بكاء الحامل خطر يُهدد صحة الجنين
تشرين:
التغيير في العواطف وتقلبات المزاج ونوبات البكاء جزء طبيعي من الحمل، وهو الثابت علمياً، ولكن من غير المعروف لدى العديد من النساء أن لحزن المرأة الحامل بالتحديد تأثيرات في جنينها.
ويشير الباحثون إلى أن البكاء قد يكون أحد أعراض القلق النفسي الأكثر خطورة مثل الاكتئاب، ولكن يمكنك التمييز بين تقلب المزاج المرتبط بالحمل، وبين البكاء، إذا لازمته أعراض أخرى مثل صعوبة في التركيز والتعلم، أو فقد الشهية، أو عدم الاهتمام ، فيصبح البكاء أمراً خطراً على صحة الحامل والجنين معاً.
ووفقاً لدراسة حديثة أجراها مجموعة من الباحثين في جامعة زيوريخ فإن التمثيل الغذائي للجنين يتأثر بحزن أمه، حيث يؤدي حزن الحامل إلى تغيرات هرمونية سريعة تؤثر بشكل مباشر في جنينها، مشيرة إلى أن حزن المرأة الحامل يؤدي إلى زيادة “الكورتيزون”، وهو هرمون التوتر لدى المرأة، الذي يؤثر في عملية التمثيل الغذائي للجنين.
من أجل ذلك وجدت قاعدة مفادها أن الحالة النفسية للمرأة الحامل قد تؤثر بالسلب أو الإيجاب في جنينها أثناء فترة الحمل، من الطبيعي أن يكون لدى الحامل شعور بالحزن أو الألم، ولكن نسبة هذا الشعور هي التي يمكن أن يعول عليها في تأثيره في الجنين ونموه.. فالجنين يتأثر بالصحة العقلية والنفسية لأمه حسب ما قرره مجموعة من الباحثين في هذا الشأن طبقاً لموقع “سانتيه” الفرنسي.
وأثبت الباحثون أن المشيمة تتأثر بالحالة النفسية والعقلية للمرأة الحامل ومن ثم يتأثر الجنين داخل الرحم، وخلال فترة الحمل قد تعاني الأم من القلق أو الاكتئاب، وهذا ما يسمى اكتئاب ما قبل الولادة، وللحد من هذه المخاطر من المهم تناول نظام غذائي جيد وممارسة النشاط البدني بانتظام.
ويعتقد الكثير من الناس بطريق الخطأً أن المرأة التي تتوقع طفلاً يجب أن تشعر بالضرورة بالبهجة طوال الوقت، وإن كانت هذه الفكرة المسبقة تعزز الشعور بالذنب لدى النساء اللاتي يعانين من اكتئاب ما قبل الولادة، لذلك من المهم حل هذه المعضلة التي يمكن أن تولد في بعض الحالات زيادة نسبة الاكتئاب لدى الأم الحامل.
ويرجع الباحثون اكتئاب ما قبل الولادة إلى عدة عوامل، منها الأعباء الثقيلة الملازمة للولادة، والصراع العائلي، والإجهاد المستمر، وما إلى ذلك.
وفي هذه المرحلة الفاصلة التي تمثل العلاقة بين الأم وجنينها لابد أن تكون الأم حريصة على استقرار حالتها النفسية قدر الإمكان خلال فترة الحمل وتجنب التوتر والمشاعر السلبية، ويأتي ذلك عن طريق الاسترخاء والابتعاد عن مسببات الحزن والاكتئاب المبالغ فيه.
ويقول الباحثون: إن نوبة البكاء العرضية لن تضر بالجنين، إلا أن الاكتئاب ونوبات البكاء المتكررة، قد تؤثران سلباً في الجنين، وأن القلق والاكتئاب خلال فترة الحمل قد يزيدان من فرصة الولادة المبكرة، وانخفاض الوزن بعد الولادة.
ويضيف الباحثون: تتأثر صحة الحامل النفسية بسبب القلق والخوف المستمرين على سلامة الحمل وصحة الجنين، فتصاب بنوبات من البكاء، وبذلك تزداد التأثيرات الضارة على صحة الجنين بمجرد بلوغ الحمل الأسبوع السابع عشر، وقد تعوق نمو الدماغ ونمو أعضاء الجنين، كما أن البكاء يؤثر في الطفل بتقليل معدل ذكائه مستقبلاً، وتسمم الحمل المبكر، وارتفاع ضغط الدم، كما تزداد فرص الإصابة بالأمراض.