البيئة تؤكد الضرر والبلدية تنفيه!! أضرار بيئية وصحية ناجمة عن مداجن وحظائر في قرية صايا بريف طرطوس
طرطوس – نورما الشيباني:
اشتكى المواطن ر – ج من سكان قرية صايا ريف طرطوس من ضرر كبير لحق به وبأسرته نتيجة وجود مدجنة وحظيرة أبقار قرب سكنه، وأوضح في الشكوى التي قدمها لمكتب الصحيفة بطرطوس راجياً فيها رفع الضرر عنه ورافعاً الصوت عبر صحيفة تشرين علها تجد آذاناً صاغية، بعد أن وجه عدة شكاوى للجهات المعنية بالمحافظة من دون استجابة.
وأضاف إنه يقطن في منزل منظم ومرخص وفق ضابطة البناء في قرية صايا التابعة لبلدية مرقية، و بعد قيام المواطن ع – د ببناء مدجنة لا تبعد عن منزله سوى ٢٢ متراً وحظيرة أبقار تبعد ١٠ أمتار ومساحتها أقل من ٣٠ متراً، مبيناً أنه في كثير من الأوقات يكون ضمن الحظيرة أكثر من بقرتين للتجارة ما أدى لمعاناة كبيرة، مؤكداً أن المشكلة تعتبر عامة لما تلحقه من أذى للبيئة والصحة العامة حيث لا يخفى على أحد ما ينتج عن قرب هكذا منشآت من المنازل سواء من الروائح الكريهة أو الجراثيم والحشرات الضارة لاسيما المسببة للاشمانيا ناهيك بأصوات المولدات التي تقلق الراحة.
وأوضح أنه تقدم بالعديد من الشكاوى منذ عدة سنوات إلى البلدية وفي كل مرة يكون الجواب مراجعة المحافظة حيث يكون الرد عدم وصول الشكوى علماً أن الشكوى لها تاريخ ورقم.
يتساءل المواطن: أليس من حقه العيش في مكان صحي ضمن قريته وقد بات محروماً حتى من فتح نوافذ المنزل أو الجلوس على الشرفة؟! علماً أنه لا يسعى لإلحاق الضرر برزق جاره لكنه يطالب بإيقاف الضرر الذي يلحق به وبعائلته، لاسيما صحياً، وذلك بقمع مخالفة المدجنة والحظيرة ونقلها إلى مكان يحقق شروط الترخيص حسب المحافظة والبيئة ويدفع عنه وعن السكان الضرر.
بدوره رئيس بلدية مرقية وسيم تفاحة الذي أوضح أنه فيما يخص الشكوى المقدمة فإن المنطقة التي تضم المدجنة والحظيرة العائدتين للمواطن ع.د موضوع الشكوى هي منطقة زراعية وأنه تم الكشف عليهما بتاريخ ٨/٩/٢٠٢٤ وتبين أن المدجنة تحوي فروجاً بعمر ٣٠ يوماً والرائحة في الحدود المسموحة والمقبولة، أما الحظيرة فهي تضم بقرتين ووضع النظافة فيها جيد جداً ولا توجد أي مخلفات ضمنها أو خارجها.
وأشار تفاحة إلى أن قرية صايا هي خزان الفروج والبيض في المحافظة وتحوي على أكثر من ١٥٠ مدجنة عدد منها مخالف بسبب التوسع العمراني حيث أصبحت معظم هذه المنشآت داخل التجمعات السكنية بما فيها منشآت المواطن، ع. د الذي يسكن بالقرب من المدجنة والحظيرة، ويهتم بنظافتهما ومهمة البلدية متابعة أي شكوى تردها وإنذار صاحب المخالفة وتوجيه مخالفة له في حال عدم التجاوب، نافياً تلقي البلدية أي شكوى.
من جهته أكد مدير البيئة الدكتور محمد صالح لتشرين أن مديرية البيئة هي جهة رقابة وليست تنفيذية حيث تقوم بمراقبة المنشآت والفعاليات التي لها أثر بيئي ومدى التزام هذه المنشآت بتطبيق المعايير والشروط البيئية والتوجه للسلطات الأعلى حيث تقوم بإعداد التقارير وإرسالها إلى الجهات التنفيذية محافظة ووزارة.
وفيما يخص الشكوى الواردة لفت صالح إلى أن مديرية البيئة قامت بالكشف على المزرعة وإعداد الرد إلى المحافظة رقم ٨٢٣/ ص تاريخ ٢٤/٨/٢٠٢٤ حيث تبين وجود بقرتين أثناء الكشف ضمن غرفة مسقوفة بالتوتياء ولوحظ تجمع الفضلات الصلبة الناتجة عن الأبقار بكميات كبيرة جانب الحظيرة إضافة إلى حفرة لتجميع النواتج السائلة وانتشار روائح كريهة وتم اقتراح مجموعة من الحلول تبدأ بالتوجيه إلى بلدية مرقية لإلزام المواطن ع. د التقيد بقرار المكتب التنفيذي رقم ٣٩٦ الخاص بتربية الأبقار ضمن المنزل والذي تضمن أن تكون مساحة الحظيرة لا تقل عن ٣٠ متراً مربعاً وتأمين تهوية وإنارة كافية، وتنظيف الحظيرة بشكل يومي وترحيل النواتج الصلبة خارج المنطقة السكنية وتصريف النواتج السائلة إلى جورة فنية وألا يزيد عدد الأبقار عن بقرتين وكذلك الإشراف الدوري من قبل الوحدة الإرشادية في المنطقة.
و بين رئيس دائرة الإنتاج الحيواني بمديرية الزراعة بطرطوس المهندس محمد حسن أن المدجنة مرخصة منذ عام ١٩٨٣، وتم ترخيصها بموجب القرارات و الأنظمة في ذلك الوقت وفق القرار (٤١/ت) لعام ١٩٨٣ وفيما يخص شروط الترخيص فهي تتغير مع تغير القوانين بما يخدم الصالح العام والخاص والقرار المعمول به حالياً هو القرار ٩٠/ص لعام ٢٠٢٠ وهذا لا يعني بأن المزارع المرخصة قبل صدور هذا القرار يجب أن تخضع لكافة شروط ترخيص هذا القرار حيث المادة (٨٢) منه اعتبرت كل المزارع المرخصة قبل صدور القرار سارية المفعول وبالتالي فإن شروط الترخيص هذه يجب أن تخضع للمزارع التي ستقام بعد تاريخ صدور هذا القرار.
وأوضح أنه أثناء الكشف بالتعاون مع بلدية مرقية تبين أن العقار لايزال خارج المخطط التنظيمي لقرية صايا وأن المشتكى منه يسكن بجوار مدجنته ويقوم بتربية بقرتين ضمن حظيرة في العقار نفسه ولا أثر للفضلات والروائح ضمنها وهي تربية منزلية ولا يوجد مانع قانوني من ذلك.