«توءمة القضاء والطب الشرعي في خدمة الإنسانية».. الأطباء الشرعيون والقضاة يناقشون بمؤتمر طبي قضايا تتعلق بالعمل المشترك

تشرين – مصطفى رستم:

تنص القوانين على تشريح كل جثة لمريض توفي في ظروف غير طبيعية، أو كانت الوفاة حدثت خارج المستشفى.  ومن المعروف أن الطب الشرعي هو ذلك الفرع من الطب المختص  بكشف الحقائق العلمية حسب طلب المحققين الجنائيين، مثل تحديد أسباب ووقت الوفاة وكشف مستويات السموم وغيرها، يؤدي الطبيب الشرعي وظيفة فحص الجثث بشكل تفصيلي، ومن ثم يقوم بتشريح الجثة للوصول إلى سبب الوفاة،
في حلب ناقش الأطباء الشرعيون والقضاة على مدار يومين قضايا تتعلق بالعمل المشترك بينهما عبر مؤتمر طبي قضائي، نظمته الهيئة العامة للطب الشرعي بالتعاون مع الهيئة الدولية للصليب الأحمر في سورية وبمشاركة وزارة العدل، وذلك في فندق شهباء حلب تحت شعار “توءمة القضاء والطب الشرعي في خدمة الإنسانية”.
ويتحدث المحامي العام الأول القاضي عمار موالدي لـ”تشرين” عن أهمية المؤتمر الأول من نوعه، كونه يشارك فيه الأطباء الشرعيون والقضاة ، وهذا يخدم عمل الطب الشرعي والقضاء بآن واحد، لافتاً إلى أن القاضي يحكم بموجب الخبرة والعلم، وتقرير الطبيب الشرعي يعزز تحقيق العدالة التي يطمح المواطن الوصول إليها، في حين سبقته مؤتمرات تحضيرية حتى انطلق هذا المؤتمر، منوهاً بضرورة الاعتناء بمخرجات المؤتمر  حتى صدور قوانين ونصوص تشريعية تنظم عمل الطبيب من جهة والطب الشرعي من جهة أخرى بما يخدم العمل القضائي والعدالة من حيث النتيجة.
وأضاف: “هذا المؤتمر أفضى إلى توصيات، من أبرزها إيجاد تشريع يتضمن توحيد معظم التشريعات التي تبحث آلية عمله وطبيعة مسؤوليته، ومقترحات تنظم عملية التعامل مع المريض، وكيفية الملاحقة القانونية في حال وجود أي خطأ لضمان العدالة للطرفين المريض والطبيب”.
وأكد المدير العام لهيئة الطب الشرعي في سورية الدكتور زاهر حجو أن هذا المؤتمر هو الأول من نوعه على مستوى الطب الشرعي القضائي، ويهدف إلى تعزيز العمل بين الطب الشرعي والقضاء وصولاً إلى مرحلة التوءمة، إضافة إلى تطوير عمل الطب الشرعي في المجال الإنساني، وتناول المؤتمرون خلال يومين مواضيع ودراسات مهمة وسيتم اتخاذ مقترحات وتوصيات بما يتوافق مع تطوير أداء الطب الشرعي في سورية.
وبينت معاون وزير العدل القاضية ختام الحداد أن المؤتمر يشكل نواة لمؤتمرات قادمة، تعمل على تعزيز القدرات الطبية والقضائية.
وفي حديث مع أحد المشاركين من الأطباء الشرعيين ، ذكر  الدكتور هاشم شلاش طبيب شرعي في حلب أنه جاء لبيان وتوضيح العقبات لدى الطب الشرعي وعلاقته مع القضاء، وهي علاقة جيدة، ولكن هذه اللقاءات تؤدي إلى تقاطع الأفكار واستخلاص بعض الشوائب التي تكون غير واضحة للسادة القضاة لأن طبيعة عملهم قانونية بحتة.
وأردف: نحن أطباء لدينا رأي فني غير ملزم للقضاء، وطبيعة عملنا تتمحور في أنها صلة الوصل بين بقية الأطباء والمؤسسة القضائية خدمة للعدالة وتوضيح الأخطاء الطبية والمضاعفات الطبية كي يتمتعوا بالحيطة والحذر درءاً للمساءلة القانونية. وتم بحث المسؤولية الطبية وعقوباتها على المستوى الجزائي والمدني والتأديبي من نقابة الأطباء الممارسين من الجراحين و توضيحه.
وأضاف: تمنينا حضور شريحة كبيرة من الأطباء البشريين، ولاسيما اختصاص التجميل، وخاصة لجهة الأخطاء الكثيرة التي يقعون بها.
ويرى الدكتور شلاش أن المؤتمر خرج بتوصيات مهمة لتحسين واقع الطب الشرعي، وخاصة أن لدينا خبرات واسعة، مضيفاً : ما لا يعرفه الناس أن عملنا يتعلق بمجال عمل 90 % منه في حالات الأحياء ولا يقتصر على الأموات كما هو شائع، مثل الكثير من القضايا المتعلقة بالسجناء والكشف عليهم والعلاقات الجنسية وتقدير الأعمار وتثبيت الأبوة وغيرها وعمله واسع جداً، والتوصيات تهدف بالنتيجة إلى زيادة التوءمة بين الأطباء الشرعيين والقضاة.
ولفت رئيس الطبابة الشرعية في ريف دمشق الدكتور شريف ميماس إلى أن أهمية المؤتمر تأتي من تعزيز التوءمة بين القضاء والطب الشرعي وأضاف: “نجتهد لوجود مقترحات والوصول لرؤية واضحة للطب الشرعي من أجل تطويره خدمة للقضاء، ويحتاج الطب الشرعي إلى علم ودراسة معمقة تشمل العلوم الطبية كاملة، وخاصة الإلمام بالقانون”.
من جانبه، نائب رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سورية ستاين هوبن، لفت  إلى عمل اللجنة الدولية التي تسعى لمنع المعاناة من خلال تعزيز القانون الإنساني الدولي والمبادئ الإنسانية العالمية وتقويتها، وتعزيز التعاون مع الهيئة العامة للطب الشرعي.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار