«ملف تشرين».. اختصار رشيق لمسافات استدراك التنمية.. النقل السككي حامل اقتصادي لم نحسن استثماره

طرطوس – رفاه نيوف :
تتوجه الأنظار اليوم إلى النقل بالسكك الحديدية وضرورة تطويره وتحديثه بما يتلاءم مع الاحتياجات الحالية والمتصاعدة في ظل أزمة النقل البري الخانقة، وارتفاع أجور النقل، فلم يعد باستطاعة الكثير من المواطنين دفع تكاليف السفر المرتفعة بين المحافظات، وخاصة طلاب الجامعات.
ويعدّ النقل بالسكك الحديدية شريان الحياة بين المحافظات وضمن مناطق المحافظة الواحدة، لما له من أهمية كبيرة في تأمين حركة المسافرين والبضائع بأمان وبأقل التكاليف، وفي دول العالم المتقدم يتربع النقل السككي في المقدمة قياساً بوسائل النقل الأخرى.

د. عبود: لا بد من وضع إستراتيجية خاصة لتطوير النقل بالسكك الحديدية

“تشرين” تواصلت مع مدير المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية الدكتور مضر الأعرج الذي أكد أن لدى المؤسسة مشروع متكامل ولا توجد خطة منفصلة تخصّ محافظة طرطوس.

بدوره، أكد الدكتور ذو الفقار عبود أستاذ الاقتصاد والعلاقات الدولية في جامعة طرطوس أن هناك مزايا كبيرة لاستخدام نظام النقل بالسكك الحديدية، منها سرعة النقل وأمانه وانخفاض التكاليف الاقتصادية. ومن المطلوب وضع هيكل للتعرفة في نظام النقل بالسكك الحديدية، تراعي طبيعة المواد والسلع المنقولة على اختلاف أنواعها، إن كانت نقل ركاب أم مشتقات نفطية أم سلعاً غذائية أم حبوباً وزيوتاً وغير ذلك، ودراسة واقع شبكة الخطوط الحديدية في سورية وتحديد متطلبات الصيانة ومشروعات التوسعة الجديدة المقترحة، لتشمل كافة المحافظات السورية من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، ومعرفة التحديات التي تواجه تطوير نظام النقل بالسكك الحديدية، حيث يمكن أن يواجه تحديات، تتمثل في ارتفاع أسعار المشتقات النفطية أو عدم جدوى الاستثمار، وتقادم الأنظمة واللوائح والتشريعات في سورية، ما أسهم في تقييد الخطوات التطويرية، وندرة الكوادر المؤهلة في أنظمة النقل بالسكك الحديدية.
وللتغلب على هذه التحديات لفت د. عبود إلى أن على الحكومة وضع استراتيجية خاصة بتطوير النقل بالسكك الحديدية، تقوم على إنشاء جهاز لتشغيل السكك الحديدية بإدارة أو هيئة خاصة مستقلة عن وزارة النقل، تختص بالتشغيل والإدارة والصيانة، وتطوير الخطوط القديمة وصيانتها وتوسعتها وتحديثها بأحدث ما توصلت إليه الأنظمة العالمية الحديثة في الإنشاءات والتطوير. ومن المقترحات أيضاً الفصل ما بين الإدارة الاقتصادية للسكك الحديدية وإدارة النقل والتسيير.
وأشار د.عبود إلى أن كل دول العالم المتقدمة تعتمد على السكك الحديدية بالمقام الأول في نقل البضائع والركاب، فهو قطاع اقتصادي هام جداً ينبغي المحافظة عليه وتحديثه باستمرار، لأن له دوراً كبيراً في تحقيق التنمية المستدامة.
من جانبه، أكد عبد الرحمن تيشوري استشاري تطوير و  تدريب أن النقل بجميع أنماطه، ومنه النقل بالسكك الحديدية هو الجسر الاقتصادي والمحرك الأساسي لأي اقتصاد، وبمقدار دوران عجلة النقل يتحدد النشاط الاقتصادي.

تيشوري: النقل هو الجسر الاقتصادي والمحرك الأساسي لأي اقتصاد

والمهمة الأساسية لقطاع النقل تأمين نقل البضائع والركاب والربط بين مراكز الإنتاج و الاستهلاك، حركة العبور من المرافئ لأماكن الإنتاج والتسويق، إضافة لنقل الركاب بشكل آمن وغير مكلف وبالتالي دعم الاقتصاد الوطني.
وأضاف تيشوري: لابد من وجود مبادرة لتطوير النقل السككي من خلال توسيع محاوره وربطه مع بلاد الوطن العربي بالتعاون مع الاتحاد العربي للسكك الحديدية، وهو أحد منظمات الجامعة العربية.وضرورة إعادة تأهيل  كافة الخطوط الحديدية السورية التي تعرضت للتخريب من قبل الإرهاب، واستكمال المحاور من أقصى البلاد لأقصاها، ومنها ربط الساحل بالداخل سككياً وربط دمشق بحلب وربط المرافئ بمنطقة حسياء الصناعية، وصولاً لتشغيل قطارات سريعة متطورة، تسهم في رفد الاقتصاد وتطويره.

أقرأ أيضاً:

 

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار