«التربية» تعيد المدرّسين إلى مقاعد الدراسة والتعلّم.. برامج احترافية لتدريب الكوادر التدريسية العاملة والجديدة

تشرين – إلهام عثمان:

كشف مدير التعليم في وزارة التربية راغب الجدي، عن البرامج الجديدة في تدريب الكوادر التدريسية العاملة والجديدة، وعن الاتجاهات ضمن هذه البرامج، مبيناً أنه بالنسبة للمدرسين ضمن خطة وزارة التربية والتنمية المهنية المستمرة، التوجه اليوم نحو رؤية جديدة، وعلى المستوى الميداني في الجمهورية العربية السورية بالكامل، بالعمل على تدريب المدرسين والموجهين الاختصاصيين حول المواد المؤتمتة وكيفية بناء الاختبارات المؤتمتة، مبتدئين “بصفوف الثالث الثانوي”.

الجدي: الامتحان النهائي لهذا العام بفرعيه العلمي والأدبي وفق نظام الأتمتة ما عدا اللغات والتربية الدينية

والهدف من تدريب الكوادر التدريسية حسب ما بين الجدي خلال حديثه لـ”تشرين”، أن يكون الامتحان النهائي للثالث الثانوي لهذا العام، بفرعيه العلمي والأدبي وفق نظام الأتمتة وليس وفق نظام المقال، عدا (اللغة العربية والفرنسية والروسية والتربية الدينية) فهي غير مؤتمتة، إضافة لتدريب المدرسين على كيفية بناء الاختبارات، و توجيههم نحو دفع الطالب للتفكير بطرائق مختلفة للوصول للحل وبكل الاحتمالات، على أن يكون تفكير الطالب شمولياً و واضح المعالم، ما يؤدي في النهاية للنتيجة، فالإجابة واحدة، لكن.. الهدف هو تحريض الطالب على التفكير بعدد من الخيارات، وطرق الوصول للنتيجة وأسهلها وفق رأيه، اهتمام المدرسين بهذا الاتجاه، فالبرنامج التدريبي هو على مستوى مدرسي الثالث الثانوي بفرعيه، لافتاً إلى أن فئة المتدربين هي فئة جداً “محدودة”.

متابعة
وعن متابعة تنفيذ هذه البرامج على أرض الواقع؟ وهل يلتزم المتدربون بالتدريب؟ أكد الجدي أنه بشكل عام، وبالمتابعة لا يوجد غياب بالنسبة للمدرسين، لاسيما أن الإشراف المباشر عليهم، من قبل وزارة التربية والجهات المعنية ومركز قياس التقويم ومديرية التخطيط، والتي بدورها تقوم بعملية التنظيم، بالإضافة لمديرية التأهيل والتدريب التربوي والتي تقوم بتنظيم وتجهيز المراكز واستقبال المتدربين وتأمين التجهيزات بالكامل، حتى تنجح الدورات التعليمية، مشيراً إلى أنه ستكون هناك خطة وطنية كبيرة جداً لتدريب المعلمين، وأن الدورات جميع المتدربين ملتزمون بها، لكن سابقاً كانت الدورات المتبعة هي دورات “مستمرة ” مثل الدورة التربوية، ودورات التعليم النشط، وتطوير المناهج، منوهاً بأنه في حال ظهور أي متطلب جديد و بناءً عليه، تقام الدورات التدريبية وعلى نطاق واسع يشمل جميع المحافظات وليس بشكل مركزي ولأكبر شريحة ممكنة من المتدربين، إلا أن التدريب لا يتم دفعة واحدة، وإنما عن طريق برنامج واضح وخطة محددة، مفادها توزيع المتدربين لفئات وجداول، فمثلاً برنامج تثبيت الوكلاء والذي امتد على مدار ستة أشهر، ولم تكن دورة مستمرة وإنما متفرقة وهذا كله جزء من الخطة الوطنية، فعملية التلاقي بين المتدربين والمدرب هي عملية مهمة في تبادل الخبرات فيما بينهم، لافتاً إلى أهمية وضرورة الخبرات المتناقلة في العملية التربوية.

الجدي: ستكون هناك خطة وطنية كبيرة جداً لتدريب المعلمين

شكاوى
وعن مدى صحة ما يتم تداوله على شبكات التواصل، حول عدم التزام بعض المدرسين بالالتحاق بعملهم، وما هي الإجراءات المتخذة بحقهم في حال تغيبهم؟ يقول الجدي: نحن كوزارة لم تردنا أي شكوى تتعلق بعدم التزام أحد، وإن كل مدرس داخل الملاك والمثبت ضمن وظيفة الدولة سواء كان عقوداً أم تثبيتاً أم وكلاء، هو بالنتيجة ملتزم بعمله ولديه نصاب تدريسي وفق المرسوم رقم291 ، أما إذا كان المقصود الشواغر الصفية لبعض الاختصاصات في مناطق محددة، هنا واجب المشرف التربوي أو الاختصاصي بالإضافة لمديرية التربية، بأن يضعوا الخطة بشكل واضح، وفي حال وجدت بعض من حالات التغيب لأحد المدرسين من داخل الملاك، يجب أن يكون مبرراً بشكل رسمي، فالنظام الأساسي للعاملين في الدولة ينص على أنه: في حال غياب المدرس أو العامل ولمدة 15 يوماً بلا إجازة رسمية سواء إدارية أم صحية أم غيرها يعتبر بحكم المستقيل.

خطوات علاجية سابقة
هذا وقد أكد الجدي قائلاً: نحن، كوزارة، مدركون النقص في بعض الاختصاصات، لذا قمنا سابقاً بإجراء بعض الخطوات العلاجية في كل من مدينتي حمص وتدمر، بسبب عدم توفر كادر تدريسي لبعد المسافة، كما ووضعنا منصة تربوية ضمن المجمع التربوي، بهدف تقديم خدمات تربوية للصف الثالث الثانوي بفرعيه العلمي والأدبي، وكذلك تأمين مدرسين لهم عن طريق المنصات التربوية في الوزارة، حيث حققت نتائج رائعة ومهمة للطلاب، كما تأمل الجدي.. من مديريات التربية عند عمل إحصائيات وتبين وجود نقص أو خلل في إحدى المناطق، سواء في المدرسين ضمن الملاك أو المتقدمين لنظام الساعات أو الوكلاء أن تقوم المديريات بإعلام وزارة التربية حتى تقوم بوضع خطة علاجية وفق الظروف الراهنة، وفي كل منطقة على حدة، مضيفاً: نهيب بزملائنا العاملين في مديريات التربية أن يعملوا على التحضير والتجهيز للعام الدراسي، و أن المسؤول الأول عن الملاكات الصفية هو ( الموجه التربوي الاختصاصي) فهو عصب العملية التربوية في إدارتها وتأمين الكادر التدريسي وتوزيع المدرسين على المدارس، وبالتالي إذا وجد خلل ما في أي جانب من جوانب العمل الأدائي أو الإداري أو الفني بالنسبة للموجه التربوي الاختصاصي، فذلك سينعكس على وزارة التربية بشكل سلبي، لذا نأمل أن يكون هناك تضافر في الجهود مع جميع الموجهين التربويين والإدارات في مديريات التربية مع الوزارة، حتى تقوم الوزارة بعملية علاج كاملة ووضع خطة تطويرية بكامل العملية التربوية.

وضع منصة تربوية ضمن المجمع التربوي بهدف تقديم خدمات تربوية للصف الثالث الثانوي بفرعيه العلمي والأدبي وتم تأمين مدرسين لهم عن طريق المنصات التربوية في الوزارة

وهنا نوه الجدي بأنه على الرغم من أن برنامج الوزارة هو تدريب المعلمين على برنامج الامتحانات المؤتمتة، لكن هذا ليس نهاية البرامج التدريبية، فكل مستجد سيطرأ، ستقوم الوزارة بإعداد برامج تدريبية جديدة للمدرسين، وبالتالي، هي عملية مستمرة يطلق عليها التنمية المهنية المستمرة ضمن برنامج التنمية البشرية التي تعمل عليها وزارة التربية.

ستقوم “التربية” بإعداد برامج تدريبية جديدة للمدرسين وبالتالي هي عملية مستمرة يطلق عليها التنمية المهنية المستمرة ضمن برنامج التنمية البشرية

علاج لاحق
وختم الجدي بأن وزارة التربية هي وزارة مجتمعية تعنى بأهمية ودور المجتمع ككل، ونظراً لأهمية العملية التربوية والتعليم العام، ونحن كمسؤولين نستوعب كل شكوى ترد من الأهالي لوزارة التربية وتؤخذ بجدية كاملة لتفادي أي تقصير وفي أي جانب، ومن هنا.. يجب على الأهالي لفت الانتباه إلى النقص والتقصير، بهدف معالجة شكواهم ضمن الإمكانيات المتاحة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار