الفشل يسبقه.. لماذا يتحمل هوكشتاين عناء زيارة جديدة إلى لبنان وهل ثمة «إن» ‏مخفية؟.. الكيان يصعّد تهديداته وإيران ترد: يدنا على الزناد

تشرين – مها سلطان:

مرة أخرى «فرصة أخيرة» يُقال إن عاموس هوكشتاين، المبعوث الأميركي الخاص، يحملها ‏إلى لبنان اليوم الإثنين، فيما الأنباء تتضارب بين «شروط إسرائيلية» يحملها، وبين «خطة ‏خاصة» به سيعرضها، بينما التوقعات تجمع على أن الفشل سيكون مصير مهمة هوكشتاين ‏كما كانت حال زياراته السابقة التي تعدّت الزيارات العشر بين سرية ومعلنة، بين لبنان والكيان ‏الإسرائيلي ودول أخرى في المنطقة. ومن المرتقب أن يلحق هوكشتاين وزير الخارجية ‏الأميركي أنتوني بلينكن بعد غد الأربعاء في جولة يبدؤها من الكيان الإسرائيلي.‏

يتزامن ذلك مع أمرين: الأول إعلان الولايات المتحدة الأميركية أن نظام «ثاد» الدفاعي ‏الصاروخي «أصبح في مكانه داخل إسرائيل»، ما يشير إلى قرب «الرد» الإسرائيلي على ‏إيران وفق سياق التحليلات. والثاني إعلان المقاومة اللبنانية/حزب الله الانتقال إلى مرحلة ‏جديدة من المواجهة (الحرب) تجلت بتكثيف عمليات إطلاق الصواريخ وتوسيع نطاق ‏الاستهداف خصوصاً للقواعد العسكرية الإسرائيلية، بينما يتوقع محللون أن حزب الله قد ينتقل ‏إلى «عمليات برية»، وقد يُدخل أسلحة جديدة إلى المعركة لتعميق حرب استنزاف العدو ‏وتثقيل خسائره البشرية والمادية والمعنوية.‏

زيارة هوكشتاين ‏
في التفاصيل التي نشرها موقع «أكسيوس» الأميركي نقلاً عن مسؤولين أميركيين ‏وإسرائيليين لم يسمهم، فإن هوكشتاين يحمل للمسؤولين اللبنانيين سلة شروط إسرائيلية لإنهاء ‏الحرب على لبنان، على رأسها «حرية العمل في المجال الجوي اللبناني».. وذلك على فرض ‏أن الكيان يربح أو سيربح الحرب.

هوكشتاين في لبنان مجدداً وعودة حديث الفرص الأخيرة ولا توقعات متفائلة بينما يلحقه ‏بلينكن من دون معرفة ماذا يحمل أو ما إذا كانت زيارته ستقتصر على الكيان فقط

وحسب الموقع الأميركي فإن الكيان قدّم هذه الشروط لإدارة الرئيس جو بايدن الأسبوع ‏الماضي وقال إنها لـ«حل دبلوماسي» يُنهي الحرب، ثم تم إرسال الشروط إلى هوكشتاين يوم ‏الخميس الماضي.‏
ويشترط الكيان الإسرائيلي السماح لجيشه بالمشاركة في «التنفيذ النشط» للتأكد من عدم قدرة ‏حزب الله على استعادة قدراته العسكرية/التسليحية، والسماح لقوات الكيان الجوية العمل بحريّة ‏في المجال الجوي اللبناني.

ويلفت الموقع إلى أن هذين المطلبين يتناقضان مع القرار 1701 الذي ينص على أن الجيش ‏اللبناني وقوات الأمم المتحدة المؤقتة/يونيفيل/ هما المخولان بتنفيذ وق إطلاق النار في حال تم ‏التوصل إلى اتفاق.‏

ويؤكد الموقع أن المسؤولين أنفسهم الذين ينقل عنهم، هم شبه متأكدين بأن لبنان لن يوافق ‏على هذه الشروط التي تقوض سيادته الجغرافية والأمنية وحتى السياسية.‏

أما الخطة الخاصة بهوكشتاين فتتمثل بنشر واسع النطاق للقوات اللبنانية في جنوب لبنان ‏كجزء من حل دبلوماسي ينهي الحرب، وفق الموقع الأميركي الذي يضيف إن هوكشتاين ‏يريد نشر ما لا يقل عن 8000 جندي لبناني في الجنوب.‏

كذلك تتضمن خطة هوكشتاين رفع مستوى تفويض «اليونيفيل»، في إطار مساعدة الجيش ‏اللبناني على «فرض السيطرة» في المناطق الجنوبية/الحدودية مع الكيان.‏

فرصة..؟
بكل الأحوال فإن مصطلح «فرصة» لا يكاد يفارق الخطاب الأميركي الرسمي والإعلامي، ‏مؤخراً (وآخرها أمس في تصريحات للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس)، فمع كل جريمة ‏اغتيال ينفذها الكيان ضد قادة المقاومة في غزة وفي لبنان، يخرج المسؤولون الأميركيون، ‏معتبرين أنها فرصة لا بد من استغلالها، ليكتشفوا سريعاً أنها لم تكن كذلك، وأن المقاومة ‏قادرة على استيعاب جرائم الاغتيالات، بينما يشهد الجميع بأن عملياتها اتخذت مسارات أكبر ‏وأوسع، توجع الكيان في مواقع عدة.‏
الأميركيون أنفسهم بدؤوا يعترفون بأن هذه الاغتيالات تأتي في سياق «انتصارات تكتيكية» ‏وليس «استراتيجية»، بمعنى أنها وقتية بلا نتائج بعيدة المدى، وهناك اعتقاد واسع بأن كل ما ‏ترتكبه «إسرائيل» لن يقضي على المقاومة اللبنانية أو الفلسطينية ولن يدفعها إلى الاستسلام.

وحسب صحيفة «نيويورك تايمز» في مقال لها أمس فإن الأميركيين يرون أن الأولوية لضبط «الرد» الإسرائيلي على إيران، وتالياً الرد المقابل من دون الدخول في تصعيد إقليمي واسع ‏النطاق، مشيرة إلى أن ما تبقى من ولاية بايدن (ثلاثة أشهر) لن يشهد أن اتفاقات أو تسويات لا ‏في غزة ولا في لبنان.‏

حديث يتوسع عن ساعة صفر جديدة من دون معرفة زمانها ومكانها.. الأميركيون يتأهبون لكل ‏الاحتمالات ويرون أن المقاومة اللبنانية والفلسطينية أبعد ما تكون عن الاستسلام

ساعة صفر جديدة
وعن «ساعة صفر» جديدة تقترب، حديث يتوسع بين المحللين والخبراء العسكريين، من دون ‏تحديد جبهة محددة لها أو توقيتها، لكن مؤشراتها ترتفع، فإذا ما وقعت فإن الميدان سيشهد ‏تحولات حاسمة هذه المرة.‏

وليس بالضرورة أن يكون ميدان غزة أو جنوب لبنان هو منطلق نقطة الصفر، فهناك إشارات ‏حول إيران، خصوصاً مع تعمد الكيان الإسرائيلي إطلاق التصريحات المستمرة حول «الرد» ‏في حرب نفسية مدعومة بـ «ثاد» أميركية. ‏

وحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية نقلاً عما سمته مصادر مطلعة، فإن كل ‏الاستعدادات في «إسرائيل» اكتملت، وأن الهجوم سيكون كبيراً، مع الاستعداد في الوقت نفسه ‏للرد الإيراني على افتراض أنه بالمقابل سيكون كبيراً أيضاً.. وهنا يأتي حديث «ثاد» واقتراب ‏موعد الرد.‏

ووفق مسؤولين إسرائيليين بدأ تشغيل منظومة «ثاد» بعد وصول كامل معداته (أجزاء الأنظمة، ‏وشاحنات مع قاذفات، ورادارات، وصواريخ اعتراضية، ومركبات وعربات تشغيل، إضافة ‏إلى مئات الجنود الأميركيين)، مشيرين إلى أن تشغيل المنظومة التي وصلت بأمر مباشر من ‏بايدن، يشير إلى اقتراب موعد الهجوم الإسرائيلي المرتقب على إيران، والتوقعات بأن يوجه ‏الإيرانيون ضربة مضادة.‏

لكن هذا الحديث يتناقض مع تصريحات وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن التي لم تتضمن ‏إعلاناً عن تشغيل هذه المنظومة، واكتفى أوستن (الذي يزور العاصمة الأوكرانية كييف) ‏بالقول: إن نظام ثاد أصبح بمكانه في «إسرائيل»، مضيفاً: لدينا القدرة على تشغيله بسرعة ‏كبيرة. وفق ما جاء في صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».‏

تصعيد التصريحات الإسرائيلية وتكثيف التسريبات الأميركية فيما يخص إيران لا يشيران إلى ‏موعد محدد فيما يخص «الرد» الإسرائيلي ويبدو أن ‏هناك «تردداً ما» ‏

بالمقابل، جددت إيران جاهزيتها الكاملة للرد، ونقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية عن مصدر ‏عسكري قوله: يدنا على الزناد والمفاجأة الأكبر في انتظار «إسرائيل»، مضيفاً: الرد الإيراني ‏سيكون أكيداً وعلى مستوى أعلى من تقديرات «إسرائيل» في حال اعتدائها على مواقع ‏عسكرية، وتابع: في حال اعتدى الصهاينة على المواقع النووية الإيرانية، فإن إيران ستفكر ‏أيضاً في السياسات النووية رداً على ذلك.‏
وأردف: هذه نقطة واضحة للصهاينة وسيفهمون معناها بالتأكيد.‏

وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي: إن أي هجوم إسرائيلي على ‏إيران، يعني تخطّي الخطوط الحمراء، ولن يُترك دون من رد. أضاف عراقجي في تصريحات ‏إعلامية: لقد حددنا كل أهدافنا في «إسرائيل»، وإذا هاجمتنا فسنرد بالمثل ونقصف هذه ‏الأهداف.‏
وأكد عراقجي أن بلاده مستعدة لكل الاحتمالات، ولمواجهة هذا الهجوم، مشيراً إلى أنه إذا ‏اندلعت حرب شاملة في المنطقة فإن واشنطن ستنجر إليها، وإيران لا تريد ذلك.‏

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار