خدمات طبية متطورة تقدمها الأجهزة الجديدة في مشفى القامشلي في الحسكة 

الحسكة – خليل اقطيني:

تعد الأجهزة الجديدة التي وُضِعَت بالخدمة في الهيئة العامة لمشفى القامشلي الوطني في محافظة الحسكة، من أحدث الأجهزة في العالم. الأمر الذي يشكل نقلة نوعية لهذا المشفى، أوصلته إلى مصاف أكثر المشافي تطوراً ليس في سورية والمنطقة فحسب، وإنما بمستوى يضاهي أكثر المؤسسات الصحية تطوراً في مختلف دول العالم.

جهاز تصوير بالرنين المغناطيسي وجهاز طبقي محوري و6 أجهزة لغسيل الكلى مع 6 أسرّة ومحطة تحلية

فما هي هذه الأجهزة؟ وما هي أهميتها وتأثيرها على الواقع الصحي في محافظة الحسكة؟.

جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي

عضو المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة مسؤولة قطاع الصحة، الدكتورة ديمة عبد المسيح، ذكرت أن جميع الأجهزة التي تم تركيبها في مشفى القامشلي ذات مواصفات عالية، الأمر الذي من شأنه رفع مستوى الخدمات الصحية التي تقدمها المشفى.

ويعد جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي MRI من أهم هذه الأجهزة، وذلك كون التصوير بالرنين المغناطيسي يعتبر من الفحوصات الباهظة الثمن، والتي لم تكن موجودة سابقاً في المشفى، وتُستَخدَم لفحص الأعضاء والأنسجة والهيكل العظمي. إذ يُنتِج الجهاز صوراً ثلاثية الأبعاد عالية الدقة للجزء الداخلي من الجسم، يمكن استعراضها من زوايا مختلفة، تساعد على تشخيص مجموعة متنوِّعة من الحالات المرضية. ويُستَخدَم أيضاً لقياس بعض الجزيئات في الدماغ، والتي تميِّز بين ورم في الدِّمَاغ وخَرّاج الدماغ، وتحديد التشوّهات في الأعضاء التناسلية للأنثى، والكسور في الورك والحوض، ومساعدة الأطباء على تقييم الشذوذات المفصلية (مثل التمزُّقات في الأربطة أو الغضاريف في الركبة) وحالات الالتواء، وعلى تقييم النزف والعدوى.

وبينت أن التصوير بالرنين المغناطيسي Magentic Resonance Imaging هو وسيلة تصوير طبـية لتوضيح التغييرات الباثولوجية في الأنسجة الحية، يلجأ إليها الأطباء عند حاجتهم إلى مزيد من التفاصيل حول الأنسجة الرخوة، مثل تصوير التشوّهات والشذوذات في الدماغ والحبل الشوكي والعضلات والكبد. ويعدُّ التصوير بالرنين المغناطيسي MRI مفيداً بشكل خاص لتحديد الأورام في هذه الأنسجة، كما يُستخدم عندما تكون مخاطر التصوير المقطعي المحوسَب (الطبقي المحوري) عالية، إذ يفضّل التصوير بالرنين المغناطيسي للأشخاص الذين لديهم رد فعل على عوامل التباين اليودية المستخدمة في التصويرُ المقطعي المحوسَب، وللنساء الحوامل (لأن الإشعاع يمكن أن يسبب مشكلات في الجنين)، وذلك لأن التصوير بالرنين المغناطيسي لا يستخدم الأشعة السينية وعادة ما يكون آمناً جداً.

الطبقي المحوري

وأضافت د. عبد المسيح : إن مشفى القامشلي كسب جهاز تصوير طبقي محوري جديداً وحديثاً جداً، وأكثر تطوراً من الجهاز الموجود سابقاً في المشفى، التي أصبحت تضم جهازين لهذا النوع من التصوير.

د. عبد المسيح: الأجهزة ذات مواصفات عالية تُحدِث نقلة نوعية بالخدمات الصحية في المحافظة 

موضحة أن التصوير الطبقي المحوري، أو التصوير المقطعي المحوسب أو الأشعة المقطعية ( CT scan)‏ هو أحد وسائل التصوير الطبي تعتمد على الأشعة السينية (أشعة إكس) تُستخدم في تكوين صورة ثلاثية الأبعاد لأعضاء الجسم الداخلية، وتتكون عن طريق عدة صور ثنائية الأبعاد تُلتقط حول محور ثابت للدوران.

وبينت د. عبد المسيح أن تسميتها بهذا الاسم تعود إلى كون هذه الطريقة تعطي صوراً شعاعية على شكل مقاطع للجسم، تتميز بدقتها ووضوحها، ويمكن أن تعطي صوراً لأماكن قد تكون من الصعب تصويرها بالتصوير الشعاعي التقليدي، كذلك يمكن إنجازها بسرعة.

مشيرة إلى أن الجهاز الجديد الذي تم تركيبه في مشفى القامشلي يتميز بوضوح عالٍ جداً للصورة، وإظهار تفاصيل العظام إظهاراً متناهي الدقة في إجراء خالٍ من الألم. كما تُعالج المعلومات والصور الناتجة عن الجهاز الجديد لتُظهِر أعضاء الجسم حسب قدرتها على منع مرور الأشعة السينية عبرها، وأيضاً يمكن أن تستخدم هذه المعلومات في رسم صور ثلاثية الأبعاد، وَالصور التي يُحْصَل عليها هي مَقْطَعِيَّة عرضية بطبيعتها.

أجهزة غسيل الكلى

وأكدت د.عبد المسيح أن قسم الكلية الصناعية في مشفى القامشلي كان يضم 11 جهازاً لغسيل الكلى، منها 4 أجهزة معطلة، ومؤخراً تم تركيب 6 أجهزة غسيل كلى جديدة مع 6 أسرّة مع محطة تحلية للمياه، وهي من أحدث أجهزة غسيل الكلى، ليصبح عدد الأجهزة العاملة في المشفى لغسيل الكلى 13 جهازاً.

مشددة على أن أهمية هذه الأجهزة تتجلّى عندما نعلم أن عدد جلسات غسيل الكلى في المشفى يصل إلى نحو 1000 جلسة في الشهر الواحد، لــ 126 مريضاً، يراجعون القسم بشكل دوري، بينهم عدد من أبناء محافظتي دير الزور والرقة، الأمر الذي يشكل ضغطاً كبيراً على القسم، المخصص أصلاً لسكان منطقة القامشلي.

ولفتت إلى أن كل جهاز من الأجهزة الجديدة التي تم وضعها بالخدمة في المشفى هو جهاز خارجي يشبه الكلية البشرية في مبدأ عمله، ويتم استخدامه كبديل للكلى عند عجزها أو فشلها. فهو يقوم بعمل الكليتين من ناحية تنقية الدم من الفضلات، والمواد السامة والأملاح الزائدة، وأهم هذه السموم اليوريا والكرياتين. ومن الأسباب التي تسبب وجود مشكلة في عمل الكليتين الإصابة بالفشل الكلوي والذي قد يكون إما حاداً وإما مزمناً. فعندما تتجاوز السموم حداً معيناً أو عندما يقل معدل التنقية عن حد معين، فإن الجسم يحتاج غسيل الكلى، ويحدث هذا عندما تقل نسبة عمل الكليتين عن 10 – 15 % من المستوى الطبيعي.

موضحة أن المرضى يخضعون لجلسة غسيل الكلى عن طريق الدم 3 مرات في الأسبوع، وكل جلسة تستغرق نحو 4 ساعات.

الإصرار والإرادة:

وأضافت د. عبد المسيح: إن تركيب الأجهزة الجديدة، تزامن مع إعادة تأهيل أقسام أخرى في المشفى كقسمي الإسعاف والعناية المشددة، وإحداث قسم لمعالجة الحروق، وقسم آخر لتصنيع وتركيب الأطراف الصناعية. وهما قسمان جديدان في المنطقة الشمالية الشرقية برمتها وفي غاية الأهمية، وذلك ضمن مشروع إعادة تأهيل المشفى من قبل وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.

كاشفة أن هذا المشروع الهام لم يكن ليرى النور ويُنجَز لولا إصرار محافظ الحسكة الدكتور لؤي محمد صيّوح على تنفيذه، وتجاوب وزير الصحة الدكتور حسن محمد الغباش. وذلك لأن عدم تنفيذ المشروع يعني حرمان السكان الذين يستفيدون من الخدمات الصحية التي تقدمها الهيئة العامة لمشفى القامشلي الوطني العلاجية والوقائية والاستقصائية، وهم سكان محافظة الحسكة بسبب خروج جميع المستشفيات العامة في المحافظة من الخدمة بسبب الاحتلال والإرهاب، إضافة إلى سكان المناطق المجاورة من محافظتي دير الزور والرقة وأطراف من محافظة حلب، والذين يصل عددهم إلى نحو 3 ملايين إنسان من الأجهزة الجديدة والحديثة والخدمات الصحية التي تقدمها.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار