موسم قطاف الزيتون في طرطوس على الأبواب إجراءات استباقية يجب اتخاذها حفاظاً على مواردنا المائية من التلوث بمياه الجفت
تشرين – رفاه نيوف:
بدأ مزارعو الزيتون في محافظة طرطوس التحضير لقطاف محصولهم لهذا الموسم، وقد يتباين موعد القطاف بين منطقة وأخرى، فمنها من تبدأ مع نهاية شهر أيلول وبداية تشرين الثاني، وتحديداً منطقة بانياس، ومنها تتأخر في القطاف حتى كانون الأول مثل منطقة صافيتا.
ونحن على مشارف موسم القطاف وما تسببه معاصر الزيتون من تلوث للمياه الجوفية، لا بد أن تبدأ الجهات المعنية بالمحافظة باتخاذ إجراءاتها، لمنع وصول التلوث إلى المياه الجوفية والسطحية وآبار مياه الشرب.
وفي هذا الصدد، بيّن مدير الموارد المائية في طرطوس المهندس محمد علي محرز عدم وجود محطات معالجة لمخلفات معاصر الزيتون ذات جدوى اقتصادية، و للتخلص من مياه الجفت بطريقة تمنع وصولها لمياهنا الجوفية اعتمدت طريقة وهي رشها على مساحات واسعة من الأراضي الحراجية أو الأراضي الزراعية المزروعة بالأشجار المثمرة مثل الزيتون، ولكن بنسب مدروسة، لأن قليلها سماد، و كثيرها سمّ.
ولفت محرز إلى أن موسم الزيتون مبشر هذا العام، من هنا لا بد من اتخاذ إجراءات استباقية قبل بدء موسم العصر لحماية مياهنا الجوفية من تلوثها بمياه الجفت، وذلك بتكاتف جميع الجهات المعنية بالمحافظة لحماية مصادرنا المائية السطحية و الجوفية وآبار مياه الشرب ومن الإجراءات الواجب اتخاذها: إجراء جولات إلى معاصر الزيتون من قبل اللجان المشكلة لهذا الغرض والتأكد من وجود خزانات كتيمة لجمع مياه الجفت قبل ترحيلها، والاطلاع على المواقع التي يمكن للمعاصر رش مياه الجفت ضمنها (الأراضي الحراجية أو أراضي الزيتون) وتقدير الكميات التي يمكن التخلص منها من خلال الرش، وتحديد مواقع خارج الأحواض المغذية للمياه الجوفية المستخدمة لأغراض الشرب لرش الفائض من مياه الجفت ضمنها، ويجب التأكيد على عدم رش مياه الجفت في موقع واحد، وإنما رشها ضمن أكبر مساحة ممكنة لتخفيف قدر المستطاع من وصولها للمياه الجوفية.
وأضاف محرز: يفضل تحديد مواقع قريبة من البحر كمجمعات لمخلفات معاصر الزيتون، والتأكيد وبشدة على عدم رمي مياه الجفت ضمن شبكة الصرف الصحي، لأن ذلك يخالف المواصفات القاسية السورية ٢٥٨٠ / ٢٠٠٢ وخصوصاً بمؤشر “الكود” حيث تشير المواصفة إلى أن المياه المسموح برميها ضمن شبكة الصرف الصحي يجب ألا تتجاوز ١٦٠٠ ملغ / ليتر، بينما مياه الجفت تحوي ٧٥ ملغ /ليتر.
وضرورة التأكيد على عدم رمي مياه الجفت أيضاً ضمن الآبار أو التشققات الصخرية، لأن ذلك يسرع بوصولها إلى المياه الجوفية.