ترقب وتأهب والحرب الموسعة مازالت تمنعها حسابات إقليمية ودولية ضاغطة.. بأي مهمة دفعت واشنطن بمايكل كوريلا إلى المنطقة؟

تشرين- هبا علي أحمد:

الثابت حتى الآن، وبعد أشهر من التصعيد المتعدد المستويات والجبهات، أن كل ما تفرزه المنطقة من سيناريوهات تصعيد، بما فيها الحرب الموسعة، يبقى رهن قائمة طويلة من الحسابات الإقليمية والدولية، من له مصلحة، ومن ليس له مصلحة في الحرب الموسعة.. لذلك فإن المنطقة مستمرة على مسار «كل السيناريوهات متوقعة» اقتراباً وابتعاداً حسب حجم ونوع التصعيد في كل مرحلة، وإن كانت عمليتا الاغتيال في بيروت وطهران، لكل من المقاومين فؤاد شكر وإسماعيل هنية، على يد الكيان الإسرائيلي، رفعتا إلى أقصى حد مستوى القلق والترقب، وبما يفوق ما كان عليه الأمر في محطات التصعيد السابقة، لينسحب بطبيعة الحال على كل الإقليم، وعلى المستوى الدولي.

المنطقة مستمرة على مسار «كل السيناريوهات متوقعة» اقتراباً وابتعاداً حسب حجم ونوع التصعيد الذي يبقى بدوره رهن الحسابات الإقليمية والدولية

وفي ترقب الردّين الإيراني واللبناني/المقاومة اللبنانية- حزب الله، حلّت واشنطن كعادتها في مشهد دعم الكيان الصهيوني والتأهب لتداعيات الرد، بتعزيز وجودها العسكري في المنطقة من خلال قائد القيادة المركزية الأميركية الفريق أول مايكل كوريلا الذي وصل إلى منطقة الشرق الأوسط صباح اليوم الأحد غداة الإعلان الأميركي عن إرسال قوات وطائرات إضافيّة إلى المنطقة.

– كوريلا وتجميد الجبهات
الأثمان التي تنتظر الكيان عالية التكلفة وباهظة المخاطر، وعلى نحو خاص بعد عشرة أشهر من العدوان والانتكاسات الاستراتيجية، وبالتالي الحديث عن «نصر» ما، بات كالفكاهة السمجة، لذلك يعمد العدو ومن خلفه واشنطن إلى تأمين حشد إقليمي «داعم» لكل تحركاته وخطواته القادمة ضد محور المقاومة عموماً، وقبل أن تتضح معالم المرحلة المقبلة، سواء لناحية التسويات والتفاوض، أم لناحية المواجهة المباشرة.
من هنا فإن زيارة كوريلا تأتي لهذا الغرض، وليس لبحث «الرد» فقط، إذ ذكر موقع «أكسيوس» الأميركي عن مسؤولين أميركيين قولهم: إن زيارة الجنرال مايكل كوريلا إلى المنطقة كانت منسقة قبل التصعيد الأخير، ولكن من المتوقع أن يستخدم الرحلة لمحاولة حشد التحالف الدولي والإقليمي نفسه «الذي دافع عن إسرائيل» ضد هجوم من إيران في 13 نيسان الماضي، وأكد الموقع أن كوريلا سيزور العديد من دول الخليج والأردن، إضافة إلى «إسرائيل».

الأميركيون يرغبون في تجميد كل الجبهات عبر عقد صفقة بأسرع وقت ممكن

على المقلب الآخر، وبالتوازي، يبدو أن واشنطن وصلت إلى طريق مسدود في التحكم بمجريات الأوضاع في المنطقة، لذلك تطرح صيغة تجميد الجبهات، والواضح أن هذا التجميد مؤقت وتكتيكي بما يساعد واشنطن على تقديم طروحات جديدة تخدم الكيان وتنزله عن الشجرة بصورة «المنتصر»، وتحدثت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن محاولات عقد صفقة توصل إلى «إغلاق كل ساحات المواجهة»، لافتة إلى أن التقديرات الحالية في «إسرائيل» تدلل على أن الأميركيين يرغبون أيضاً في إغلاق كل الجبهات عبر عقد صفقة بأسرع وقت ممكن.

مفاوضات معطلة
على أن رغبة واشنطن في تجميد كل الجبهات غير متاحة حالياً، فجبهة غزة مستمرة بالاشتعال، ويضرمها الاحتلال يومياً بجرائمه الوحشية وإبادته الجماعية، كما أن المفاوضات للتوصل إلى وقف إطلاق نار تعثرت، بل تعطلت بفعل سياسات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وعلى اعتبار أن كل الجبهات مرتبطة بجبهة غزة فإن موضوع التجميد لن يرى النور.

المفاوضات حول وقف إطلاق النار في غزة وصلت إلى طريق مسدود ونتنياهو قرر عدم المضي قدماً فيها

وأفادت تقارير أميركية بأن المفاوضات حول إطلاق سراح المعتقلين ووقف إطلاق النار في غزة وصلت إلى طريق مسدود، بعد المحادثات التي عقدت، أمس السبت، بين وفد إسرائيلي ومسؤولين مصريين في القاهرة، بسبب مطالب جديدة من نتنياهو، وتشمل إنشاء آلية دولية لمنع نقل الأسلحة من جنوب غزة إلى شماله، بينما يعتقد مسؤولون إسرائيليون أن «هذه المطالب الجديدة وغيرها تجعل من المستحيل التوصل إلى اتفاق».
وحسب التقارير، يخشى مسؤولون إسرائيليون وعائلات الرهائن من أن نتنياهو، الذي شدّد مؤخراً من مطالبه، وقدم شروطاً جديدة للتوصل إلى اتفاق، حيث أرسل الوفد فقط لإيجاد مظهر من المفاوضات من أجل تخفيف الضغوط التي يمارسها الرئيس الأميركي جو بايدن عليه، وفق «أكسيوس»، في حين أنه قرر عدم المضي قدماً في الصفقة بغضّ النظر عن الانطباع الذي أعطاه لبايدن خلال زيارته إلى المكتب البيضاوي قبل حوالى 10 أيام.

صفعة لمنظومات العدو
ويبقى للميدان حساباته المختلفة، فحسابات الميدان لا تعرف إلا الاستمرار في المقاومة والنضال وإيلام العدو إلى أبعد مدى، إذ قُتل مستوطنان إسرائيليان، وأُصيب 3 آخرون، وصفت إصابات اثنين منهم بأنّها حرجة، في عملية طعن في شارع «موشِه دايان» في منطقة «حولون» جنوب تل أبيب، استشهد على إثرها المنفذ.

عملية «حولون» التي تمت في أكثر مناطق الاحتلال حيويةً وتحصيناً وأماناً تشكل صفعة كبيرة للمنظومتين الأمنية والعسكرية ودليلاً قاطعاً على هشاشة الكيان

وقالت وسائل إعلام العدو: إنّ منفذ العملية نفذها في 3 مواقع مختلفة، بمسافة 500 متر بين الإصابات، مُشيرةً إلى أنّه خلال تنقله من موقعٍ إلى آخر لم يواجهه أحد، سوى شرطي وصل متأخراً وأطلق النار عليه.
وأكدت كل من حركتي حماس والجهاد الإسلامي أنّ عملية الطعن في أكثر مناطق الاحتلال حيويةً وتحصيناً وأماناً، هي رد طبيعي على جرائم الاحتلال واستمرار حرب الإبادة والمجازر، في حين باركت لجان المقاومة في فلسطين العملية البطولية في حولون، واصفةً إياها بالصفعة الكبيرة للمنظومتين الأمنية والعسكرية الإسرائيليتين، مؤكدة أنّها دليل قاطع على هشاشة كيان الاحتلال أمام إرادة المقاومين الأبطال.
وعقب العملية في حولون، نشرت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، صورة لسكين تعكس صورة رجل يرتدي الكوفية ووراء السكين مستوطنون إسرائيليون، وأرفقتها بعبارة «مسافة صفر».
بالتزامن، واصلت فصائل المقاومة الفلسطينية تصديها لقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في مختلف محاور مدينة رفح، جنوب قطاع غزّة، وشرق مدينة خان يونس، ومحور نتساريم، مستهدفة جنود الاحتلال وآلياته.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
بمشاركة 65 فريقاً.. انطلاق النهائي الوطني 14 للمسابقة البرمجية السورية للجامعات SCPC 24  في جامعة البعث حريق جديد يطول غابات السنديان في ريف مصياف وزارة التجارة الداخلية تحضر لانتخابات "الغرف"..والوزير  يشدد على الشفافية والمسؤولية واتباع ضوابط دقيقة المقداد يتسلم أوراق اعتماد السفير غير المقيم لنيكاراغوا لدى سورية فنزويلا ترفض «التقرير الأولي» للأمم المتحدة: عمل دعائي يخدم مصالح اليمين المتطرف أحلام الغرب بالضغط على روسيا سقطت.. قوات كييف تتقهقر في كورسك.. موسكو: الهجوم الأوكراني سيوقف مفاوضات السلام لفترة طويلة هاريس و«ظل» بيلوسي الحاكم.. بيانات مالية مخيبة للديمقراطيين: ترامب الأفضل الهند تضع خطة خمسية للحد من تغيرات المناخ تطوير ضمادة «كهروضوئية» لتسريع التئام العظام المكسورة للتضييق على الرد الإيراني.. زحمة موفدين أميركيين إلى المنطقة وطاولة مفاوضات جديدة تُعقد غداً.. المنطقة تغرق في حالة عجز كاملة عن توقع الآتي والتشاؤم يسيطر