تعويض الفاقد التعليمي لعدد من تلاميذ التعليم الأساسي في الحسكة
تشرين – خليل اقطيني:
اختتم متطوعو فرع الهلال الأحمر العربي السوري في الحسكة دورات تعليمية لعدد من تلاميذ مرحلة التعليم الأساسي.
وذكر رئيس مجلس إدارة الفرع علي منصور أن الدورات التعليمية أقيمت بهدف تعويض الفاقد التعليمي للتلاميذ، واستفاد منها 200 تلميذ وتلميذة في تجمّع مدرسة العذراء في حي المطار بمدينة الحسكة.
مبيناً أن الدورات التي أقيمت بدعم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، تضمنت دروس تقوية بمواد الرياضيات والعربي واللغة الإنكليزية والفنون، واستمرت لمدة شهرين خلال العطلة الصيفية، كما تضمنت اختتام فعاليات النادي الصيفي المرافق لتلك الدورات بمعرض أشغال يدوية للأطفال المشاركين.
وأوضح منصور أن الدورات التعليمية التي أقيمت لتعويض الفاقد التعليمي للتلاميذ، تكتسب أهمية كبيرة، وخاصة بعد سنوات من عدم انتظام العملية التعليمية في محافظة الحسكة، بسبب وجود الاحتلالين الأميركي والتركي والمجموعات المرتبطة بهما، ما أدى إلى الاستيلاء على الأغلبية العظمى من المدارس في المحافظة، وفرض مناهج مغايرة لمنهاج وزارة التربية في الجمهورية العربية السورية الأمر الذي أدى إلى عدم التحاق عدد كبير من التلاميذ والطلاب بمدارسهم، بالإضافة إلى عدم انتظام التعليم، ولهذا أخذت خطة التعليم الاستدراكي أو التعافي من الفاقد التعليمي التي أعدتها منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، بالحسبان التنوع في برامج تعافٍ تناسب كلّ فئة من التلاميذ، باستخدام أدوات القياس التي تسمح بتحديد مقدار الفاقد التعليمي ونوعيته، وخلق أنماط تعلّم بديلة تتواءم مع الوضع المستجد، وإحلالها والتوظيف الفعّال لجميع الوسائل التكنولوجية، مثل التعليم الإلكتروني والتعلّم عن بُعْد بوصفه خياراً استراتيجياً للتغلّب على صعوبات هذه المرحلة، والتواصل بطرق ملائمة مع الطلبة الذين يعانون من الآثار السلبيّة للفاقد التعليمي وتداعياته، خصوصاً ذوي الإعاقة وطلبة المناطق النائية.
مضيفاً: إن الفاقد التعليمـي يتمثل بالفجوة بـين مـا خُطِّط له (المنهاج المقصود)، معارف ومهارات واتجاهات، ومــا اكتــسبه التلاميذ والطلاب فعليــاً (المنهاج المكتسب).
وأكد منصور أن أسباب الفاقد التعليمي (المعرفي، والاجتماعي، والعاطفي) تتمثل بإغلاق المدارس كلياً أو جزئياً لفترات متفاوتة، وعدم وصول التلاميذ والطلبة إلى التعليم بصورته الطبيعية، وأمثلة ذلك: انتهاك قوات الاحتلالين الأميركي والتركي ومرتزقتهما حقّ التلاميذ والطلبة في التعليم، والمتمثل بمنع التلاميذ والطلبة والمعلمين من الوصول إلى مدارسهم، أو تأخيرهم بفعل الحواجز المنتشرة في مختلف مناطق المحافظة، أو الاستيلاء المتعمّد على المدارس، وتدمير البنية التحتية لها، والعبث في البيئة التعليمية المناسبة لذلك، منتهكين الأعراف والقوانين الدولية، وخاصة العهدين الدوليين للحقوق المدنية والسياسية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، اللتين وضحتا توضيحاً جلياً أنّ للآباء، على سبيل الأولوية، حقّ اختيار نوع التعليم الذي يُعطى لأولادهم، وحقّ كلّ فرد في التربية والتعليم، ووجوب توجيه التربية والتعليم إلى الإنماء الكامل للشخصية الإنسانية، والإحساس بكرامتها، وتوطيد احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وتجريم قوات الاحتلالين الأميركي والتركي على أعمالَ الاعتداء، أو المساس، أو غيرها من مظاهر الانتهاك التي قد تطول مؤسسات التربية والتعليم، وملاحقة مَنْ أقدم على مثل هذه الأعمال، أو خطّط لها، أو أمر بتنفيذها، ومساءلته.
مشدداً على أن أبرز مظاهر الفاقد التعليمي ومؤشراته في المجال المعرفي، تتمثل بزيادة نسبة التسرّب المدرسي لأسباب مرتبطة بالأداء المعرفي، وتدنّي تحصيل التلاميذ والطلبة في الاختبارات المدرسية، وتراجع أدائهم في المهارات الرئيسة للمواد المختلفة في الصفوف كافّة، وتراجع تحصيل التلاميذ والطلبة في مهارات التفكير العليا، والتركيز على المعرفة السطحية، وتراجع الدافعية للتعلّم، والاستمرار فيه. إضافة إلى اتساع فجوة الفوارق الفردية بين الطلبة والتلاميذ، والتعثّر في التعليم، والتأخير الدراسي، وارتفاع نسبة الذين لا يجيدون القراءة والكتابة.