موسم العنب في درعا.. وحكاية تراجع الإنتاج من ٦٠ ألف طن إلى أقل من ١٢ ألف طن حالياً
درعا- عمار الصبح:
بدأ مزارعو العنب في درعا قطاف وتسويق محصولهم هذا الموسم، وسط تقديرات متفائلة أبداها المعنيون بالشأن الزراعي حيال مستقبل المحصول والجهود التي تبذل للعودة به إلى سابق عهده، وذلك بعد الانتكاسات التي تعرض لها المحصول على مدى السنوات الماضية.
أرقام مديرية الزراعة كشفت أنّ كميات الإنتاج المتوقعة لهذا الموسم تصل إلى حوالي ١١٥٠٠ طن، وحسبما بيّن رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية الزراعة بدرعا المهندس وائل الأحمد، فإن المساحة الإجمالية المزروعة بأشجار العنب تبلغ حوالي ٦٧٠ ألف هكتار، تضم أكثر من ٣٢٨ ألف شجرة مثمرة.
ولفت الأحمد إلى أن زراعة العنب تنتشر في كل مناطق المحافظة تقريباً، فيما تتركز بشكل أكبر في المناطق الغربية في مدن وبلدات أبرزها (طفس وداعل والعجمي وتل شهاب ونوى وزيزون والأشعري والمزيريب).
ورغم التحسن الطفيف الذي سجلته زراعة العنب في درعا مؤخراً، فإنه لا يزال بعيداً عن الأرقام التي حققها المحصول قبل سنوات مضت، إذ وصل معدل التراجع في المساحات المزروعة وفي الإنتاجية إلى أكثر من ٧٠٪، وتشير الأرقام إلى أن زراعة العنب في المحافظة لاقت رواجاً كبيراً خلال سنوات ما قبل الأزمة، إذ وصلت المساحة المزروعة إلى ٢٤٧٠ هكتاراً، تضم أكثر من مليوني شجرة كانت تنتج ما يقارب نحو ٦٠ ألف طن عنب، وبذلك احتلت شجرة العنب المرتبة الثانية بعد الزيتون في المساحة و الإنتاج.
وعزا عدد من المزارعين تراجع زراعة العنب إلى جملة من الأسباب، أبرزها الجفاف والتحطيب وعدم تمكن أصحاب المزارع من تقديم الرعاية اللازمة للأشجار، فضلاً عن ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج كالري وأسعار الأسمدة والمبيدات الحشرية اللازمة، لكون شجرة العنب كثيرة الإصابة بالآفات الحشرية، وخصوصاً حشرة (الفيلوكسيرا)، وهي بحاجة دائمة للرش والمكافحة، وهو ما أدى إلى تراجع جدوى زراعة العنب لصالح محاصيل أخرى ذات عائدية أكبر “الرمان والزيتون”، على حدّ وصفهم.
وتتكثف جهود الجهات المعنية لإعادة الألق لمحصول العنب والعودة به إلى سابق عهده، وذلك من خلال تطبيق برامج الإدارة المتكاملة الخاصة بالمحصول، حيث جرى في مواسم سابقة افتتاح مدرسة حقلية خاصة بالعنب، يتم فيها تدريب المزارعين على الإدارة المتكاملة لخدمة المحصول، بدءاً بالري وانتهاء بالقطاف.
وأشار رئيس دائرة الإرشاد الزراعي في المديرية المهندس محمد الشحادات إلى أنه في هذا العام جرى تطبيق برنامج إرشادي في الوحدات الإرشادية لتطبيق حزمة النشاطات والندوات والأيام الحقلية الخاصة بمحصول العنب، حيث يتضمن البرنامج تقديم الاستشارات اللازمة للمزارعين وتدريبهم على إدارة الري والاحتياج المائي والمكافحة المستمرة للآفات، وصولاً إلى خدمة التسويق والتوضيب.
ولفت الشحادات إلى تطبيق برامج خاص بالمحكافحة الحشرية، يقوم على إطلاق أعداء حيوية وتعليق مصائد فرمونية وإجراء الرش الجزئي للمحصول، واستخدام مستخلصات نباتية بدل المبيدات الحشرية، والأسمدة العضوية بدل الكيميائية، وذلك للتقليل من تكاليف الإنتاج على المزارعين من جهة والوصول إلى منتج خالٍ من أي أثر متبقٍّ للأسمدة والمبيدات.