العلاج بالإبر الباردة.. أمل جديد لمرضى تلف الأعصاب
تشرين:
يعاني مرضى تلف الأعصاب من ألم مستمر قد يمتد سنوات أو حتى مدى الحياة، إلا أن اكتشافاً علمياً جديداً قد يضع حداً لهذه المعاناة.
فقد أفاد فريق من العلماء مؤخراً بأن تعريض الأعصاب التالفة لإبرة باردة يمكن أن يتسبب بتجديدها، ما يقلل الألم بشكل كبير.
ويُطلق على التقنية المبتكرة، التي يمكن أن يقوم بها اختصاصي الأشعة التداخلية، اسم «تحلل العصب التدخلي بالتبريد»، حسبما نشره موقع «New Atlas» نقلاً عن the Society of Interventional Radiology.
وقال الفريق: يتم هذا الإجراء من خلال تجميد إبرة بعد غرسها تحت جلد المريض، ثم يجري تحريكها وتوجيهها باستخدام تقنية التصوير المقطعي المحوسب لتلامس العصب التالف، ويسفر الإجراء في البداية عن تدهور العصب وفقدان وظائفه، لكنه يتجدد كعصب صحي جديد لاحقاً.
بدوره، قال البروفيسور ديفيد برولوغو أستاذ وباحث في جامعة إيموري في أتلانتا بجورجيا الأميركية: إن هناك خمس درجات من إصابات الأعصاب الطرفية التي صنفت من جراح أعصاب مشهور يدعى سندرلاند.
واختبر البروفيسور وزملاؤه العلاج على ثمانية مرضى يعانون من آلام عصبية مزمنة، وكان متوسط الوقت المنقضي منذ حدوث الإصابة المدمرة للأعصاب حوالي 9 سنوات.
من جانبهم، أفاد الباحثون بأن جميع المرضى المشاركين في الاختبار لم يتعرضوا لأي آثار جانبية، وتماثلوا للشفاء واستعادوا جميعاً القدرة على الاستخدام الكامل للطرف المصاب بمرور الوقت.
وأضافوا: النتائج تؤكد أن العصب التالف يمكن أن يتجدد بنجاح، علاوة على أن ستة من أصل ثمانية مشاركين أفادوا بحدوث انخفاض كبير بالألم.
ويعتزم الباحثون تقديم ورقتهم البحثية في وقت لاحق من الشهر الجاري إلى الاجتماع العلمي السنوي لجمعية الأشعة التدخلية في بوسطن، على الرغم من أنه ما زال يتعين إجراء المزيد من الأبحاث.
ولكن من المأمول أن تقدم عملية تحلل العصب بالتبريد التدخلي في نهاية المطاف حلاً بديلاً للعلاج بالأدوية المسكنة، سواء عندما تتضرر الأعصاب بسبب الصدمة، أو عند علاج الحالات المزمنة مثل الألم العصبي لمتلازمة «نفق ألكوك»، التي تصيب الرجال في منطقة الحوض والذين يعانون من الألم أثناء الجلوس، كما يعانون من سلس في البول أو البراز.