تقنية فريدة تتلاعب بموجات الدماغ أثناء النوم لتعزيز الذاكرة

تشرين:

توصل علماء إلى تقنية غير الجراحية تعتمد على التحفيز السمعي بذبذبات صوتية، يمكن أن تمهد ‏الطريق لعلاجات مبتكرة للخرف، إذ يمكن التلاعب بموجات الدماغ أثناء نوم حركة العين ‏السريعة، وهي مرحلة نوم مرتبطة بالذاكرة والإدراك، وتسمح التكنولوجيا الجديدة، باستخدام ‏التحفيز الصوتي، للعلماء بتسريع نشاط الدماغ الذي يصبح أبطأ لدى مرضى الخرف أثناء هذه ‏المرحلة من النوم.‏
ووفقاً لما نشره موقع ‏NeuroScience News، استخدم باحثون في جامعة ساري، خلال الدراسة ‏الفريدة، التي أجريت بالتعاون مع مركز أبحاث الخرف في المملكة المتحدة لأبحاث الرعاية ‏والتكنولوجيا في إمبريال كوليدج لندن، تقنية تم تطويرها مؤخرًا، وهي التحفيز السمعي المغلق ‏الحلقة، والذي يستهدف تذبذبات الدماغ أثناء النوم بطريقة دقيقة.‏
من جانبها، قالت دكتورة فاليريا غاراميلو باحثة في مركز أبحاث النوم وأستاذة بكلية علم النفس ‏في جامعة ساري: إن تذبذبات الدماغ تساعد في عمل الدماغ وكيفية تعلمه واحتفاظه بالمعلومات. ‏وثبت أن تذبذبات الدماغ أثناء نوم حركة العين السريعة لها علاقة بوظائف الذاكرة – ولكن لا ‏يزال دورها الدقيق غير واضح إلى حد كبير.‏
وأضافت غاراميلو: إنه في حالات الخرف، يصبح نشاط الدماغ أثناء نوم حركة العين السريعة ‏أبطأ، وهو ما يرتبط بانخفاض القدرة على تذكر أحداث معينة في الحياة والاحتفاظ بالمعلومات.‏
وأوضحت الدكتورة غاراميلو أن تحفيز موجات الدماغ بالصوت يمكن أن يزيد من ترددها وهذا ‏يمكن أن يساعد في فهم أفضل لكيفية تعزيز تذبذبات الدماغ أثناء نوم حركة العين السريعة ‏للإدراك وكيف يمكن تحسين نوم حركة العين السريعة لدى المصابين بالخرف.‏
بدوره، قال بروفيسور ديرك جان ديك مدير مركز أبحاث النوم في جامعة ساري، ورئيس ‏مجموعة معهد أبحاث الخرف في المملكة المتحدة والباحث الرئيسي في الدراسة: قد يمهد هذا ‏الطريق لنهج جديد حول كيفية علاج مرضى الخرف، حيث إن هذه التقنية غير جراحية ويتم ‏إجراؤها أثناء نومهم، ما يقلل من الاضطراب في حياتهم وتكون “الإجراءات” أكثر استهدافًا.‏
وأظهرت دراسات سابقة، أن”مغازل النوم” وهي نوع من أنماط موجات الدماغ المعروف أنها ‏تحدث في المراحل الأولى من النوم غير الريمي – ترتبط بتوحيد الذاكرة، أنه كلما زاد عدد مغازل ‏النوم التي يعرضها دماغ الإنسان بين عشية وضحاها، زادت الأرقام التي سيتذكرها المرء في ‏اليوم التالي، لكن بالضبط كيفية ارتباط مغازل النوم هذه بالذاكرة كان غير واضح، وكان العلماء ‏مقيدين بحقيقة أن الأقطاب الكهربائية لا يمكنها اكتشاف هذه المغازل إلا في مكان واحد في الدماغ ‏في كل مرة.‏
وتقول الدراسات: لفترة طويلة، كان على الباحثين في علم الأعصاب تسجيل النشاط في نقطة ‏واحدة في الدماغ في كل مرة، ووضع العديد من نقاط البيانات معًا دون رؤية الصورة بأكملها في ‏وقت واحد، مضيفة: نعتقد أن تنظيم نشاط الدماغ هذا يسمح للخلايا العصبية بالتحدث إلى الخلايا ‏العصبية في مناطق أخرى، وأن النطاق الزمني الذي تنتقل به هذه الموجات هو نفس السرعة التي ‏تتطلبها الخلايا العصبية للتواصل مع بعضها بعضاً.‏

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار