من إعلام العدو.. جنرال احتياط إسرائيلي: النشوة التي تسيطر علينا بعد عمليات الاغتيال في لبنان ستجلب علينا الكارثة
ترجمة وتحرير – غسان محمد:
حذّر الجنرال المتقاعد، يتسحاك بريك، في مقال نشرته صحيفة “معاريف” من أن عمليات الاغتيال الإسرائيلية لكبار قادة حزب الله، وبينهم أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، لن تؤدي إلى تغيير الواقع الذي تواجهه “إسرائيل”، مشيراً إلى أن مشكلة معظم “الجمهور” الإسرائيلي وقيادته، هي أنهم ينظرون من ثقب الباب، ويرون ما يحدث فقط في نقطة زمنية معينة، ولا يرون الصورة الواسعة والنظرة بعيدة المدى للمستقبل.
وأضاف بريك إن أهداف “إسرائيل” هي تحرير الأسرى في غزة، وإعادة مستوطني المستوطنين في شمال وجنوب “إسرائيل”، وترميم الاقتصاد، والعلاقات الدولية التي تُظهر أن “إسرائيل” باتت معزولة عن العالم الذي يفرض مقاطعة عليها، يضاف إلى ذلك إعادة ترميم مناعة المجتمع الإسرائيلي، وترميم قدرات سلاح البر، ووقف حرب الاستنزاف الحالية.
وشدد الجنرال بريك على أنه حان الوقت كي يعترف نتنياهو وزمرته، الذين يأملون القضاء على المقاومة الفلسطينية في غزة، واستسلام حزب الله، بأن هذه الأهداف لا صلة لها بالواقع، وأن محاولة الوصول إليها تدفعهم إلى اتخاذ قرارات غير عقلانية وإلى استمرار حرب استنزاف تلحق أضرراً جسيمة بـ “إسرائيل”، بحيث إننا قد لا نتمكن من تحقيق الأهداف الهامة، إذا لم يتعقل نتنياهو وزمرته. كما أن سلوك نتنياهو يمكن أن يقود إلى انهيار “إسرائيل”.
ودعا بريك إلى السعي لتشكيل حلف دفاعي إقليمي مع الولايات المتحدة و”الدول العربية المعتدلة”، مقابل روسيا والصين وإيران، وإلى التوصل إلى “تسوية في غزة ومع حزب الله بوساطة الولايات المتحدة، وبشروط أفضل قدر الإمكان، وحذّر من وصول الاجتياح الإسرائيلي إلى نهر الليطاني، قائلاً إن اجتياحاً كهذا لن ينجح، لأسباب كثيرة، والمطلوب هو أن يكون رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي استخلص دروس العملية البرية في قطاع غزة، حيث قُتل معظم جنودنا دون تحقيق أي هدف.
وقال بريك: يجب أن ندرك أيضاً أن احتلال مناطق في لبنان لن يقود إلى التحول المرجو بوقف حرب الاستنزاف وسحب الجيش الإسرائيلي لقواته، بل أن حزب الله سيستمر بإطلاق صواريخ على “إسرائيل” من مسافات أبعد من المناطق التي نسيطر عليها، وفي حال قرر الجيش الإسرائيلي البقاء في المناطق التي سيحتلها، فإنه لن يتمكن من ذلك بسبب النقص في القوات البرية، وسيضطر إلى سحب قواته من لبنان مثلما فعل في قطاع غزة، وسيحل مكانها مقاتلو حزب الله.
وحول تهديد “إسرائيل” بالرد على هجوم إيران الصاروخي، نصح بريك برد منضبط ومُنسق مع الولايات المتحدة، كي لا يستدرج الرد ردوداً إيرانية أخرى، قد تطلق إيران فيها مئات الصواريخ بالتزامن على التجمعات السكانية في “إسرائيل”، ما سيؤدي إلى دمار وخسائر رهيبة في “إسرائيل”. وعلى فرض أننا قمنا بالرد ودمرنا آبار النفط الإيرانية، فيجب أن نضع في اعتبارنا أنه يوجد إلى جانب إيران من يساعدها في البقاء، لكن من سيساعدنا نحن على البقاء بعد الضربة الرهيبة التي سنتلقاها…؟
واتهم بريك، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بأنه يتجاهل الواقع ويعيش في واقع من الخيال، ويتوهم أن بإمكانه أن ينتصر في الحرب على إيران ووكلائها، وعلى العالم العربي المعادي لنا، وأشار بريك إلى أن إحدى أصعب مشاكل الإسرائيليين هي أنهم يغرقون بنشوة عندما ننجح، لكنهم ليسوا مستعدين لرؤية المشاكل العويصة المتوقعة لنا في المستقبل وكيفية مواجهتها، بالتالي، فإن هذا الوضع الذي يجعلنا ندفن الرأس في الرمل، هو الذي يوفر الدعم لـ نتنياهو وزمرته، غالانت وهليفي، وهو الذي جلب علينا اليوم الأسود في السابع من تشرين الأول الماضي، ومن شأنه أن يجلب علينا يوماً أكثر سواداً منه في المستقبل.