الإجرام ليس نصراً !!‌‌‏ ‏

في الأيام الأخيرة صار يتفاخر نتنياهو بجنونه، معتبراً أن ما يمارسه من إجرام في لبنان بعد ‌‏غزة يعد إنجازاً أو «نصراً لإسرائيل»، متناسياً أو من منكراً حقيقة الواقع الذي تعيشه «إسرائيل» ‏بما ‏تفعله في المنطقة، وإذا كانت أعمال «إسرائيل»» من تدمير وقتل وتشريد في لبنان وغزة ‏والضفة «‏إنجازاً» ضد العرب ودول الجوار والمنطقة، فإنها وبقدر أفظع هي تهديد ونسف ‏للأمن في «‏إسرائيل»، وكسر لأي أمان يحلم به الإسرائيليون، ببساطة، نتنياهو خلال عام ‏أظهر هوية إسرائيل» ‏الإجرامية، وأكسب الكيان الإسرائيلي ماركته كمجرم إقليمي ودولي، ‏وفتح على الإسرائيليين ‏وشرع ضدهم كل أشكال المقاومة، ما أفقدهم الأمن والأمان، خلال ‏عام كسب نتنياهو عار ‏المجرم، وأفقد كيانه المحتل وشعبه وأهله الأمن والأمان.‌‌‏ ‏
‌‏ ‏مع بدء عدوانه الإبادي ضد غزة، قال نتنياهو إن «إسرائيل تقوم بتغيير المنطقة» وبعد عام ‏من ‏جرائمه ضد غزة ولبنان، فإن الواضح كما قال أحد الكتاب، إن «المنطقة بمقاومتها هي ‏من يغير ‏إسرائيل»، وبدل أن يحقق نتنياهو لشعبه الأمن والأمان من جراء حربه، حول حياة شعبه ‏إلى رعب ‏وهلع وصار الملجأ حلم كل إسرائيلي، وتحولت المخاطر من محيط «إسرائيل» ‏وجوارها، إلى خطر ‏داخلها، وتهديد يعيش بين الإسرائيليين، وكل يوم صارت تقصف المناطق ‏الإسرائيلية بعشرات إن ‏لم يكن بمئات الصواريخ، والعمليات في الضفة تتجدد وتتمدد وتصل ‏إلى «تل أبيب»، وهكذا بدلاً من ‏أن تقوم حرب نتنياهو وعدوانه بتغيير المنطقة لتحقيق الأمن ‏لـ«إسرائيل»، أنتجت هذه الحرب ‏العدوانية الرعب والهلع والخوف، ليعيش الإسرائيليون في ‏كابوس لا ينتهي، كسب نتنياهو وأكسب «‏إسرائيل» عار الجريمة، ودفنها في رعب وخوف ‏وقلق لا ينتهي، حتى لو تفاقمت جرائمه في غزة ‏ولبنان.‌‌‏ ‏
‏لا يمكن لـ«إسرائيل» أن تنتصر مهما أوغلت في الدم والتدمير والتشريد سواء في لبنان أم في ‏غزة، ‏والإنجازات التي تحققها من جراء جرائمها ليست إلا إنجازات “تكتيكية” لا تنتج «نصراً ‏إستراتيجياً«، ‏وهذا ما يلاحظه المتابعون والدارسون العرب والأجانب، وعلى سبيل المثال فقد ‏كتب بالأمس ‏الكاتب الأميركي المؤيد لإسرائيل» توماس فريدمان في نيويورك تايمز أن لا ‏يمكن لإسرائيل» أن ‏تنتصر في حربها من دون أن تعلن إقرارها وموافقتها على إقامة دولة ‏فلسطينية ضمن حل الدولتين، ‏كما يقر كثير من محللين وكتاب إسرائيليين أن إسرائيل» لا ‏تنتصر، حتى إن متعصباً ومجرماً كـ ‌‏«غيورا إيلاند» كتب بالأمس لن تحقق إسرائيل» ‌‏(النصر المطلق في غزة وكذلك في لبنان ‏والمقاومة لن تستسلم وسيكون هناك دائماً من ‏سيواصل إطلاق النار»، ويؤكد أيلاند أن «استمرار ‏القتال على الجبهة لا يخدم مصلحة ‏إسرائيل» لذلك من الصائب أن تنفتح «إسرائيل» أمام ترتيبات ‏سياسية على جهتي غزة ‏ولبنان، آيلاند هذا ليس مناصراً للمقاومة، وليس قومياً عربياً، وليس من ‏محور المقاومة، إنه ‏صهيوني متعصب، وهو لواء احتياط في جيش العدو، ورئيس مجلس الأمن ‏القومي السابق، ‏ورئيس قسم العمليات، أي إنه من أعتى المتطرفين ومع ذلك يقر أن لا جدوى من ‏الحرب، ‏وإنه لا يمكن لـ«إسرائيل» أن تنتصر، ودعوته إلى فتح الأبواب للسياسة اعتراف منه بفشل ‌‏الحرب، والفشل هنا هزيمة من نوع خاص، لاسيما أنه فشل في تحقيق الأمن للإسرائيليين، ‏وعدم ‏إكسابهم إلا عار الإجرام والإبادة.‌‌‏ ‏
‌‏بعد عام من حرب الإبادة التي يقوم بها الكيان المحتل، لم يعد أمامه إلا الإقرار بحقوق الشعب ‏الفلسطيني الوطنية، ‏وتمكينه من إقامة دولته ذات السيادة الكاملة على أراضي 67، وعاصمتها ‏القدس الشرقية وليس ‏أمام المنطقة ودولها بعد كل ما تكشف عن طبيعتة الإبادية والمجرمة ‏والنازية إلا أن تتهيأ ‏لمواجهة هذا الإجرام المتمادي والمتجدد، خاصة وهي تستمر في عدوانها ‏الذي يهدد الجميع ‏ويزعزع الاستقرار والأمن في المنطقة والعالم.‏

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار