أقدم الكنائس كانت في سورية.. كنجو: (الكنيسة المنزل) ولدت مع انتشار المسيحية..

تشرين- سناء هاشم:
أكدت الدراسات الأثرية أن أقدم أنواع الكنائس في العالم كان في سورية لأن معظم السكان في الماضي كانوا من المسيحيين، إذ اكتشف ما يسمى بـ (الكنيسة- المنزل) التي يعود تاريخها إلى عام 233م، بينما أقدم كنيسة من نوع بازيليك في سورية يعود تاريخها إلى عام 372 م.
(الكنيسة-المنزل)، التي ولدت مع بداية انتشار الديانة المسيحية، حسبما ذكر الآثاري الدكتور يوسف كنجو مدير آثار حلب سابقاً، لـ “تشرين”: عبارة عن منزل يتم تحويله إلى كنيسة وليس مبنى يشيد ليكون مخصصاً للقيام بالطقوس المسيحية، إذ اكتشف هذا في مدينة (دورا أوروبوس) الواقعة على الضفة اليمنى لنهر الفرات في الفترة بين 233–256م، قبل انتشار الديانة المسيحية بشكل واسع، وما تزال (دورا أوروبوس) تحتوي على العديد من المنشآت الحضرية والدينية والعسكرية.
وأشار الدكتور كنجو إلى أن (الكنيسة-المنزل) في دورا أوروبوس: “تعتبر أقدم مبنى كنسي مسيحي معروف في العالم حتى الآن، حيث كان المنزل الأصلي نموذجاً للهندسة المعمارية المحلية، ويحتوي على باحة مركزية مربعة وعدد من الغرف المختلفة حولها، ولتحويل المنزل الخاص إلى كنيسة، كان يتم هدم جدار بين غرفتين صغيرتين لتشكيل غرفة الاجتماعات الكبيرة، كما تم عمل حوض مخصص للتعميد”، مضيفاً: في هذا المكان، اكتُشف عدد من اللوحات التي تُعتبر أقدم الشواهد الفنية التي تمثل السيد المسيح، مثل لوحة “الراعي الصالح” و”شفاء المفلوج” و”المسيح وبطرس يمشيان على الماء”.
وكشف كنجو عن أن جميع هذه اللوحات توجد حالياً في متحف (المتروبوليتان) في نيويورك.
وأوضح كنجو أن إحدى أقدم الكنائس الأثرية المؤرخة في العالم من نوع البازيليك تتوضع في شمال غرب سورية، وتشير الدراسات الأثرية إلى أنها بنيت في العام 372م وهي الآن في قرية فافرتين. يبدو مخطط الكنيسة مستطيلاً، حيث يبلغ طولها 26.5 م وعرضها 11.6 م، ولها ثلاثة أروقة وغرفتان تتصلان مع قاعتين جانبيتين، تضمنت الغرفة الجنوبية منهما على جرن مزين بالزخارف لحفظ ذخائر الشهداء أو القديسين، وتشكل هذه الكنيسة جزءاً من مجموعة كبيرة من الكنائس المنتشرة في المنطقة، التي يزيد عددها عن المئات. يطلق عليها علماء الآثار اسم المدن المنسية أو الميتة.
وأكد كنجو أن درة الكنائس السورية القديمة هي كنيسة سمعان العمودي في شمال حلب، إذ تحمل الكنيسة معاني مهمة، سواء من الناحية المعمارية أو الدينية، بالإضافة إلى القيمة الأثرية و تتميز بنمط معماري فريد، فهي تتشكل من تقاطع أربع كنائس في مبنى واحد، جميعها من نمط البازيليك لتأخذ شكل الصليب، بالإضافة إلى الزخارف الهندسية الجميلة فوق المدخل الرئيسي والنوافذ..
شيدت الكنيسة عام 490م تكريما للقديس سمعان العمودي الذي كان يتعبد هناك لمدة 40 سنة فوق عمود، تم بناء الكنيسة ليكون العمود في الباحة المركزية للكنيسة وهو في نفس الوقت نقطة تقاطع الكنائس الأربعة لافتاً إلى أن هذه الكنيسة كانت قبل الحرب الإرهابية على سورية وجهة رئيسية للحجاج المسيحيين والسياح الأجانب.
وقدم كنجو دليلاً آخر على انتشار المسيحية من سورية قائلاً: خلال عملنا في عام 2007 في محيط مدينة حلب شمال سورية، اكتشفنا صدفة ثلاث كنائس لم تكن معروفة من قبل تعود معظمها إلى الفترة البيزنطية (القرن الخامس إلى السادس الميلادي)، كانت جميع أرضياتها من الفسيفساء الغنية بالمشاهد الفنية، سواء الهندسية أو الحيوانية، واستطرد قائلا: لسوء الحظ، وقعت معظم هذه الأوابد الأثرية ضحية للحرب الظالمة على سورية، ما أدى إلى تخريب أجزاء مهمة منها، لكن آثارها ما تزال شاهدة على أهميتها وانتشار الديانات القديمة في سورية.
كما أن هناك العديد من الشواهد الأثرية السورية منتشرة في معظم المتاحف العالمية، بالإضافة إلى عدد كبير من الدراسات الأثرية التي تتحدث عنها في مراكز الأبحاث الأثرية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار