحصار عن البلاد، لكي يتاح المجال أمام بدء تحسن الواقع الاقتصادي الذي لا شك سينعكس على تلبية احتياجات العائدين.
رئيس مجلس بلدة عقربا المهندس مؤيد سامي الرفاعي بيّن أن عدد العائلات التي عادت من لبنان إلى البلدة بلغ ٦٨ عائلة حتى تاريخه، بإجمالي عدد أفراد وصل إلى ٣٣٤ شخصاً.
وأشار الرفاعي إلى أنه لم تقدم حتى الآن سوى إعانة بسيطة للعائدين من مركز الكنيسة في بلدة غباغب، وهي عبارة عن فوط صحية وصابون ومحارم، فيما لم تستلم أي أسرة حصص إيواء، وقد تم أخذ دراسة من قبل فرع الهلال الأحمر في درعا حول العائدين ووعد بتقديم المساعدات المتاحة لديه.
ولجهة السكن، ذكر رئيس البلدية أن هناك عائلات لديها مساكن وقد عادت إليها، وأما تلك التي لا منازل لديها فتمت استضافتها عند أقارب لها، مع العلم أن المنازل بشكل عام في البلدة متضررة وتم إصلاح بعضها من قبل الأهالي بشكل بسيط، فيما غيرها لا يزال قيد الانتظار.
وأثنى الرفاعي على التنسيق والتكاتف الكبيرين بين المجتمع المحلي والدوائر الحكومية لجهة تأمين ما أمكن من احتياجات العائدين ضمن الإمكانات المتاحة، لكنه وأمام حجم المتطلبات الكبير أكد على الحاجة الملحة لدعم كبير من المنظمات الدولية، وخاصة فيما يخص تعزيز مصادر مياه الشرب وتحسين أداء شبكات الصرف الصحي والمهم التركيز على دعم إعادة ترميم وتأهيل المنازل السكنية لإيواء العائدين ودعم الجانب المعيشي لهم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار