مع الدعوة لعودة دور “محاسب الرواتب”.. مشكلة الازدحام أمام الصرافات تؤرق المصارف والزبائن.. العقاري يبشر باستقدام صرافات آلية جديدة
تشرين – منال صافي:
المشقة التي يتكبدها الموظف والمتقاعد جراء البحث والوقوف لساعات أمام الصرافات الآلية للحصول على أجرهم الشهري، جعلتهم يترحمون على أيام المحاسب المالي، والمطالبة بالعودة للنظام القديم، فمشهد الازدحامات والطوابير الطويلة أصبح أمراً اعتيادياً يصفه البعض بالمذل والمهين للكرامة، ولا أحد يدري متى تنتهي هذه المعاناة، ومع هدف السير نحو الحكومة الإلكترونية كخيار، يبقى السؤال هل يبدو ممكناً التراجع للخلف والعودة لدفع أجور العاملين والمتقاعدين عبر المحاسب المالي في المؤسسات كحل لظاهرة الازدحام أمام الصرافات الآلية ؟
معضلة مستمرة
يرى الدكتور غسان إبراهيم الأستاذ بكلية الاقتصاد جامعة دمشق أن الحل يكمن إما بزيادة عدد الصرافات وتفعيلها وتغذيتها المستمرة بالأموال ووضعها بالخدمة على مدار الساعات والأيام، أو العودة الى ما كان عليه الوضع سابقاً وقبض الرواتب عن طريق المحاسب المالي في مؤسسات القطاع العام حتى ننتهي من ظاهرة الطوابير والانتظار الطويل تحت أشعة الشمس الحارقة صيفاً والبرد شتاء.
وأضاف: يوجد حول جامعة دمشق العديد من الصرافات لكن جميعها متوقفة عن العمل، والوضع أكثر صعوبة بالنسبة لأبناء الأرياف لاضطرارهم قطع مسافات كبيرة من قراهم إلى مراكز مدنهم للحصول على رواتبهم بعد الانتظار لساعات في طوابير لها بداية وليس لها نهاية.
وقال: صحيح أن العالم سبقنا كثيراً في مجال الخدمات الإلكترونية، ولا نستطيع في المرحلة الراهنة اللحاق بهذا الركب نظراً لضعف البنى التحتية (كهرباء، انترنت) لذلك فإن العودة إلى النظام القديم بتسديد أجور العاملين ريثما يتم حل المشكلة ليس عيباً، بل يساهم بتخفيف ظاهرة الطوابير والمعاناة التي يتكبدها المواطن لقبض أجر لا يكفيه سوى بضعة أيام، وتابع: عندما تتحسن البنى التحتية وتتوافر الصرافات يمكننا العودة إلى استخدامها.
((العودة إلى النظام القديم بتسديد أجور العاملين ريثما يتم حل مشكلة الصرافات والخدمات الإلكترونية ليس عيباً))
على طريق الحل
من جهته الدكتور مدين علي مدير عام المصرف العقاري عبر عن رفضه للأصوات الداعية بالعودة إلى الآلية القديمة بتسديد الأجور عن طريق المحاسب المالي، ورأى أن الحل يكون بالسعي لزيادة عدد الصرافات ونقاط البيع وتعزيز عملية الدفع الإلكتروني عبر الموبايل والإنترنت، وهذا ما يتم العمل عليه، مضيفاً: أجهزة الصراف أصبحت من الماضي في الدول المتطورة، وهذه الدول تصدر صرافاتها القديمة إلى الدول الأقل تطوراً، لأنها تعتمد بشكل كبير طريقة الدفع الإلكتروني عبر الموبايل والإنترنت ولا تتعامل بـ”الكاش”، ولفت إلى أن دفتر الشروط اصبح جاهزاً لاستقدام صرافات جديدة خلال المرحلة المقبلة، وأن الحل هو مسألة وقت.
((علي: أجهزة الصراف أصبحت من الماضي في الدول المتطورة، وهذه الدول تصدر صرافاتها القديمة الى الدول الأقل تطوراً لأنها تعتمد بشكل كبير طريقة الدفع الإلكتروني))
مؤكداً أن الصرافات تغذى بالأموال ٣ مرات يومياً في السابعة صباحاً والثانية عشرة ظهراً والساعة الرابعة عصراً، وعندما تنفد الأموال لا يمكننا إعادة تغذيتها في أوقات متأخرة، نظراً لعدم وجود كوادر وسيارات لنقل الأموال.
((لا يمكن إعادة تغذيتها في أوقات متأخرة، نظراً لعدم وجود كوادر وسيارات لنقل الأموال))