اكتشاف علمي جديد.. تقليل حمض الفوليك يؤخر الشيخوخة
تشرين:
في اكتشاف علمي جديد، أظهر باحثون من جامعة تكساس أن تقليل كمية حمض الفوليك في النظام الغذائي يمكن أن يحسن من المرونة الأيضية ويؤخر الشيخوخة.. هذه النتائج التي توصلت إليها دراسات مكثفة على الحيوانات تفتح آفاقاً جديدة لفهمنا للتفاعلات المعقدة بين التغذية والشيخوخة.
وحمض الفوليك، أو فيتامين “بي 9″، هو عنصر غذائي ضروري لنمو الخلايا وتطورها، معروف على نطاق واسع بدوره في الوقاية من العيوب الخلقية، وله وظيفة أساسية في تكوين خلايا الدم الحمراء وكذلك الحمض النووي والحمض النووي الريبوزي والبروتينات.
ويوجد حمض الفوليك الطبيعي في الأطعمة مثل الخضراوات الورقية، ويضاف عادة إلى الحبوب المكررة. ورغم انتشاره فإن التأثيرات الصحية الطويلة الأجل لاستهلاك كميات كبيرة من حمض الفوليك على مدى الحياة غير واضحة.
وقال بوليمينيس، الأستاذ ونائب رئيس برامج الدراسات العليا في قسم الكيمياء الحيوية والفيزياء الحيوية في كلية الزراعة وعلوم الحياة في جامعة “تكساس إيه آند إم” والذي قاد الدراسة: “قد يختلف المدخول الأمثل من حمض الفوليك اعتماداً على عمر الفرد، في حين أن زيادة حمض الفوليك ضرورية في وقت مبكر من الحياة للنمو والتطور، وقد يكون المدخول الأقل منه في وقت لاحق من الحياة مفيداً للصحة الأيضية وطول العمر”.
وينبغي التنويع بين الأصناف، التي تنمو تحت الأرض وفوق الأرض، فالأصناف ذات الجذور والدرنات تزخر بالبوتاسيوم والمغنيسيوم والبيتا كاروتين، في حين تزخر الأصناف الورقية بالحديد وفيتامين C وحمض الفوليك. والطبيعي يوجد في الأطعمة مثل الخضراوات الورقية ويضاف عادة إلى الحبوب المكررة (الألمانية).
الاحتياجات المتغيرة على مدى الحياة
أراد الباحثون استكشاف تأثير حمض الفوليك في الفئات العمرية التي لا تتناولها الدراسات عادة، فقاموا بمحاكاة تأثير حمض الفوليك على البالغين الأكبر سناً باستخدام النماذج الحيوانية في عمر يعادل تقريباً منتصف العمر لدى البشر. وقطع الباحثون حمض الفوليك من وجبات حيوانات الاختبار في المجموعة الأولى، وتمت تربية مجموعة أخرى للمقارنة بالطريقة نفسها ولكنها استمرت على النظام الغذائي النموذجي الشامل لحمض الفوليك.
وقال بوليمينيس، وفقاً لموقع يوريك أليرت: “عندما تنام، يحرق جسمك الدهون.. وعندما تكون مستيقظاً ونشطاً، تحرق عادة الكربوهيدرات للحصول على طاقة أسرع، ولكن مع تقدم العمر، يستغرق الأمر وقتاً أطول للانتقال بين حالات حرق الدهون وحرق الكربوهيدرات. ويبدو أن هذه المرونة الأيضية تظل أفضل في النماذج الحيوانية المعتمدة على نظام غذائي يحتوي على كمية محدودة من حمض الفوليك”.
وكان لدى الذكور في النظام الغذائي الذي احتوى على كمية محدودة من حمض الفوليك زيادة عامة في معدل الأيض خلال أوقات النشاط، ساعدتهم على الحفاظ على مستويات الطاقة والنشاط البدني.
ووجد الباحثون أن النماذج الأنثوية المحدودة في حمض الفوليك كانت قادرة على التحول في وقت أسرع بين أيض الكربوهيدرات وأيض الدهون بين الليل والنهار مقارنة بالإناث على النظام الغذائي النموذجي.
وقالت الدكتورة هايدي بلانك الباحثة في مختبر بوليمينيس والمؤلفة الأولى للدراسة: “إن المجموعة المحدودة في حمض الفوليك حافظت على وزنها ودهون جسمها في سن الشيخوخة بعكس مجموعة التحكم، ورغم أهمية حمض الفوليك في إنتاج خلايا الدم الحمراء، لم تظهر النماذج المحدودة في حمض الفوليك أي علامات على فقر الدم أو عواقب صحية سلبية أخرى”.
وفي الوقت الحالي، أوضح بوليمينيس أنه لا يوصي بتجنب حمض الفوليك تماماً، وقال: “استناداً إلى نتائجنا نعتقد أن البالغين الأكبر سناً قد يحتاجون إلى كميات أقل من حمض الفوليك مما يحصلون عليه الآن.. ولا يزال لدينا مزيد للتحقيق في هذا المجال، ولن نوصي بالإزالة الكاملة من النظام الغذائي لأي شخص”.