محفزات جديدة لاستعادة ثروة على مشارف الإنقراض .. “الزراعة” توجه بإنتاج بيوض دودة الحرير وتحسين السلالة مجاناً للمربين

حماة – محمد فرحة:

خير ما فعلت وزارة الزراعة بحفاظها على إرث تربية دودة الحرير التي سادت أيام زمان، ثم بادت، لكن في محاولة منها، أعادتها الوزارة إلى الواجهة ولو من بوابة صغيرة تتواجد في عدة محافظات “طرطوس واللاذقية وحمص”، وحماة في موقع الكفير  خمسة كيلومترات شرق مدينة مصياف.

“تشرين” زارت مكان تربية دودة الحرير ، أو ما تسمى بدودة القز، برفقة مدير زراعة حماة المهندس أشرف باكير، وعلى طول الطريق راح يحدثنا عن نسج الحرير الذي كان أيام زمان وكان له سوقه وهو المشغول محلياً، في حين اليوم لم يلق ذلك الاهتمام  الذي حظي به في تلك الحقبة.

وما إن وصلنا إلى موقع الكفير حتى ترك الحديث لرئيس المركز والمشرف العام على عملية تربية دودة الحرير المهندس علي وقاف، الذي تحدث بأن المرحلة الأولى تبدأ من البيوض، تحضر على درجة حرارة ٢٤ درجة مئوية ورطوبة ٨٥%  ولمدة ما بين الأسبوع والعشرة أيام بعد خروجها من البراد، لتبدأ عملية تغذيتها بأوراق التوت المفروم في بداية الأيام العشرة الأولى بعد ذلك تقدم أوراق التوت كاملة وتستمر عملية التغذية لمدة ٣٠ يوماً، ثم تبدأ عملية التشرنق من ٧ إلى ٩ أيام تبدأ بعدها عملية قطاف الشرانق، وهي استخلاص الخيط الحريري، ويتم عن طريق إما يدوياً عن طريق غليها بالماء الساخن ومن ثم يتم سحب الخيوط على الدولاب اليدوي أو عن طريق آلات خاصة.

كاشفاً أن وزارة الزراعة أنشأت ٥ مراكز  “مصياف الدريكيش اللاذقية وحمص وطرطوس” من باب الحفاظ والحرص على هذا الإرث، بعد انقطاع استيراد البيوض الكورية الهجينة تم توجيه مراكز الحرير من قبل وزارة الزراعة بإنتاج بيوض دودة القز وتحسين السلالة مجاناً للمربين.

وأوضح وقاف أن أكثر البيوض استعمالاً هذا العام هي البيوض الهندية نظراً لمردودها الجيد.

وعن عدد المربين في مجال “زراعة حماة”، بيّن وقاف أنه يوجد لدينا حالياً حوالي عشرة مربين، إذ لديهم منسوجات حريرية،  ومن باب التحفيز تم الاتفاق بين وزارة الزراعة واتحاد الغرف الزراعية لتعميق وتطوير مسألة تربية دودة الحرير ، وتحديداً مع شخص يدعى محمد جنا رئيس غرفة زراعة دمشق الذي تكفل

بإحضار البيوض الهندية ذات المواصفات الجيدة والمقاومة للأمراض وبسعر مدعوم، ويقوم أيضاً بشراء الشرانق بسعر محفز لاحقاً لتتم إعادة هذا النشاط إلى وضعه السابق.

لكن ما يعاني منه منتجو الحرير وصنّاعه هو غياب الجهات المسوّقة التي تشتري منتج عملية صناعة الخيوط الحريرية بعد نسجها، الأمر الذي يدخل هؤلاء المربين في دوامة، بل في خسائر مادية وتعب طويل.

وزاد على ذلك بأنه يوجد من يتسوق المنتج وبأسعار تشجيعية فقط.

بالمختصر المفيد: إن مشهد دودة القز وهي تتغذى على أوراق أشجار التوت يقف الناظر أمامها مدهوشاً، أما ما تصنعه فيما بعد من الخيوط الحريرية، وكيف يتم استخلاصها من الشرنقة، فالمشهد أكثر جمالاً وبهيّ.

فهو عمل ممتع لكنه متعب جداً ويحتاج إلى صبر  ودقة متناهية.

ويكفي أن تزرع لأجل ذلك أشجار التوت الهندي والأمريكي والقزمي الذي يعطي أوراقاً على مدار فترة تربية الدودة، وهذا ما يفعله القائمون على مشتل الكفير مكان وجود تربية دودة القزّ  الذي يحظى بكل اهتمام ورعاية “زراعة حماة”.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار