«ملف تشرين».. قطار النزهة.. الماضي الجميل «يا فرحة ما تمت».. ضعف الاعتمادات يأتي على معدات يكفيها «فرنكات» للصيانة.. ذرائع تحت الطلب دوماً..؟!

تشرين – منال الشرع:
لطالما حظيت رحلات قطار النزهة بشعبية واسعة بين سكان دمشق وريفها بمختلف طبقاتهم الاجتماعية  وشغل حيزاً من ذاكرة الناس.
هذا القطار الشهير الذي كان ينطلق من محطة الحجاز وينشط في أيام الإجازات والنزهات، توقف عن رحلته المعتادة ولم يبق منه إلا الذكريات.
ويستذكر بعض الناس ذكرياتهم مع قطار النزهة التي لا تزال عالقة في أذهان معظمهم، ذكريات و رحلات وأوقات قضوها في رحلات القطار، ويتساءلون الآن عن أسباب توقفه وعدم الاستمرار بعمله.

فرحة لم تتم

أبو محمد يروي ذكرياته عن قطار النزهة مستهلاً بعبارة: (سقى الله أيام زمان) وصوت صفارة القطار ولحظة مروره، كنا  نذهب كل  يوم جمعة “سيران”  بالقطار  إلى سرغايا والزبداني والفيجة، فرحلات القطار تعني لنا الكثير، معتبراً إياها أياماً جميلة يتوق إليها، فهو تراث بالنسبة للكثيرين و حينما تم  تشغيله في الأول من أيار  عام ٢٠١٥، أنعش ذاكراتهم بالأيام  الجميلة إلا أن الفرحة لم تكتمل.
فقد كانت وجهته سابقاً تبدأ من محطة الحجاز ويعبر الغوطة الغربية أمام المتنزهات والمطاعم ليمر  بجانب نهر بردى وصولاً إلى الزبداني والفيجة وسرغايا والحدود اللبنانية.

أيام جميلة

وتروي السيدة ثريا:  ما إن كان يمر قطار النزهة في منطقة حتى يتوقف الكبار والصغار ويطل أصحاب المحال والمنازل من شرفاتهم ليشاهدوه ويتحول المكان الذي يمر فيه إلى مكان للبهجة يضج بالحياة.

زارعاً الفرح في قلوب راكبيه ورغبة لدى المتفرجين في الركوب فيه أيضاً.
وتحنّ  ثريا لأيامه التي لا تزال حاضرة في مخيلتها وصوت صافرته، وللمطاعم والمصاطب الشعبية على ضفاف مجريي نبع الفيجة والخضرا.
وتمنت أن يعيش أبناء هذا الجيل ما لم يتسنّ لهم أن يعيشوه، وأن يعرفوا قيمة القطار المعنوية لدى الكثير من الناس الذين عاصروا وشهدوا تلك الأيام الجميلة.

القطارات عمرها  ٥٠ عاماً

عن أسباب توقف خط قطار النزهة، يبين  المدير العام للمؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي ممدوح العلان  لـ”تشرين” أن القطار لم يتوقف  بشكل نهائي، إذ بين فترة وأخرى يتم تشغيله، كل شهرين، للحفاظ على القاطرة وعلى مسار السكة والحرم.  إنما فنياً فهو غير جاهز لنقل الركاب، فالمركبات قديمة متهالكة والخط طويل، يصل إلى سرغايا وبحاجة لإعادة تأهيل خط عين الفيجة والحدود اللبنانية السورية، بسبب التعديات عليه خلال فترة الحرب، وهذا  يحتاج مبالغ مالية ولا يوجد اعتمادات  كبيرة. فالقطارات عمرها ٥٠ عاماً، وهناك حاجة إلى قطارات جديدة. لافتاً إلى القيام بشكل مستمر بالكشف عليه وصيانته حفاظاً  على الجهوزية الفنية ورمزيته.

العلان : نعمل على تشغيله بين الحين والآخر حفاظاً على مسار السكة

لكن الغريب أن تبقى العربات الخشبية المهتلكة ماثلة أمام أعين المعنيين في المؤسسة والوزارة – وزارة النقل – بعنوان ذات الذريعة ” لاتوجد اعتمادات” على الرغم من أن ماتتطلبه عبارة عن “فرنكات” ..ونقولها مجازياً، فما يتطلبه الأمر بضع عبوات من الدهان لكل عربة، وورشة نجارة لدى المؤسسة المزيد من هذه الورش، وجهود بسيطة للإبقاء على هذه العربات التراثية..غريب بالفعل إن نبقى نتذرع بالأزمة ونقص التمويل..!!
مالذي تفعله كوادر مؤسسة باتت ريعية تكتفي بجمع إيجارات عقاراتها المؤجرة..؟؟
هل هذا هو دورها؟
نقترح أن يطلع القائمون على المؤسسة على تجربة “الخط الحديدي الحجازي الأردني”..وسيوفرون علينا الكثير من الشرح والتفصيل ..وكذلك التساؤلات النابعة من وحي الدهشة.

أقرأ أيضاً:

«ملف تشرين».. القطارات لا تزال تفرض نفسها عالمياً و إقليمياً بتقنيات وتكنولوجيا ذكية.. والسكك الحديدية السورية سجينة الأزمات و مجمدة “بانتظار غودو”

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار