المشاركون في مؤتمر القمح العربي يدعون إلى إنشاء بنك وراثي عربي لمحاصيل الحبوب
تشرين – خليل حسين:
دعا المشاركون في مؤتمر القمح العربي إلى إنشاء بنك وراثي عربي للأصول الوراثية والسلالات المحلية و الأصناف المعتمدة لمحاصيل الحبوب، يتم جمعها وحفظها وإكثارها بشكل دوري، وتتولى منظمة أكساد تأسيسه وإدارته .
المشاركون في المؤتمر الذي عقد برعاية وزير الزراعة الدكتور فايز المقداد والذي أقيم مقر المركز العربي لدارسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة ” أكساد” بدمشق وفي ختام أعماله، دعوا إلى ” إنشاء شراكات تعاون بين مراكز البحوث الزراعية العربية ومنظمات أكساد وإيكاردا والفاو والمنظمة العربية للتنمية الزراعية والمراكز وبيوت التمويل العربية والدولية ودعم أنشطة البحوث الزراعية والتدريب وبناء القدرات في تطوير زراعة القمح ونشر الأبحاث في المجلة العربية للبيئات الجافة المحكمة “.
كما دعا المؤتمر في بيانه الختامي الذي حصلت” تشرين” على نسخة منه الدول العربية لدعم برامج “أكساد” في استنباط أصناف القمح عالية الإنتاجية والمقاومة لمختلف الإجهادات بمواصفات نوعية جيدة، والتأكيد على الإسراع في اعتماد السلالات المبشرة الناتجة عن تجارب الكفاءة العربية لإنتاجيتها العالية ومقاومتها للآثار السلبية للتغيرات المناخية ، والتوسع في زراعة أصناف القمح المستنبطة في “أكساد” والمعتمدة في الدول العربية، و تكليف المركز العربي “أكساد” بتنفيذ مشروع تنموي عربي للتوسع في زراعة القمح ورفع الغلة وتحديث تكنولوجيا الإنتاج ، وإيلاء الصفات النوعية والتكنولوجية أهمية اكبر في برامج التربية والتحسين الوراثي لمحصول القمح وتقديم الدعم الحكومي لزراعة محصول القمح من خلال توفير مدخلات الإنتاج الزراعي بأسعار مناسبة وكميات كافية وفي الوقت المناسب لتشجيع المزارعين على التوسع بزراعة هذا المحصول الغذائي الاستراتيجي وتحقيق الأمن الغذائي .
وقدم في المؤتمر الذي عقد على مدى يومين 16 ورقة عمل، تناولت أوضاع القمح في المنطقة العربية وإسهامات المركز العربي ” أكساد ” في تعزيز إنتاج القمح فيها من خلال استنباط 56 صنفاً من القمح وزراعتها على نطاق واسع. وقام ممثلو وزارات الزراعة العربية باستعراض ومناقشة واقع زراعة وإنتاج القمح في بلدانهم وإمكانيات تطويرها في ظل تحديات التغيرات المناخية وقلة المياه وموجات الجفاف .
وأكد المشاركون على تأسيس منصة عربية إلكترونية، يتم من خلالها تبادل المعلومات المتعلقة بعوامل إدارة محصول القمح وأهم التحديات في كل دولة عربية و الإحصائيات الخاصة بالمساحة والإنتاجية والإنتاج وحجم الاستهلاك والاستيراد ونسبة الاكتفاء الذاتي، يتم تحديثها دورياً تعد بمنزلة مرآة لمستوى التحسين الوراثي وتطور عمليات الخدمة وتشجيع القطاع الخاص العربي على الاستثمار في سلاسل القيمة لزراعة القمح واتخاذ كل التدابير لتقليل الفواقد الكمية والنوعية في غلة محصول القمح خلال مختلف سلاسل الإنتاج من ( الزراعة حتى الاستهلاك )”.
وفي ختام المؤتمر، شدد المدير العام لمنظمة أكساد الدكتور نصر الدين العبيد على العمل بكل السبل من أجل دعم إنتاج وزراعة القمح وكافة المحاصيل في الدول العربية لتحقيق الأمن الغذائي العربي، والعمل على ردم الفجوة بين كمية الإنتاج العربي من القمح وكمية الاستهلاك. وأشاد بنجاح عدد من الدول العربية في تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح .
وأثنى مدير عام أكساد على جهود الخبراء والباحثين المشاركين في مؤتمر القمح العربي المتواجدين في مقر منظمة أكساد و مشاركتهم عبر الإنترنت وتقديمهم الأبحاث المميزة من أجل إيجاد أصناف مميزة تتلاءم والتغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة، ودعا إلى عقد مؤتمر في دمشق مطلع العام القادم لبحث تحسين إنتاج الحبوب في الوطن العربي بمشاركة واسعة من الخبراء والباحثين العرب لتحسين إنتاجية القمح .