انتظار.. على شفا حرب كبرى!!

قد يكون من العبث إطلاق تحليلات نهائية أو الحديث عن تطورات محتملة حتى لساعة واحدة ‏مقبلة في ظل أن كل شيء متوقع وغير متوقع، وفي ظل مسار مفاجآت مفتوح على كل ما هو ‏متفجر وما ينذر بأن المنطقة ستبقى فترة طويلة على شفا حرب كبرى، قد تقع وقد لا تقع، فكل ‏شيء هنا يعتمد على حجم المخططات المبيتة أميركياً وإسرائيلياً، بعد أن بلغت المخططات ‏المعلنة ذروتها باغتيال سماحة السيد حسن نصر الله.‏
في مجمل التحليلات التي تصدر شرقاً وغرباً، فإن ساعة الصفر لتحقيق «الشرق الأوسط ‏الكبير» قد حانت، وإن اقتضت الحاجة الأميركية/ الإسرائيلية، ستكون هناك حرب كبرى.. أما ‏الآن فإن المعلن إسرائيلياً (وفي الإعلام الأميركي) أن الكيان الإسرائيلي يستعد لعملية برية ‏ضد لبنان، لم يتم تحديد موعدها ولا مداها، وإن كان من المعروف أولياً أنها ستكون خلال ‏الأيام القليلة المقبلة، بينما مداها غير معروف، وهل ستقتصر على الجنوب فقط؟ وهل يكتفي ‏الكيان بالجنوب وهو يرى أن الفرصة سانحة لتمتد عمليته البرية إلى عموم لبنان.. وما بعد ‏لبنان؟ فحصيلة أسبوعين من الإرهاب الإسرائيلي «النوعي» إذا جاز لنا التعبير، تسمح ‏للكيان بأن يرفع سقف المخططات ويُسرع ويوسع عمليات التنفيذ زماناً ومكاناً.‏
لكن السؤال، هل إن الكيان مطمئن كلياً لهذه الحصيلة النوعية؟ وهل باتت لدية قناعة بأن أمور ‏المنطقة دانت له بحيث يستطيع فعل ما يريد وضد من يريد؟ وهل إن الحرب النفسية الهائلة ‏التي يمارسها الكيان ومن خلفه أميركا، دليل قوة، أم دليل على أن الاطمئنان ليس كاملاً؟
على غير سياق التطورات منذ 7 تشرين الأول الماضي، ليست هناك حاجة للوقت لمعرفة ‏الأجوبة، فمسار الأحداث المتسارعة منذ أسبوعين فعلياً سيكون أكثر تسارعاً في الأيام المقبلة ‏ومن دون حدود زمنية فاصلة، هذا في حال اتسع الميدان نحو العملية البرية التي يهدد بها ‏الكيان، ربما هناك حاجة فقط لانتظار هذه العملية، لتكون الإجابات أدق، أو ليكون بالإمكان ‏إطلاق بعض التوقعات لما ستكون عليه المرحلة المقبلة في عموم الإقليم، وليس في لبنان وغزة ‏فقط .‏
لا جدال في الإجماع على أن إقدام الكيان الإسرائيلي على جريمة بحجم اغتيال سيد ‏المقاومة سماحة السيد نصر الله، هو نقطة تحول جذرية ستغير وجه المنطقة لسنوات مقبلة قبل ‏أن تستقر على خريطة جغرافية سياسية جديدة.. ولا جدال في أن الكيان وحلفه الإرهابي مع ‏الأميركي استطاع تحقيق أعلى مستوى صدمة ممكن بوصوله أقصى ذروة تصعيد ممكن قبل ‏أن تتدحرج كرة المنطقة باتجاه أقصى فوضى متوقعة في الميدان وفي السياسة.. ولا جدال في ‏أن لبنان وغزة وعموم المنطقة لن تكون كما نعرفها، وأي أحد في المنطقة لن يكون بعد هذه ‏الجريمة كما قبلها.. لقد كانت هذه الجريمة أقسى حد من كي الوعي والوجدان العربي لسنوات ‏مقبلة، أقسى حد من الفقد والحزن على من كان دائماً في الصفوف الأولى، لا يتراجع ولا يهن.‏
كل ذلك لا جدال فيه، لكننا نستطيع أن نجادل وبقوة أن هذه ليست النهاية كما يريد العدو ‏الإسرائيلي تسويقها، وهدفه أن نسلم بها ونستسلم، ولن تكون المنطقة مرتعاً له أو للأميركي.. ‏فما ستحمله الأيام المقبلة قد يكون مفاجئاً وصادماً، ومن حيث لا يحتسب الإسرائيلي ‏والأميركي، يكفي أن ننتظر قليلاً فقط حتى تنجلي صدمة جريمة اغتيال السيد نصر الله ليتم ‏وضع الأمور في نصابها.. وبعدها يكون لكل حادث حديث.‏

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار