رئاسيات أميركا.. الجمهوريون أكثر قلقاً وترامب مجبر على التعامل بحذر وجدية مع هاريس
تشرين:
يبدو أن الحزب الجمهوري الأميركي بات مجبراً على أن يكون أكثر حذراً في سياق السباق الرئاسي، هذا من جهة… ومن جهة ثانية بات عليه أن يتعامل بصورة أكثر جدية مع كامالا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي، التي تبرز كخطر حقيقي يهدد حظوظ دونالد ترامب مرشح الجمهوريين.
على أن القلق العام في الولايات المتحدة يمتد إلى ما بعد نتائج الانتخابات الرئاسية المقررة في الـ5 من تشرين الثاني المقبل، لناحية رد فعل ترامب في حال خسر بمواجهة هاريس، في عودة إلى سيناريو انتخابات 2020 التي فاز فيها الرئيس الحالي جو بايدن على ترامب، وما كان بعدها بخصوص اقتحام الكونغرس من قبل أنصار ترامب، رفضاً للنتيجة، واتهاماً للديمقراطيين بتزوير الانتخابات.. ويتخوف الأميركيون بالعموم من سيناريو أوسع وأخطر، يخرج عن إمكانية الاحتواء والتهدئة كما حدث في عام 2020.
وتنطلق هذه المخاوف بالعموم من كون هاريس تسير بخطوات ثابتة، ومنذ اللحظة الأولى لإعلانها ترشحها كبديل عن ترامب، وحتى قبل ذلك عندما كان يتم تداول اسمها كمرشح بديل محتمل، ويظهر ذلك بشكل أساسي في الرقم القياسي لأموال التبرعات التي جمعتها خلال أيام قليلة جداً ما بعد انسحاب بايدن وإعلانها كمرشح بديل. يوم الجمعة الماضي أعلنت حملة هاريس الانتخابية أنها جمعت أكثر من 310 ملايين دولار في شهر تموز الماضي وهو رقم يفوق بأكثر من الضعف المبلغ الذي جمعة ترامب للشهر نفسه، والبالغ 138 مليون دولار، هذا عدا عن أن حملة هاريس أعلنت أن ثلثى المتبرعين لها كانوا يتبرعون لأول مرة.
ويبدو أن الجمهوريين مضطرون والحال هذه إلى توسيع مساحة المناورات والتشويش حول هاريس، بدءاً من مسألة المناظرات إلى الأموال الانتخابية، مروراً ببرامج هاريس الاجتماعية والاقتصادية وميولها السياسية والتشكيك بمؤهلاتها.. الخ.
وفيما يترقب الأميركيون أول مناظرة بين ترامب وهاريس، يبدو أن جدالاً طويلاً سيُفتح بين الطرفين قبل ذلك، مع رد هاريس بالرفض على دعوة ترامب إجراء المناظرة في الـ4 من أيلول المقبل، متهمة إياه بممارسة الألاعيب، لأنه خائف من مواجهتها، مشيرة إلى أن الموعد الرسمي المحدد مسبقاً للمناظرة هو في 10 أيلول (وذلك عندما كان بايدن مرشحاً). وقالت هاريس: إن ترامب بحاجة للتوقف عن ممارسة الألاعيب والحضور إلى المناظرة في 10 أيلول المقبل كما هو مقرر.
وكان ترامب أعلن يوم الجمعة الماضي أن المناظرة مع هاريس ستجري في 4 أيلول على قناة «فوكس نيوز» المقربة من الجمهوريين. وردت حملة هاريس بالقول: سنكون سعداء لمناقشة جولات أخرى من المناظرات بعد تلك التي وافقت عليها الحملتان أصلاً (في إشارة إلى موعد 10 أيلول المتفق عليه مسبقاً بين ترامب وبايدن قبل أن تحل هاريس محله). لكن ترامب اعتبر أن الاتفاقيات السابقة لم تعد سارية المفعول.
وكان الحزب الديمقراطي أعلن مؤخراً أن هاريس حصلت على أكثر من الأصوات اللازمة لنيل الترشح الرسمي خلال المؤتمر العام للحزب الديمقراطي المقرر منتصف آب الجاري، لتكون أول امرأة سوداء، وأول امرأة أصولها من جنوب آسيا تصل إلى هذا المستوى في حزب سياسي أميركي كبير. وفي حال فوزها ستكون أول امرأة تتولى رئاسية الولايات المتحدة، لتكسر بذلك الشق الثاني من القاعدة التاريخية الشهيرة بأن أميركا لا يحكمها أسود ولا امرأة. وكان فوز باراك أوباما بولايتين (2008- 2016) كسر الشق الأول من هذه القاعدة.