مع اقتراب الشتاء.. أسعار الحطب تشتعل ومدافىء قشور الفستق تنضم إلى ميدان التدفئة
درعا – عمار الصبح:
بدأت حملات الترويج لموسم التدفئة ترتفع وتيرتها إيذاناً باقتراب فصل الشتاء، فمع النقص الحاصل في مازوت التدفئة والذي لم يتجاوز ٥٠ ليتراً فقط في مواسم سابقة، فضلاً عن ارتفاع سعره في السوق السوداء إلى أكثر من ٢٠ ألف ليرة لليتر، أصبح الحطب أحد الخيارات المتاحة، مع تسجيل دخول مدافىء تعمل بقشور الفستق إلى ميدان التدفئة هذا الموسم.
ففي محافظة درعا بدأ البعض بشراء الحطب وتخزينه، في ظل ارتفاع كبير في الأسعار سجلته المادة، إذ تجاوز سعر الطن خمسة ملايين ليرة، مقارنة بثلاثة ملايين في الموسم الماضي، بينما من المتوقع أن تشهد الأسعار ارتفاعات أخرى مع دخول موسم البرد وزيادة الطلب على المادة.
وحسبما يؤكد مواطنون، فإن التجهيز لموسم الشتاء عادة ما يبدأ من أواخر أيلول وترتفع وتيرته خلال شهري تشرين الأول والثاني، ليصل إلى ذروته مع حلول أربعينية الشتاء، لذلك يلجأ كثيرون إلى شراء الحطب وتخزينه أولاً بأول.
فمع ارتفاع سعره بات الشراء بالطن أمراً مستبعداً بالنسبة لهم، مشيرين إلى أن الاحتياج من الحطب لزوم التدفئة يتجاوز الطنين خلال الموسم على أقل تقدير، وعليه فإن فاتورة الاستهلاك تتجاوز هذا العام ١٠ ملايين ليرة، هذا إذا ظلت الأسعار محتفظة بمستواها ولم تطرأ عيها زيادة كما كان يحصل عادة في مواسم سابقة على حد قولهم.
وارتفعت أسعار الحطب بمعدل ٧٠٪ مقارنة مع الموسم الماضي، وحوالي ٣٠٠٪ إذا قورنت بموسم عام ٢٠٢٢، ووفقاً لأحد تجار الحطب، فإن مبررات هذا الارتفاع تعود لتكاليف النقل، ولاسيما أن أغلبية الحطب تأتي من خارج المحافظة، فضلاً عن انخفاض الكميات المعروضة في السوق، وخصوصاً من حطب الزيتون، الذي يعد الأكثر طلباً والأعلى سعراً.
وبالتوازي، شهد الموسم الحالي انضمام أصناف جديدة من المدافىء إلى عائلة التدفئة، فإضافة إلى مدافىء الحطب وجدت المدافىء التي تعمل بـ قشور الفستق طريقها إلى المحافظة، مع ازدياد الترويج لهذا النوع من المدافىء مع وعود من التجار بتأمين كميات القشور اللازمة لها.
وتختلف مدفأة الفستق عن المدافىء العادية باعتبارها تعمل رقمياً، حيث أضيف للمحرك جهاز توقيت زمني للتحكم بكمية القشور الداخلة لغرفة الاحتراق ودرجة الحرارة المطلوبة، مع وجود مؤقت زمني يحدد فترة إدخال القشور واحتراقها.
وتكمن مشكلة هذا النوع من المدافىء، حسب تأكيد البعض، في سعرها المرتفع الذي يصل إلى ثلاثة ملايين ليرة، إضافة إلى الخشية من عدم توفر قشور الفستق بشكل مستمر، حيث يتم استجرارها من محافظات أخرى.
ويأمل كثيرون بتحديد أسعار ثابتة للحطب وعدم تركها بأيدي التجار الذين يقومون بالتحكم بها، مع الإشارة إلى أن مديرية الحراج في وزارة الزراعة كانت قد أعلنت الشهر الماضي السماح باستيراد أحطاب التدفئة، وتوفيرها في الأسواق المحلية من البلدان المجاورة بكمية تصل لـ 10 آلاف طن، مع إمكانية زيادة الكميات في حال توفر طلبات استيراد زائدة، مع إعداد تسعيرة سنوية لبيع الأحطاب الحراجية من وزارة الزراعة.