من ينتشلها؟
دمشق – معين الكفيري:
لا أحد يستطيع أن ينكر أننا ابتلينا بواقع رياضي صعب ومرير نضحك على أنفسنا وعلى الآخرين بالتأملات كثيراً، ولكن الحصيلة تكون كما كانت لا شيء يتغير، حتى بتنا نخجل من محاولات زرع الأمل والتفاؤل في أنفسنا وفي نفوس الآخرين، وكذلك نخجل عن أي حديث عن كرة السلة السورية لأنه لا أحد يسمع أو يقرأ أو يهتم بمشاعرنا.
لنعترف بكل صراحة أن فوزاً ما لمنتخب أو لنادٍ في دورة ودية أو بطولة رسمية نضحك على أنفسنا ونحن نشد على أيدي من فاز، ولكن للحقيقة نحن نساهم بشكل أو بآخر بالإبقاء على تأخر وتخلف رياضتنا وإن كان محور الاهتمام والحدث هو اللعبة الشعبية الثانية.
غير ثوبها
منذ أكثر من خمسة عشر عاماً على دخول الاحتراف والسلة السورية تعاني الأمرّين من سيئ إلى أسوأ ولم ينفعها شيء وهذا يدفعنا للقول إن خياط ثوب الاحتراف لسلتنا لم يكن معلماً بل أجبرها على ارتداء ثوب غير ثوبها، وما زالت تسير بخطوات غير واضحة، وإذا كان انتقال اللاعب المحلي إلى العيش في بحبوحة مادية هو أهم وأبرز إيجابيات هذا الاحتراف إلا أن المردود المتوقع منه على الصعيد الفني لم يتحقق، ودليل ذلك أن المنتخبات التي كنا نفوز عليها قبل عشرين عاماً بفوارق كبيرة من النقاط في عقر دارها باتت اليوم تتفوق علينا بسهولة على أرضنا وبين جمهورنا، فالمستوى الفني بقي كما هو، فبدلاً من أن يكون الاحتراف بمثابة طوق النجاة للسلة السورية بات اليوم يشكل العقدة في ظل المفهوم الخاطئ لاحترافنا الذي كبل سلتنا وأرجعها إلى الوراء كثيراً، لكن ثمة أسئلة لم نجد لها الأجوبة الشافية والوافية، وهي هل بمقدور السلة السورية التطور في ظل وجود صالة رياضية واحدة في العاصمة دمشق تلعب وتتدرب عليها جميع أندية دمشق وريفها بكافة فئاتها العمرية والمنتخبات الوطنية ؟
وكيف لسلتنا أن تتطور في غياب عدم التفرغ الإداري للأندية وأعضاء اتحاد اللعبة وخاصة من الناحية التنظيمية؟
الجميع يدرك جيدا أن اتحاد اللعبة الشعبية الثانية هو المسؤول عن تطوير سلتنا ولكن تبقى مشكلته الأساسية في عدم التفرغ كونه يعمل بدافع الهواية ولايملك الخبرة
لتطوير اللعبة ومواكبة عالم الاحتراف والسؤال الذي يطرح نفسه الآن كيف يتم قبول هؤلاء الأعضاء الهواة في زمن الاحتراف ؟
هذا مايدفعهم إلى اللهاث والتربص من أجل تأمين أذونات السفر والمهمات وترؤس البعثات ليس أكثر، ولكن إذا أردنا بناء سلة حديثة ومتطورة فلهذا الأمر شروط يجب توافرها، وأولها لابد من التغيير ولدينا فرصة كبيرة للنهوض من الغفوة فليكن التغيير شاملا بضخ دماء جديدة وفكر جديد لتبني جيل قادر على البناء والتطوير والعطاء .