خبير يتحدث عن إدارة الكوارث الطبيعية باستخدام المعطيات الفضائية
رقية: الفوالق في سورية مصادر رئيسية للمخاطر الزلزالية والبركانية
تشرين – بشرى سمير
للزلازل آثار خطيرة ومدمّرة، كونها ظاهرة كونية بالغة التعقيد، لا يمكن منعها ولا يمكن التنبؤ بلحظة حدوثها، حيث تُعَد الزلازل من أخطر الكوارث الطبيعيّة نتيجة حدوثها بشكلٍ مفاجئ، والتي تؤدِّي غالباً لوقوع خسائر في الأرواح وتُخلِّف من ورائها دماراً واسعاً.
الدكتور محمد رقية في محاضرته التي قدمها في الجمعية الجغرافية السورية بعنوان: المخاطر الطبيعية وكوارثها في سورية، إدارتها والحد من آثارها باستخدام المعطيات الفضائية الأرضية، موضحاً عدة عوامل مهيئة لحدوث الزلازل، منها المخاطر الطبيعية والتي تقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية، وهي الزلازل والفيضانات والأعاصير الاستوائية والاندفاعات البركانية والحركات البحرية والانزلاقات الأرضية، حيث تشكل الزلازل نسبة 51% من حدوث المخاطر الطبيعية مجتمعة كما تساهم الزلازل بنسبة 94% من الخسائر البشرية الحاصلة من مجموع الخسائر من الكوارث الطبيعية، ولذلك تعتبر الزلازل من اخطر الكوارث الطبيعية.
مخاطر جوية
ولفت دكتور رقية إلى أن هناك مخاطر جوية ومناخية، وتشمل العمليات والظواهر الطبيعية المرتبطة بالغلاف الجوي وتغيرات الطقس والمناخ والمحيط الهيديولوجي، ومن مظاهره السيول الجارفة والأعاصير والزوابع والفيضانات والعواصف الثلجية والرياح الآتية، إضافة إلى الجفاف والموجات الحارة والصقيع والبرق والعواصف الغبارية المغناطيسية.
وفيما يتعلق بالمخاطر الجيولوجية والجيومرفولوجية، فهي تشمل الظواهر الطبيعية التي تشمل عمليات ذات منشأ داخلي أو منشأ خارجي، ومن مظاهرها الزلازل والاندفاعات البركانية والتسونامي وحركة الكتل الصخرية وتعرية التربة لتنشيط الفوارق والحت والانزلاقات البحرية والانهدامات الثلجية وتحركات الرمال، منوهاً بوجود نوع ثالث هو المخاطر البيولوجية، وهي ذات منشأ عضوي أو تلك التي تتعلق بالنوافل البيولوجية بما في ذلك التعرض لكائنات دقيقة المسببة للأمراض والسموم والمواد المشعة بيولوجياً، ومن مظاهرها الفيروسات والبكتيريا الضارة والذباب والقوارض وأمراض النباتات.
وأشار الدكتور رقية إلى وجود مخاطر بشرية صنعية وناتجة عن التطور التكنولوجي وتصرفات الناس ونشاطاتهم المختلفة، ومنها تلوث المياه والهواء وتلوث الترب الصناعي والتسرب الإشعاعي وانهيار السدود وتدهور الأراضي والحوادث والمنشآت الصناعية واستخدام المبيدات الحشرية والتلوث النفطي، إضافة إلى الأخطار المصاحبة للحروب التقليدية أو الذرية والكيماوية. والبيولوجية (الانفجارات الشديدة والتسرب الإشعاعي والكيماوي والتسرب البيولوجي والعمليات التخريبية الإرهابية).
الفوالق
وتطرق د.رقية إلى طبيعة التربة في سورية ووجود بعض الفوالق، لكنها تتأثر بشكل كبير بتركيا أيضاً بحكم الجوار، فقد بينت الخريطة التكتونيك الحديثة الرقمية لسورية باستخدام المعطيات الفضائية والاستشعارية عام 2004 في الهيئة العامة للاستشعار عن بعد أن فوالق الانهدام ونطاق الطي التدمري والفوالق الأخرى النشطة في سورية والأراضي المجاورة، هي المصادر الرئيسية للمخاطر الزلزالية والبركانية في المنطقة.
إدارة الكوارث
ونوه د. رقية بأهمية إدارة الكوارث من خلال الخطوات اللازمة لإدارة الكوارث، وذلك بسنّ القوانين والسياسات والتعليم والتدريب والتوعية ووضع منظومة متخصصة لإدارة الكوارث، ودراسة المخاطر وإمكانية وقوعها باستخدام التقنيات الحديثة، وضع خطط للاستعداد والتعامل مع الكارثة، وضرورة الاستجابة وتنفيذ خطط مواجهة الكارثة عند وقوعها، ولابد من تقييم تداعيات الكارثة والاستفادة من السلبيات، ضمن هذا الإطار تأتي تقنيات الاستشعار عن بعد والأنشطة الرائدة لتشكيل الوسيلة الفعالة في دراسة ومراقبة وإدارة الكوارث بشكلها الشمولي.
وعن الإجراءات الواجب اتخاذها عند وقوع الزلزال لحماية المواطنين، أوضح رقية أنها مسؤولية يتقاسمها كل افراد المجتمع، واثناء وقوع الزلزال والكوارث الطبيعية لابد من تحديد أقرب مأوى آمن لحماية المواطنين، كالمدارس والمباني الحكومية وتفادي المناطق المنخفضة والأدوية أثناء هطول الأمطار والعواصف الرعدية الكبيرة.