قلة النوم تتسبب بأمراض نفسية وعاطفية وجسدية
تشرين:
يعد النوم أمراً أساسياً لنمو وتطور الرضع والأطفال الصغار والمراهقين، كما إنه مهم لأنه يمكّن الجسم والعقل من استعادة النشاط استعداداً لليوم التالي.
وعلى الرغم من أن العديد من الدراسات تحدد 7 ساعات بأنها القدر الكافي للنوم من أجل الحفاظ على الصحة، إلاّ أن هذا قد لا ينطبق على الجميع اعتماداً على عدة عوامل منها العمر، ويحتاج الأطفال الذين ما زالوا في مرحلة النمو والتطور إلى الذهاب للنوم في وقت مبكر كل ليلة للحصول على الراحة وعلى أكبر قدر من الفوائد، بينما يمكن للبالغين أن يناموا ساعات قليلة من دون تأثير يذكر، والبالغون الأصحاء يحتاجون إلى نحو 7 إلى 9 ساعات من النوم ومع ذلك، فإن العمر والصحة والظروف الشخصية تؤثر على مقدار النوم الذي نحتاجه، بالإضافة إلى أن بعض الأشخاص ينامون بشكل طبيعي أكثر من غيرهم.
لكن قلة النوم تؤدي إلى الإصابة بالسمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية واضطرابات في الحالة النفسية والعاطفية، وأثناء النوم يستعيد الشخص القوة وتعزيز منظومة المناعة، وإزالة المنتجات الأيضية الضارة وتوطيد المعلومات المكتسبة في الذاكرة، ويتضح أن الشخص الذي ينام جيداً نادراً ما يأخذ إجازات مرضية ويزداد اهتمامه وطاقته وإبداعه.
وبالإضافة إلى ذلك، إن استمرار قلة النوم، يحدث اضطرابات في العمليات الفسيولوجية الطبيعية، وتتعطل وظائف الغدد الصماء في الجسم، ويزداد نشاط الجهاز العصبي الودي، ويرتفع مستوى ضغط الدم وتركيز السيتوكينات ، ويزيد من الإجهاد، وأيضاً قلة النوم المزمنة تسبب انخفاض هرمون الليبتين، المسؤول عن كبح الشهية، وبالمقابل يزداد هرمون الغريلين المحفز للشهية ويمكن أن تؤدي أيضاً إلى زيادة إفراز الكورتيزول «هرمون التوتر»، ما يزيد من الشعور بالجوع، وأيضاً يسبب اختلالات مزاجية إلى اعتلالات صحية الأكثر خطورة.
وتشير خبيرة اختصاصية إلى أن رد الفعل العاطفي للشخص المحروم من النوم عدواني في الغالب علاوة على ذلك، تؤدي قلة النوم إلى انخفاض نشاط مناطق الدماغ التي تشارك في اتخاذ القرار، والمسؤولة أيضاً عن الذاكرة والقدرة على حل مختلف المشكلات.
والحرمان من النوم على المدى الطويل يمكن أن يؤثر سلباً بشكل أكبر على الصحة ويؤدي إلى مشاكل مثل انخفاض المناعة، ما قد يجعل من الصعب على الجسم مكافحة العدوى ويمكن أيضاً مواجهة حالات مثل ارتفاع الكورتيزول، ويمكن أن يساهم ذلك في ارتفاع ضغط الدم وغيره من المخاوف الصحية، وزيادة الشهية والرغبة الشديدة في تناول السكر والكربوهيدرات ما يؤدي إلى زيادة الوزن.
ويوصى للنوم الجيد بأنه يجب أن تكون الغرفة مظلمة ودرجة الحرارة فيها 16-19 درجة مئوية كما من المهم أيضاً الالتزام بجدول النوم المتبع حتى أيام العطل ويجب على الأقل قبل نصف ساعة من النوم عدم استخدام الأجهزة الإلكترونية لأن الضوء الأزرق الصادر عن هذه الأجهزة يثبط الإنتاج الطبيعي للميلاتونين، كما أن تدفق المعلومات يثير الجهاز العصبي.