“الصناعة” تبدأ أولى خطوات إعادة تأهيل الشركات المدمرة .. دراسة أولية لعودة ” تاميكو” إلى ميدان الإنتاج بستة معامل للتصنيع 

تشرين- سامي عيسى:

التفكير بإعادة تأهيل الشركات الإنتاجية التي أخرجها الإرهاب من ميدان العمل والإنتاج، هو محور اهتمام وزارة الصناعة اليوم وفق تأكيد وزير الصناعة الدكتور عبد القادر جوخدار لـ”تشرين” وبما يتوافق مع الإمكانات المتوافرة لدى الوزارة، والجهات المعنية بكل قطاع صناعي تضرر بفعل الإرهاب، حيث هناك العديد من الشركات التي تعرضت للتخريب والتدمير، على أيدي العصابات الإرهابية، كانت تشكل قوة إنتاجية تؤمن حاجة السوق المحلية من منتجاتها والفائض يأخذ طريقه إلى الأسواق الخارجية، وفي مقدمتها ” الشركة الطبية العربية – تاميكو- ” والتي تم التركيز على إخراجها من قوة الإنتاج الوطني، لما لها من أهمية وعامل رئيس لاستقرار سوق الأدوية والقطاع الصحي على السواء، لذلك كانت من أولى الشركات الصناعية التي استهدفها الإرهاب إلى جانب شركات صناعية غذائية ونسيجية، وإسمنت وغيرها كثير..

جوخدار: إعادة تأهيل الشركات الإنتاجية التي أخرجها الإرهاب من ميدان العمل والإنتاج هو محور اهتمام وزارة الصناعة

وأضاف جوخدار: إنّ القطاع العام الصناعي لم يكن وحده المستهدف في أعمال التخريب التي مارستها العصابات الإرهابية المسلحة، خلال سنوات الحرب الكونية, بل كان الاستهداف لكل مكونات الاقتصاد الوطني, إلّا أنّ القطاع الصناعي كان له النصيب الأكبر في هذا الاستهداف لما يشكله من قوة إنتاجية داعمة للاقتصاد الوطني بكل المقاييس، لهذا السبب تم التركيز على تدمير مكوناته, التي سعت الحكومة والجهات المسؤولة خلال السنوات الماضية واليوم، إلى إعادة تأهيله ووضعه في الخدمة مجدداً، وبالتالي كلّ المؤشرات الرقمية المتعلقة بالعملية الإنتاجية، والتسويقية التي أظهرتها وزارة الصناعة مؤخراً، تؤكد على التطور النوعي للعملية الإنتاجية, وانعكاسها بصورة مباشرة على الواقع الإنتاجي والتسويقي للشركات المنتجة, وذلك بالتماشي مع حاجة السوق المحلية, وتلبية احتياجات الجهات العامة من المواد والمستلزمات الأساسية التي تدخل في تركيبة منتجاتها, انطلاقاً من المنتج الزراعي بكل أبعاده وتنوعه, وصولاً إلى المنتج الصناعي الذي يحقق الريعية الاقتصادية, والقيمة المضافة وربحيتها, واستدامتها التي تهدف إليها كل عملية انتاجية في الشركات الصناعية..

لذا لابدّ من وضع رؤية تحمل مفردات العودة، واستكمال عمليات التأهيل،التي تضمن الوصول إلى إنتاجية تتماشى مع حاجة السوق المحلية، والخارجية على السواء، و“تاميكو” لها النصيب الأكبر في هذا الاتجاه لأهميتها الإنتاجية والاقتصادية والصحية على مستوى الحالة الاقتصادية العامة، لذلك تمّ توجيه إدارة الشركة والمؤسسة على إعداد الدراسة الأولية لإعادة تأهيل الشركة الأم في محافظة ريف دمشق ” منطقة المليحة”..

مدير عام المؤسسة الكيميائية الدكتور خلدون حربا والمكلف بإدارة شركة “تاميكو” تحدث لـ”تشرين” عن الرؤية الأولية التي وضعت لاستعادة الشركة “الأم” مكانتها التصنيعية والإنتاجية، إلى سوق الإنتاج مؤكداً وضع مخطط جديد لجغرافية الشركة يحمل تقسيمات مهمة يحدد من خلالها المساحة التصنيعية لكل معمل تحتويه هذه الجغرافية..

وأوضح حربا أنه تم رسم خريطة جديدة تتناسب مع توجهات الوزارة الجديدة، والقاضية باستثمار المساحة، والبنية التحتية والخدمية، إضافة إلى إعادة تأهيل الأعمال الإنشائية، بحيث تتم إقامة تجمع صناعي كبير ببعديه الصحي والاقتصادي، وهذا التجمع يضم “ستة معامل” منها معمل الأدوية السرطانية بمساحة 1750 متراً مربعاً، ومعمل السيفالوسبورينات على مساحة 2000 متر مربع، ومعمل أغذية الأطفال أيضاً بمساحة 2000 متر مربع، ومعمل البنسالينات على مساحة 1750 متراً مربعاً، ومعمل تعبئة الحليب بمساحة 2150 متراً مربعاً، ومعمل الأدوية العامة يقام على مساحة 2000 متر مربع، إضافة الى تجمعات أخرى تضم المخابر والخدمات الأخرى كالصيانة والمطعم والمستودعات والحدائق، وروضة أطفال وخزان مياه ومؤسسة استهلاكية للعاملين، وغير ذلك من خدمات تتعلق بالبنية التحتية والخدمية للشركة الجديدة والتي تمتد على جغرافية تصل لحوالي 28 ألف متر مربع، من أرض الشركة الأم وبالتالي يمكن زيادة الكتل العمرانية وفقاً للحاجة الفعلية لهذه المعامل..

حربا: قدرت التكلفة الأولية للأعمال الإنشائية والأبنية وسور الشركة بحوالي 5.9 ملايين دولار

وأضاف حربا أن حسابات التكلفة الفعلية لإعادة التأهيل تمت وفقاً للأسعار الرائجة في السوق المحلية، حيث قدرت التكلفة الأولية للأعمال الإنشائية، والأبنية وسور الشركة بحوالي 5.9 ملايين دولار، على أن يتم تقدير التكلفة الاجمالية للمعامل المذكورة في وقتها، أي بعد الانتهاء من المرحلة الأولى وهي مرحلة البناء والإنشاء وتنفيذ الخدمات الأساسية..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار