البدء بترميم سوق الزرب القريب من قلعة حلب.. مدير الآثار والمتاحف لـ«تشرين»: تنشيط الحركة التجارية والسياحية في المدينة القديمة يتطلب حزمة إجراءات متكاملة
تشرين- رحاب الإبراهيم:
بعد افتتاح الأسواق الأربعة في مدينة حلب القديمة، باشرت الجهات المعنية فوراً بإعادة تأهيل هذه المدينة التاريخية في ترميم سوق الزرب الواقع قرب قلعة حلب، على نحو يسهم في تنشيط الحركة السياحية والتجارية، عند إنجاز عمليات تأهيله في استكمال ترميم كامل المحور المستقيم، من باب انطاكيا إلى باب الزرب، باستثناء سوق العطارين، المتضرر بشكل كبير جداً، فأغلب محاله التجارية أصبحت على الأرض، وهذا يستلزم جهداً ووقتاً طويلاً، إضافة إلى تأمين التمويل اللازم.
مدير الآثار والمتاحف في حلب الدكتور صخر علبي، أكد لـ”تشرين” أن أعمال ترميم سوق الزرب بدأت فعلياً، وسيتبعها فوراً ترميم سوق “العبي” القريب منه، وهذا لا شك أنه سيكون له تأثيره الإيجابي على المدينة القديمة تجارياً وسياحياً، لكون هذين السوقين قريبين من قلعة حلب.
ولفت د.علبي إلى أن تفعيل الحركة التجارية في المدينة القديمة، يستلزم اتخاذ جملة من التسهيلات والمحفزات لأصحاب الفعاليات التجارية، الذين لم يستفيدوا من المرسوم 13 لأسباب عديدة، لذا هناك مطالبات تمتت مناقشتها مع الجهات المعنية، أبرزها المطالبة بتمديد الاستفادة من المزايا والإعفاءات الكثيرة التي قدمها المرسوم.
وبين د.علبي ضرورة عودة الأهالي في المدينة القديمة إلى مساكنهم، بحيث تعود الحياة الاجتماعية إلى سابق عهدها كما أيام ما قبل الحرب، بحيث تمنح هذه العودة الزبائن والتجار شعوراً بالأمان أكثر، علماً أنه قُدمت قروض للأهالي من أجل تحقيق هذه الغاية بعد افتتاح منارة حلب القديمة، لكن لم تتقدم أي عائلة لأخذ قرض حتى الآن.
وأشار د.علبي إلى أن الحكومة قدمت التسهيلات المطلوبة، وخاصة لجهة تأمين الكهرباء، التي يطالب أيضاً بتعديل وقت وصلها بغية فتح أبواب المحال التجارية إلى فترة أطول مساءً، إضافة خدمات الإنترنت وغيرها.
ولفت مدير الآثار والمتاحف بحلب إلى ضرورة معالجة مشكلة المواقف المأجورة “صفة”، كنوع من التسهيلات، فمن غير المعقول أن تعمل كل الجهات من أجل تشجيع التجار على إعادة فتح أبواب محالهم التجارية، لتأتي هذه الشركة وتعطل هذا الهدف، علماً أن محافظة حلب والجهات المعنية الأخرى اتخذت قراراً بإلغاء عمل هذه الشركة جزئياً على محور السبع بحرات القريب من الجامع الأموي.
وعند سؤاله حول مطالبات بعض التجار بتسريع استكمال ترميم الجامع الأموي، لكونه يسهم بشكل كبير في زيادة النشاط التجاري، أكد د.علبي المسؤول عن عمليات ترميمه أن إعادة تأهيل الجامع الأموي تسير بشكل جيد، والمئذنة أصبحت جاهزة تقريباً، وبالتالي الانتهاء من عمليات ترميمه وفتحه أمام المصلين أصبح قريباً، وخاصة في ظل الاهتمام الكبير من الجهات العليا بالجامع الأموي في حلب، نظراً لما يشكل من قيمة تاريخية ودينية.
وشدد علبي في ختام حديثه أن تنشيط العملية الاقتصادية والاجتماعية والسياحية بمدينة حلب القديمة يجب أن تكون عملية متكاملة، تأخذ بالحسبان كل الخطوات والإجراءات اللازمة لتحقيق هذا الهدف، الذي تسعى إليه جميع الجهات لضمان عودتها إلى مركزها ودورها الهام.
ت-صهيب عمراية