تبريد الرؤوس الغربية الحامية على الطريقة «النووية» الروسية.. الإعلام الأميركي ‏والأوروبي يصف تعديلات بوتين على «العقيدة النووية» بالرسالة التحذيرية الأقوى ‏والواضحة جداً ‏

تشرين:‏

انشغل الإعلام الغربي بصورة موسعة ومركزة، اليوم الخميس، بالتعديلات التي طرحها ‏الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على «العقيدة النووية» مُسلطاً الضوء على التعديل المتعلق ‏بحق الرد بالسلاح النووي على العدوان من دولة غير نووية بدعم من بلد نووي.. معتبراً أن ‏رسالة بوتين للغرب واضحة.‏
وكتبت صحيفة «فايننشال تايمز» أن التغيير في العقيدة النووية يأتي رداً من الرئيس بوتين ‏على نوايا الغرب السماح للقوات الأوكرانية بضرب أهداف في روسيا.‏
ولفتت إلى أن تحذيرات بوتين رسالة واضحة إلى حلفاء أوكرانيا الغربيين مع تحرك الولايات ‏المتحدة وبريطانيا للسماح لكييف بضرب أهداف في عمق روسيا بصواريخ «ستورم شادو» ‏البريطانية/ الفرنسية، واصفة هذه التحذيرات بأنها الأشد منذ عام 2022 عندما هدد بوتين ‏باستخدام الأسلحة النووية.‏
ورأت صحيفة «الغارديان» أن رد موسكو جاء على ممارسات حلف الناتو، وكان أقوى تحذير ‏حتى الآن للغرب من مغبة السماح لأوكرانيا بضرب الأراضي الروسية بصواريخ غربية ‏بعيدة المدى.‏
وكتبت الغارديان: في الأيام الأولى للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، كثيراً ما ذكّر ‏بوتين بترسانة موسكو النووية، وهي الأكبر في العالم، ووعد مراراً باستخدام كل الوسائل ‏اللازمة للدفاع عن روسيا.‏
وأضافت أن بوتين خفف من خطابه إلى حدّ ما في وقت لاحق، لكن المسؤولين المقربين منه ‏حذّروا مؤخراً قادة دول الناتو من أنهم يخاطرون بإشعال حرب نووية إذا أعطوا أوكرانيا ‏الضوء الأخضر لاستخدام أسلحة بعيدة المدى ضد روسيا.‏
ووصفت صحيفة الـ«تلغراف» خطاب بوتين بأنه «تحذير جديد قاس للغرب»، وكتبت: قال ‏الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأربعاء في تحذير جديد للغرب إن أي هجوم على ‏روسيا مدعوم بقوة نووية سيعدّ هجوماً مشتركاً على بلاده.. تعديل العقيدة النووية الروسية ‏سيشمل توسيع نطاق استخدام موسكو الأسلحة النووية.‏
واستندت صحيفة «نيويورك تايمز» في قراءة توجهات موسكو الجديدة بخصوص تغيير ‏سياسة الردع النووي لرأي بافيل بودفيغ الخبير في الشؤون النووية الروسية الذي قال إن ‌‏«التعديل يهدف على ما يبدو إلى تعزيز ردع حلفاء أوكرانيا الغربيين.. هناك مجال كبير ‏لتفسير ماهية العدوان على روسيا، لكنه لا يزال يقلل من العتبة الخطابية للاستخدام المحتمل ‏للأسلحة النووية».‏
من جهتها وصفت شبكة «سي إن إن» الوضع الحالي بأنه أخطر مواجهة بين روسيا والغرب ‏منذ أزمة الصواريخ الكوبية.وأضافت: شكلّ النزاع في أوكرانيا، المستمر منذ عامين ونصف العام، ‏سبباً في أخطر مواجهة بين روسيا والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية في عام 1962، ‏عندما كانت القوتان العظميان على خطوة واحدة من حرب نووية.‏
وكان الرئيس بوتين أعلن، خلال اجتماع لمجلس الأمن الروسي أمس الأربعاء عن الحالات ‏التي ستدفع روسيا لاستخدام الأسلحة النووية، مشدداً على ضرورة تكييف سياسات روسيا مع ‏الواقع الجديد، واقترح إعادة النظر في شروط استخدامها الأسلحة النووية للدفاع عن نفسها.‏
وكشف الرئيس بوتين عن أبرز التعديلات المقترحة في «العقيدة النووية» وبينها الرد ‏باستخدام السلاح النووي على العدوان على روسيا من أي دولة غير نووية بدعم من دولة ‏نووية.‏
وأكد الرئيس بوتين أنّ «شروط انتقال روسيا إلى استخدام الأسلحة النووية محددة بوضوح، ‏وسننظر في هذا الاحتمال بمجرد أن نتلقى معلومات موثوقة حول استهداف واسع النطاق ‏باستخدام الأسلحة الهجومية الجوية وعبورها حدود دولتنا».‏
وأوضح قائلاً: أعني هنا الطائرات الإستراتيجية أو التكتيكية وصواريخ كروز والطائرات ‏المسيّرة والأسلحة الفرط صوتية وغيرها من المجسمات الطائرة.‏
وتابع: نحن نحتفظ بالحق في استخدام الأسلحة النووية في حالة العدوان على روسيا ‏وبيلاروس كعضو في دولة الاتحاد، بما في ذلك عند استخدام العدو للأسلحة التقليدية وتشكيله ‏تهديداً خطيراً لسيادتنا، مشيراً إلى أنه «قد تم الاتفاق على كل هذه القضايا مع الجانب ‏البيلاروسي، مع رئيس بيلاروس».‏
وشدد الرئيس بوتين على أن روسيا تنتهج نهجاً مسؤولاً تجاه موضوع الأسلحة النووية وتسعى ‏إلى منع انتشارها في العالم.‏
وتابع: اليوم، يظل الثالوث النووي أهم ضمان لأمن دولتنا ومواطنينا، وأداة للحفاظ على التكافؤ ‏الإستراتيجي وتوازن القوى في العالم.‏
وأردف: نرى أنّ الوضع العسكري السياسي الحديث يتغير بشكل ديناميكي، ونحن ملزمون ‏بأخذ ذلك في الاعتبار، بما في ذلك ظهور مصادر جديدة للتهديدات والمخاطر العسكرية ‏لروسيا وحلفائنا.‏
وكان نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، دميتري مدفيديف، عدّ أن تعديل شروط ‏استخدام موسكو للسلاح النووي من شأنه أن «يبرد رؤوس الخصوم».‏

وقال مدفيديف في قناته على «تلغرام»: يوم الأربعاء، إن التعديل بحد ذاته لشروط استخدام ‏بلادنا للعنصر النووي قد يبرد الرؤوس الحامية لأولئك الخصوم الذين لم يفقدوا غريزة الحفاظ ‏على النفس».‏
ويذكر أنه تم الآن إعداد مسودة العقيدة النووية الجديدة، وعلى الرئيس الموافقة عليها حتى ‏تدخل حيز التنفيذ.‏

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار