مسؤولو الكاميرات
طغت خلال العقد الأخير ظاهرة استبعاد الإعلام الرسمي (المكتوب) عن دعوته لحضور الاجتماعات المحلية و الرسمية والفعاليات المتنوعة وزيارة الوفود الوزارية للمحافظات، غير متناسين، بل مصممين على دعوة الإعلام المرئي (الكاميرات) ليرافقهم في جولاتهم و تنقلاتهم وتسجيل إنجازاتهم وزياراتهم المكوكية.
حب الكاميرا متأصل لدى جميع المسؤولين الذين يزورون المحافظة، وهذا الغرام قديم قدم الإعلام، والسبب معلوم للقاصي والداني.
أما استبعادهم للإعلام المكتوب وعدم دعوتهم له للحضور فقد تكرست و تنامت بشكل كبير بعد توقف إصدار الصحف الورقية التي كان يحسب لها ألف حساب وتحولها إلى إعلام إلكتروني، متجاهلين أهمية هذا الإعلام في توثيق الإنجازات ومحركات البحث تشهد، ولا يقل أهمية عن أي وسيلة إعلامية أخرى، لكن يبدو أن الحالة اللحظية تستحكم ببعضهم، ولا يهمهم توثيق وتظهير مستدام لعمل مؤسسته.
عندما نسأل كإعلاميين المكتب الإعلامي للمحافظة: لماذا لم نبلغ لحضور اجتماع أو جولة، يأتي الجواب: صاحب الفعالية الرسمية لا يريد حضور الإعلام المكتوب، ولا يريد إلا التلفزيون، أو لم يطلب منا تبليغ الصحف.
الإعلام الرسمي بكافة وسائله معني بتغطية كل نشاط أو فعالية ضمن محافظته وإيصال رسالته الإعلامية السامية من خلال الوسيلة التي يعمل بها.
وهذا الأمر باستبعاد الإعلام المكتوب ينسحب على اجتماعات محافظة طرطوس، طبعاً باستثناء الكاميرات التلفزيونية الرسمية وغير الرسمية، والمكتب الإعلامي للمحافظة من يحضر ويكتب محضر الاجتماع الواجب اعتماده من قبل الإعلاميين.
نعم لقد وصلنا إلى هذا الدرك من التجاهل وعدم المسؤولية، وكأنهم لا يريدون سوى الاستعراض الشخصي، وإظهار كل ما هو جميل في اجتماعاتهم.
نذكر الجميع بما قاله السيد الرئيس بشار الأسد فيما يخص الإعلام عامة: على الحكومة دعم الإعلام في أخذ دوره الفعال وتحقيق كل العناصر التي تؤمن له النجاح بدلاً من العرقلة. لأن طرح المشاكل هو دعم للمسؤول وليس هجوماً عليه، هو مساعدة له. الناس ترى المشاكل فأين المشكلة أن نراها على الإعلام؟.